إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي (ح 60)
الأجير الذي منفعته عامة
الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِينَ طبَّقُوا نِظَامَ الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا إِروَاءُ الصَّادِي مِنْ نَمِيرِ النِّظَامِ الاقتِصَادِي, وَمَعَ الحَلْقَةِ السِّتِينَ, وَعُنوَانُهَا: “الأجِيرُ الَّذِي مَنفَعَتُهُ عَامَّةٌ”. نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النِّظَامِ الاقتِصَادِي فِي الإِسلامِ (صَفحَة 99) لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:
الأجير الذي منفعته عامة: “وَأمَّا الأجِيرُ الَّذِي مَنفَعَتُهُ عَامَّةٌ، فَإِنَّ خِدْمَاتِهِ تُعتَبَرُ مَصْلَحَةً مِنَ المَصَالِحِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الدَّولَةِ تَوفِيرُهَا لِلنَّاسِ، وَذَلِكَ لأَنَّ كُلَّ مَنفَعَةٍ يَتَعَدَّى نَفعُهَا الأَفرَادَ إِلَى الجَمَاعَةِ، وَكَانَتِ الجَمَاعَةُ مُحتَاجَةً إِلَيهَا، كَانَتْ هَذِهِ المَنفَعَةُ مِنَ المَصَالِحِ العَامَّةِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى بَيتِ المَالِ تَوفِيرُهَا لِلنَّاسِ جَمِيعًا. وَذَلِكَ كَأنْ يَستَأجِرَ الأمِيرُ مَنْ يَقضِي بَينَ النَّاسِ مُشَاهَرَةً، وَكَاستِئجَارِ مُوَظَّفِي الدَّوَائِرِ وَالمَصَالِحِ، وَكاستِئْجَارِ المُؤَذِّنِينَ وَالأئِمَّةِ. وَيدخُلُ فِي المَصَالِحِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الدَّولَةِ استِئْجَارُ الأُجَرَاءِ لَهَا لِلنَّاسِ جَمِيعًا التَّعلِيمُ وَالتَّطبِيبُ. أمَّا التَّعلِيمُ فَلإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ عَلَى إِعطَاءِ رِزْقِ المُعَلِّمِينَ قَدْرًا مُعَيَّنًا مِنْ بَيتِ المَالِ أجْرًا لَهُمْ، وَلأنَّ الرَّسُولَ جَعَلَ فِدَاءَ الأَسِيرِ مِنَ الكُفَّارِ تَعلِيمَ عَشَرَةٍ مِنْ أبنَاءِ المُسلِمِينَ، وَبَدَلَ فِدَائِهِ مِنَ الغَنَائِمِ، وَهِيَ مِلْكٌ لِجَمِيعِ المُسلِمِينَ. وَأمَّا الطِّبُّ فَلأنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أُهدِيَ إِلَيهِ طَبِيبٌ فَجَعَلَهُ لِلمُسلِمِينَ. فَكَونُ الرَّسُولِ جَاءَتهُ الهَدِيَّةُ، وَلَمْ يَتَصَرَّفْ بِهَا، وَلَمْ يَأخُذهَا، بَلْ جَعَلَهَا لِلمُسلِمِينَ، دَلِيلٌ عَلَى أنَّ هَذِهِ الهَدِيَّةَ مِمَّا هُوَ لِعَامَّةِ المُسلِمِينَ وَلَيسَتْ لَهُ. فَالرَّسُولُ إِذَا جَاءَهُ شَيءٌ هَدِيَّةً، وَوَضَعَهُ لِلمُسلِمِينَ عَامَّةً، يَكُونُ هَذَا الشَّيءُ مِمَّا هُوَ لِعَامَّةِ المُسلِمِينَ. وَعَلَى ذَلِكَ فَإِنَّ رِزْقَ الأَطِبَّاءِ وَالمُعَلِّمِينَ فِي بَيتِ المَالِ، وَإِنْ كَانَ يَجُوزُ لِلفَردِ أنْ يَستَأجِرَ طَبِيبًا، وَأنْ يَستَأجِرَ مُعَلِّمًا. إِلاَّ أنَّهُ يَجِبُ عَلَى الدَّولَةِ أنْ تُوَفِّرَ الطِّبَّ وَالتَّعلِيمَ لِلرَّعِيَّةِ جَمِيعِهِمْ، لا فَرْقَ بَينَ مُسلِمٍ وَذِمِّيٍّ، وَلا بَينَ غَنِيٍّ وَفَقِيرٍ، لأَنَّ هَذَا كَالأذَانِ وَالقَضَاءِ، فَهُوَ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي يَتَعَدَّى نَفعُهَا، وَيَحتَاجُ النَّاسُ إِلَيهَا، فَهِيَ مِنَ المَصَالِحِ العَامَّةِ، وَمِنَ الأُمُورِ الَّتِي يَجِبُ أنْ تُوَفَّرَ لِلرَّعِيَّةِ، وَأنْ يَضمَنَهَا بَيتُ المَالِ.
من هو الأجير؟ إِنَّ الشَّرعَ الإِسلامِيَّ يَعنِي بِالأجِيرِ كُلَّ إِنسَانٍ يَشتَغِلُ بِأُجرَةٍ، سَوَاءٌ أكَانَ المُستَأجِرُ فَردًا، أمْ جَمَاعَةً، أم دَولَةً. فَالأجِيرُ يَشمَلُ العَامِلَ فِي أيِّ نَوعٍ مِنْ أنَواعِ العَمَلِ، بِلا فَرقٍ فِي الحُكْمِ الشَّرعِيِّ بَينَ أجِيرِ الدَّولَةِ وَأجِيرِ غَيرِهَا. فَمُوَظَّفُ الدَّولَةِ وَمُوَظَّفُ الجَمَاعَةِ وَمُوَظَّفُ الفَردِ كُلٌّ مِنهُمْ عَامِلٌ، وَتَجرِي عَلَيهِمْ أحكَامُ العَمَلِ، أي كُلٌّ مِنهُمْ أجِيرٌ وَتَجرِي عَلَيهِمْ أحكَامُ الإِجَارَةِ. فَالفَلاحُ أجِيرٌ، وَالخَادِمُ أجِيرٌ، وَعُمَّالُ المَصَانِعِ أُجَرَاء، وَكُتَّابُ التُّجَّارِ أُجَرَاءُ، وَمُوَظَّفُو الدَّولَةِ أُجَرَاءُ، وَكُلٌّ مِنهُمْ عَامِلٌ؛ لأنَّ عَقْدَ الإِجَارَةِ إِمَّا أنْ يَرِدَ عَلَى مَنَافِعِ الأعيَانِ، وَإِمَّا أنْ يَرِدَ عَلَى مَنفَعَةِ العَمَلِ، وَإِمَّا أنْ يَرِدَ عَلَى مَنفَعَةِ الشَّخْصِ. فَإِنْ وَرَدَ عَلَى مَنَافِعِ الأعيَانِ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ بَحْثُ الأجِيرِ، إِذْ لا عَلاقَةَ لَهُ بِهِ. وَإِنْ وَرَدَ عَلَى مَنفَعَةِ العَمَلِ كَاستِئجَارِ أرْبَابِ الحِرَفِ وَالصَّنَائِعِ لأَعمَالٍ مُعَيَّنَةٍ، أو وَرَدَ عَلَى مَنفَعَةِ الشَّخْصِ، كَاستِئجَارِ الخَدَمَةِ وَالعُمَّالِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِالأجِيرِ، أو هَذَا هُوَ الَّذِي يَنطَبِقُ عَلَيهِ أنَّهُ الأجِيرُ”.
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: التَّعلِيمُ وَالتَّطْبِيبُ أمَرَانِ ضَرُورِيَّانِ وَمُهِمَّانِ لِلعِنَايَةِ بِعَقْلِ الإِنسَانِ وَجِسْمِهِ, وَهُمَا مِنْ أوْجَبِ الوَاجِبَاتِ التِي أنَاطَهَا الإِسلامُ بِالدَّولَةِ, وَالدَّوَلَةُ الَّتِي تَحتَرِمُ نَفْسَهَا, تَهْتَمُّ بِهَاتَينِ النَّاحِيَتَينِ, وَتُولِيهِمَا عِنَايَةً فَائِقَةً, وَجَانِبًا كَبِيرًا مِنَ الاهتِمَامِ, فَإِذَا رَأيْتَ هَاتَينِ النَّاحِيَتَينِ: التَّعلِيمَ وَالصِّحَةَ قَد أهْمَلَتْهُمَا دَولَةٌ مِنَ الدُّوَلِ, فَاعْلَمْ أنَّهَا سَائِرَةٌ إِلَى الهَلاكِ, وَصَائِرَةٌ إِلَى الزَّوَالِ, كَمَا هُوَ الحَالُ الحَاصِلُ فِي هَذِهِ الأيَّامِ فِي دُوَيلاتِ الضِّرارِ!! حَيثُ كَانَ التَّعلِيمُ فِيمَا مَضَى رِسَالَةً سَامِيَةً, وَمُهِمَّةُ العُلَمَاءِ وَالمُعَلِّمِينَ فِيهَا تُشبِهُ مُهِمَّةَ الأنبِيَاءِ وَالرُّسُلِ, وَاقرَءُوا إِنْ شِئتُمْ قَولَ نَبِيِّنَا عَلَيهِ السَّلامُ: «العُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأنبِيَاءِ».
وَقَولَ أمِيرِ الشُّعَرَاءِ المُستَوحَى مِنْ قَولِ النَّبِيِّ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ:
قُمْ لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبجِيلا …. كَادَ المُعَلِّمُ أنْ يَكُونَ رَسُولا.
وَكَانَ هَمُّ العُلَمَاءِ وَالمُعَلِّمِينَ هُو الارتِقَاءُ بِعُقُولِ وَأفْهَامِ طَلَبَةِ العِلْمِ, وَآخِرُ مَا يُفَكِّرُونَ بِهِ الكَسْبُ المَادِيُّ. وَكَذَلِكَ كَانَ الطِّبُ مِهْنَةً إِنسَانِيَّةً نَبِيلَةً يَتَفَانَى فِيهَا الأطِبَّاءُ فِي الحِفَاظِ عَلَى صِحَّةِ الإِنسَانِ وَقُلُوبُهُمْ مَلِيئَةٌ بِالعَطْفِ وَالشَّفَقَةِ عَلَى مَرضَاهُمْ, يَحرِصُونَ عَلَى شِفَائِهِمْ حِرْصًا كَبِيرًا, وَآخِرُ مَا يُفَكِّرُونَ بِهِ هُوَ أخْذُ أُجْرَتِهِمْ!
لَيسَ هَذَا فَحَسْبُ, بِلْ إِنَّ الأمْرَ تَجَاوَزَ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ, حَيثُ كَانَ المُتَمَارِضُ يَدخُلُ مُستَشفَى الدَّولَةِ الإِسلامِيَّةِ, وَلَيسَ بِهِ مِنْ بَأسٍ أو دَاءٍ، وَيَعلَمُ الطَّبِيبُ أنَّ الشَّخْصَ مُتَمَارِضٌ وَمَعَ ذَلِكَ يَبتَسِمُ لَهُ، وَيَتَظَاهَرُ بِمُعَالَجَتِهِ، وَبَعدَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِنَ الرِّعَايَةِ التَّامَّةِ، يَكتُبُ الطَّبِيبُ لِلمَرِيضِ وَرَقَةً بِدَاخِلِهَا مَبلَغٌ مِنَ المَالِ يُخبِرُهُ فِيهَا بِانتِهَاءِ مُدَّةِ الضِّيَافَةِ. فَيَأخُذُ المُتَمَارِضُ المَالَ وَيَستَغنِي بِهِ رَيثَمَا يَجِدُ عَمَلاً، وَيَخرُجُ مِنَ المُستَشفَى عَزِيزًا كَأعَزِّ مَا يَكُونُ الضَّيفُ… فَأينَ كُنَّا … وَأينَ صِرْنَا؟؟
وَقَبلَ أَنْ نُوَدِّعَكُمْ مُستَمِعِينَا الكِرَامَ نُذَكِّرُكُمْ بِأَبرَزِ الأفكَارِ التِي تَنَاوَلهَا مَوضُوعُنَا لِهَذَا اليَومِ:
1. الأجِيرُ الَّذِي مَنفَعَتُهُ عَامَّةٌ خِدْمَاتُهُ مِنَ المَصَالِحِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الدَّولَةِ تَوفِيرُهَا لِلنَّاسِ.
2. كُلَّ مَنفَعَةٍ يَتَعَدَّى نَفعُهَا الأَفرَادَ إِلَى الجَمَاعَةِ وَهِيَ في حَاجَةٍ إِلَيهَا، هَذِهِ المَنفَعَةُ مِنَ المَصَالِحِ العَامَّةِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى بَيتِ المَالِ تَوفِيرُهَا لِلنَّاسِ جَمِيعًا.
3. التَّعلِيمُ وَالتَّطبِيبُ يَدْخُلانِ فِي المَصَالِحِ الَّتِي يَتَعَدَّى نَفعُهَا الأَفرَادَ إِلَى الجَمَاعَةِ، وَالجَمَاعَةُ مُحتَاجَةٌ إِلَيهَا، فَيَجِبُ عَلَى الدَّولَةِ تَوفِيرُهَا لِلنَّاسِ جَمِيعًا, هَذَا حُكْمٌ شَرعِيٌّ استُنبِطَ مِنَ فِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ, وَإِجمَاعِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ:
أ- أجْمَعَ الصَّحَابَةُ عَلَى إِعطَاءِ رِزْقِ المُعَلِّمِينَ قَدْرًا مُعَيَّنًا مِنْ بَيتِ مالِ المُسلِمِينَ أجْرًا لَهُمْ.
ب- جَعَلَ النَّبِيُّ عَلَيهِ الصلاة والسَّلامُ بَدَلَ فِدَاءِ الأَسْرَى الكُفَّارِ الذين يُعَلِّمُونَ عَشَرَةٍ مِنْ أبنَاءِ المُسلِمِينَ القِرَاةَ وَالكِتَابَةَ مِنَ الغَنَائِمِ، وَهِيَ مِلْكٌ لِجَمِيعِ المُسلِمِينَ.
ت- أُهدِيَ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيهِ الصلاة والسَّلامُ طَبِيبٌ فَجَعَلَهُ لِلمُسلِمِينَ وَلَيسَ لَهُ وَحْدَهُ. فَالرَّسُولُ إِذَا جَاءَهُ شَيءٌ هَدِيَّةً، وَوَضَعَهُ لِلمُسلِمِينَ عَامَّةً، يَكُونُ هَذَا الشَّيءُ مِمَّا هُوَ لِعَامَّةِ المُسلِمِينَ.
4. يَجِبُ عَلَى الدَّولَةِ أنْ تُوَفِّرَ الطِّبَّ وَالتَّعلِيمَ لِجَمِيعِ أفرَادِ الرَّعِيَّةِ، لا فَرْقَ بَينَ مُسلِمٍ وَذِمِّيٍّ، وَلا بَينَ غَنِيٍّ وَفَقِيرٍ.
5. الأجِيرُ: هُوَ كُلَّ إِنسَانٍ يَشتَغِلُ بِأُجرَةٍ، سَوَاءٌ أكَانَ المُستَأجِرُ فَردًا، أمْ جَمَاعَةً، أم دَولَةً.
6. لا فَرقَ فِي الحُكْمِ الشَّرعِيِّ بَينَ أجِيرِ الدَّولَةِ وَأجِيرِ غَيرِهَا. كُلُّهُمْ تَجرِي عَلَيهِمْ أحكَامُ الإِجَارَةِ.
7. عَقْدُ الإِجَارَةِ يَقَعُ عَلَى وَاحِدَةٍ مِنَ المَنَافِعِ الآتِيَةِ:
أ- مَنَافِعِ الأعيَانِ: كَاسِتئْجَارِ مَنفَعَةِ الدَّارِ, وَهذا لا يَدْخُلْ فِيهِ بَحْثُ الأجِيرِ, إِذْ لا عَلاقَةَ لَهُ بِهِ.
ب- مَنفَعَةِ العَمَلِ: كَاستِئجَارِ أرْبَابِ الحِرَفِ وَالصَّنَائِعِ، فَهَذَا يَتَعَلَّقُ بِالأجِيرِ ويَنطَبِقُ عَلَيهِ أنَّهُ الأجِيرُ.
ت- مَنفَعَةِ الشَّخْصِ: كَاستِئجَارِ الخَدَمَةِ وَالعُمَّالِ, وَهَذَا أيضًا يَتَعَلَّقُ بِالأجِيرِ ويَنطَبِقُ عَلَيهِ أنَّهُ الأجِيرُ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الَمولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الراشدة الثانية على منهاج النبوة في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.