مع الحديث الشريف
باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وصبغ أشدهم بؤسا في الجنة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وصبغ أشدهم بؤسا في الجنة”.
حدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب. ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط”.
قوله صلى الله عليه وسلم: “فيصبغ في النار صبغة”. الصبغة بفتح الصاد أي: يغمس غمسة، والبؤس بالهمز هو: الشدة. والله أعلم.
إن نعم الله علينا كثيرة، وفضله علينا كبير، فأنى اتجهت ونظرت رأيت نعمة مصبغة عليك. ذلك الفضل من الله سبحانه. إلا أن ما يوجّهُ إليه الحديث أمرٌ خطير خطير. فهو يتحدث عن أولئك النفر من الناس الذين أخذوا هذه النعم بغير الحق. أخذوها بظلم وعتوٍ وتجبر، فأدخلوا الدنيا في حساباتهم البنكية. فقتلوا بسببها العباد وأفقروا البلاد واستحلوا الحرام وعاثوا في الأرض الفساد، فنشروا الرذيلة بين الأنام ليزيد رصيدهم، فتملكوا وتملكوا… وما دروا أنهم ممن طالهم حديث رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- بعد أن صاروا أنعم أهل الأرض ولم يبقَ أمامهم إلا أن يغمسوا في جهنم غمسة ويسألوا بعدها: هل ذقتم نعيما قط؟
إذن ابقوا إن شئتم على ما أنتم عليه، وأخصكم أنتم يا حكام الخليج، يا من تنعمتم بالنفط.
أيها النفطيون:
إنها أموال المسلمين. حرمتم الناس منها. سكنتم القصور وغيركم سكن الشوارع والقبور. أكلتم أطايب الطعام وغيركم بات جوعان. ألا فتعسا لكم، أو تتوبوا إلى الله، وتعيدوا الأموال لأهلها، وهم المسلمون، فرسولنا الكريم يقول: “المسلمون شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار”.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم