الحرب في اليمن بين دعوى وقف المد الشيعي ودعوى دعم الشرعية
انطلقت عاصفة الحزم في سرعة البرق بقيادة سعودية ومشاركة مصرية تحت دعاوى مختلفة؛ لكل دعوى منها آذان توجه إليها، فدعوى محاربة المد الشيعي في المنطقة موجهة للبسطاء والعامة، ويراد منها استخدام من يسمون بالسلفيين في إقناع الناس بأن تلك العاصفة مما أمر به الله ورسوله بل هي جهاد في سبيل الله، والهدف هو استبدال عدوٍّ وهمي هو الشيعة والتشيع بالعدو الحقيقي ألا وهو الغرب الكافر. والدعوى الثانية مساندة الشرعية الدستورية ودعم الديمقراطية والحريات، وهي دعوى يروجون بها هذا العمل في الأوساط الليبرالية والقومية لإقناعهم أن هذا العمل ليس فيه تعدٍّ على سيادة اليمن ولا تدخلٌّ في شؤونها.
\n
وما كل ذلك إلا لضعف مبرر الإرهاب الذي يُستخدم كغطاء حتى الآن في قتل المسلمين ومحاربة الإسلام في شتى بقاع الأرض؛ في سوريا وليبيا ومصر وغيرهم من بلاد المسلمين، ولو استعرضنا تلك المبررات يتبين لنا مدى الكذب والخداع والتضليل فيها.
\n
فبالنسبة لما يسمى بالمد الشيعي الذي يدعونه، فمثله وأبشع منه موجود في العراق منذ زمن، بل بسببه تم قتل الكثير من أبناء الأمة تحت عنوان الطائفية في العراق ولم تطلق طلقةٌ واحدةٌ من دول الحزم. وفي سوريا ترتع إيران وحزبها اللبناني يقتلون الشيوخ والأطفال والنساء ويهدمون البيوت على رؤوس ساكنيها، ولم نسمع كلمةً واحدةً، ولو سلمنا بما يدعيه أدعياء السلفية من أن الشيعة أخطر وأكفر من يهود، فهل يهود من عباد الله الصالحين حتى يغضوا الطرف عن جرائمهم ولا يتحركوا لإنقاذ المسلمين من كيدهم ليل نهار؟!
\n
أما ادعاء المحافظة على الشرعية والديمقراطية، فلماذا لم يحافظوا عليها في مصر وانقسموا بين من يقول أنه انقلاب ومن يقول ثورة، وبرغم ذلك اتفقوا جميعا على أنه شأن داخلي لا دخل لهم به. والغريب أن يشارك النظام المصري بقيادة السيسي تحت مثل هذه الدعوى التي تعريه وتفضحه، وتجعل من هذه الدعوى أضحوكة وأمثولة يتندر بها.
\n
إن الأمر في حقيقته لا يعدو عن كونه تنفيذًا لأجندة أمريكية لبسط نفوذها على اليمن وانتزاعها من بريطانيا التي ظلت مسيطرة عليها منذ عقود عن طريق عميلها علي عبد الله صالح الذي حركت أمريكا عملاءها ضده، مرتكزة في هذا الحراك على إيران والحوثيين ذراعها في اليمن، مما دفع بريطانيا للدفع بعبد الله صالح من على كرسيه ومن ثم تم الدفع به وسط الحوثيين كشريك لهم في ظاهر الأمر وهو في الحقيقة عميل بريطاني وسط رجال أمريكا يفسد عليهم خططهم ويورطهم في أعمال من شأنها أن تفضحهم وتقضي عليهم سياسيًا، بينما أجلست بريطانيا مكانه نائبه منصور، الذي لم يتوقف تواصله مع رئيسه السابق عبد الله صالح بينما هم أمام الناس أعداء!
\n
كل ذلك دفع أمريكا إلى استخدام رجلها الجديد في المنطقة سلمان ملك السعودية في تلك العملية لتحقيق هدفين، الأول هو القضاء على صالح ورجاله وضرب كل الوحدات العسكرية التي يسيطر عليها، والمعلن هو ضرب الحوثيين وصالح معًا. وثانيًا بعد القضاء على القوة التابعة لعبد الله صالح يأتي دور الجلوس على مائدة المفاوضات مع الحوثيين – بعد إبعاد صالح من بينهم – وعبد ربه منصور العميل الإنجليزي، إلا أنه قد يُكتفى بأن يكون في المقعد الخلفي لملك السعودية والذي سيملي عليه ما يريد، فهو من أنقذه من خطر الحوثيين، أو يتم استبدال بحاح، نائبه الجديد، به، وكل ذلك هدفه خلع النفوذ البريطاني واستبدال النفوذ الأمريكي به. فلا وجود لما يسمى بمحاربة المد الشيعي، ولا ما يسمى بالمحافظة على الشرعية، فقط هم حكام عملاء كالدمى في أيادي الغرب الكافر يحاربون بهم الأمة ودينها ويسرقون بهم ثروات الأمة.
\n
فإلى متى يتم التلاعب بالأمة لصالح أعدائها، ويتم ضرب قوتها ومقدراتها ونهب خيراتها وثرواتها لصالح أعدائها؟! إلى متى ستسكت الأمة على هؤلاء الرويبضات الذين يحكموننا بالحديد والنار، وينحّون شرع الله جانبا ويحكموننا بالكفر؟! لقد آن الأوان للأمة أن تتحرك لتستعيد سلطانها المغصوب وتقيم دولتها الراشدة الخلافة على منهاج النبوة، لتنال عز الدنيا ونعيم الآخرة ورضوان ربها، وإن غدًا لناظره قريب.
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
\n
\n
\n