قد مات فرعون، ولن يخلد كريموف بعده!
\n
بسم الله القاهر فوق عباده، الجبار المنتقم القوي الشديد. لا يعجزه بطش المتجبرين. وعد المخلصين بالنصر، وأنزل الوعد في كتابه الخالد ليوم الدين ﴿إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
\n
هذه الآية جاءت في كتاب الله على لسان موسى عليه السلام لقومه في سورة الأعراف، وإن الناظر للسياق الذي جاءت فيه، من بطش فرعون بهم لإيمانهم بالله، وملاحقته لهم بالقهر والتعذيب من الاستعباد وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف واستحياء النساء، والناظر لما يعانيه أهلنا في أوزبيكستان على يد المجرم اليهودي كريموف وزبانيته من سجن وتعذيب وحشي ليجد أن الطغاة دائمًا يسلكون النهج نفسه، وهم يسطرون بذلك منهجًا واضحًا في بغضهم للحق وحقدهم عليه، بل إن هذه الأفعال الإجرامية إن هي إلا جزء بسيط مما يخفون ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾.
\n
وقد جاء في تفسير هذه الآية للشعراوي: \”ويقرر موسى الحقيقة الواضحة وهي أن الأرض ليست لفرعون، والعاقبة لا تكون إلاَّ للمتقين. وكأنه بهذا القول يريد أن يردهم إلى حكم التاريخ حيث تكون العاقبة دائمًا للمتقين، فإن قال فرعون: وإنا فوقهم قاهرون، مستعلون غالبون مسلطون مسيطرون، فإن موسى يرد على ذلك: أنا أستعين بمن هو أقوى منك. إن موسى عليه السلام يأمر بأن يستعينوا بالله، ويصبروا على ما ينالهم من بطش فرعون وظلمه. ولأن قوم موسى كانوا من المستضعفين، فإن الله وعدهم أن يؤمّنهم في الأرض ويمكن لهم فيها وهذا إخبار من الله وإخبار الله حقائق. ولكن ماذا كان موقف قوم موسى منه بعد هذا النصر العظيم لموسى، والنصر لهم؟. نجد الحق سبحانه يقول \”قالوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ…\” انتهى
\n
وكذلك فإن تجبر كريموف وعُتوَّه، لن تفُتَّ في عضد مسلمي أوزبيكستان كما لم ينفع فرعون عنجهيته ولم تُسلم له قيادة من آمنوا بالله مع سيدنا موسى. وكما لم يفُتَّ تجبر الطغاة بعضد أصحاب الأخدود.
\n
إنها سنة الله في كونه، يبتلي عباده المؤمنين حتى يثبت إيمانُهم ويَقوى ويُنَّقى من أي شائبة فيكون خالصًا له سبحانه. ثم يُرد الذين كفروا إلى جهنَّم وبئس المهاد ومن قبلها خزي الحياة الدُّنيا وعذاب أليم على أيدي المؤمنين الذين يُمكِّن لهم ربُّهم، فالعاقبة للمتقين. ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
\n
لذلك: فليتجبر كريموف كما يشاء، فسيبقى عاجزًا ناقصًا أضعف من أن يعجز الله، أو يرُدَّ عذابه الأليم. وإن عقابه على يد هذه الأمة قادم لا محالة. أما مؤمنو أوزبيكستان الذين قهروا بطش الشيوعية فإنهم بإذن الله قادرون على قهر كريموف، وبصبرهم لن ينالهم أذى. شهداؤهم في الجنَّة بإذن الله، ومن بقي ترنو عيناه إلى نصرٍ واستخلاف.
\n
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم بيان جمال
\n
\n