Take a fresh look at your lifestyle.

تعيين الأمم المتحدة لمبعوث جديد: ليس إلا تبادل أدوار!!!

 

\n

في آب/أغسطس 2012م تم تعيين جمال بن عمر مبعوثا خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن ومنذ ذلك التاريخ وبن عمر يستخدم صلاحياته في تنفيذ مهمته التي جاء من أجلها إلى اليمن، وإلى جانب صلاحياته المخول باستخدامها كان يستخدم وسائل وأساليب عديدة؛ فتارةً يستخدم الترغيب وتارةً أخرى يستخدم الترهيب وعصا الأمم المتحدة الغليظة كالبند السابع والعقوبات على بعض الأشخاص من أطراف النزاع.

\n

استمر بن عمر في متابعة مهمته الأممية المظهر والأمريكية الجوهر والمتمثلة في مشاركة أمريكا في النفوذ على اليمن إلى جانب النفوذ البريطاني الجاثم عليه منذ عقود إن لم يصل الحال بأمريكا إلى اقتلاع النفوذ البريطاني من أساسه.

\n

ومع ما عملته أدوات أمريكا من دور سواء الإقليمية منها أو المحلية إلا أنها لم تفلح في حسم الصراع لصالحها؛ وذلك لوجود الوسط السياسي البريطاني في اليمن من جهة، وكذلك تحالف الرئيس السابق علي صالح مع الحوثيين لتوجيههم حسب مصلحته، وهي تصفية وإضعاف خصومه السياسيين على مستوى الأفراد كعلي محسن وأبناء الأحمر وعلى مستوى الأحزاب والجماعات كحزب الإصلاح وجماعة الحوثي وضربهم ببعض ومشاركة المنتصر منهم وبالذات الحوثيين.

\n

لقد نفذ بن عمر مهمته كما رسمت له فأبدع وأتقن وتفنن في وسائله وأساليبه؛ بدايةً من إشرافه على مؤتمر الحوار الوطني الذي يخدم أعداء الإسلام عامةً وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا المتصارعتين على السيادة والنفوذ، وصولاً لثروات اليمن، وكذلك دعمه لموقف الحوثيين وعدم تجريم أعمالهم أو الضغط عليهم لوقف قتالهم وتمددهم، مروراً برعايته لاتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني ومباركته للأطراف الموقعة عليه لكونه يخدم الحوثيين أكثر من غيرهم.

\n

هنا لا بد من الوقوف لحظات للتأمل والتفكير لماذا تخلى بن عمر عن مهمته وفي هذا الوقت بالذات وفي ظل هذه الأوضاع؟!!!.

\n

والجواب على هذا التساؤل يكمن في الآتي:

\n

لقد نجح بن عمر في مهمته وأكملها على ما يرام؛ لقد أوصل الوضع إلى حالة الحرب والاقتتال وهذا هو المطلوب، ثم بعد الحرب لا بد من أن تضع الحرب أوزارها ولا بد من اتفاق وحوار، والذي يعنيه ذلك مرحلة جديدة تتطلب أعمالاً وخططاً مختلفة فلا بد من وجوه جديدة لتتقمص هذا الدور ولتكمل المشوار، وبغض النظر سواء تقدم بن عمر باستقالته لبان كي مون أو تم إعفاؤه من مهمته فلن يغير من حقيقة الأمر والدور الذي قام به شيئا، لأن المطلوب من بن عمر أن يقوم بدور معين عليه القيام به ولا يتعداه، ثم يأتي بعد ذلك من يكلف بالدور الجديد وبالخطة المرسومة فحسب.

\n

لذا استوجب الأمر أن يتم تكليف المبعوث الخاص الجديد لبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وهو الموريتاني إبراهيم بن الشيخ أحمد والذي عين في نيسان/أبريل 2015م ليلعب الدور الجديد وهو إيصال الأطراف المتقاتلة (الأدوات المحلية في اليمن) وبإشراف الأدوات الإقليمية إلى طاولة الحوار بعد الاتفاق المسبق بين طرفي الصراع الأنجلو أمريكي على خطة هذا الحوار (فكرةً وطريقةً وغاية) بما يخدم الغرب ومصالحه، وما على أهل اليمن (أهل الإيمان والحكمة) إلا تجرع ويلات الحروب والعوز وسخط رب العزة والجلال، والتصفيق والمباركة لمخرجات ذلك الاتفاق الذي يصب في مصلحة دول الغرب الكافر الذي لا يهمه من جميع المسلمين إلا إبعاد دينهم عن واقع حياتهم ونهب ثرواتهم وإباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم فيما بينهم فيشقوا في الدنيا والآخرة.

\n

لقد صور للناس في أذهانهم أن منظمة الأمم المتحدة لديها الحلول الناجعة الخارقة للعادة وكأنها مزودة بالمعجزات في حل مشاكل العالم مع أن لا معجزة إلا لنبي أو رسول من أنبياء ورسل الله وأن زمن المعجزات قد ولى بموت النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن تلك المنظمة العالمية لم تنشأ إلا تلبيةً لخدمة من أنشأها وهي الدول الكبرى ولم تقم لخدمة أو نصرة المستضعفين أفراداً أو بلداناً، وقضية فلسطين خاصةً وغيرها من القضايا عامةً خير وأقوى دليل على كذب وزيف هذه المنظمة الكافرة بعقيدتكم يا أهل الإيمان والحكمة أفلا تعقلون؟!!!.

\n

إن حل جميع مشاكل المسلمين ومنها اليمن بل وجميع مشاكل العالم يكمن في استئناف الحياة الإسلامية حسب نظام رب البشر الخالق المدبر قيوم السماوات والأرض من خلال إقامة كيان تنفيذي وهو دولة الخلافة على منهاج النبوة لتقوم بتطبيق الإسلام بين رعاياها وتحمله للعالم أجمع رسالة هداية ورحمة ونور بالدعوة والجهاد وما ذلك على الله بعزيز.

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

\n

 

\n

 

\n

 

\n