Take a fresh look at your lifestyle.

للفروض الحقّ في أن تلبس تاجها

 

\n

عانت الأمة الإسلامية بغياب دولتها ويلات الحروب والتقسيم وتمكّن منها عدوّها بعد أن خطّط لذلك سنوات طوالًا.

\n

فحلّت القوانين الوضعية مكان حكم الله رغم تحذير ربّنا منها بأنّها أحكام جاهلية ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾. وأنّها أحكام طاغوت علينا اجتنابها ولفظها كما تلفظ النواة ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾.

\n

حلّت هذه القوانين البشرية فضمنت للأقليّة نسبة كبيرة من الثروات وتركت الأغلبية تحيا في فاقة وفقر: حصتها فتات ضئيل حقير لا يغني ولا يسمن من جوع.

\n

لقد ساد النظام الرأسمالي العالم وقاده وعمل على النيل من الإسلام بعد سقوط دولته وتمزيق جسد أمته وتفنّن في ذلك بنشر ثقافته وفرض مفاهيمه الفاسدة حتى صارت الأمّة ضعيفة مريضة منهكة لا تقوى على الحراك، مكبّلة بقيود التبعية وبحكم طغاة جبابرة، وصارت تقاد من طرف عدوّ حذّرها منه ربّها في آيات عديدة وأوجب عليها البراءة منه.

\n

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ﴾.

\n

إنّ ما خُطِّط ودُبِّر لهذه الأمّة العظيمة التي لم يعرف التاريخ حضارة أعرق ولا أطول من حضارتها لتشيب منه الولدان وتجفّ له دموع المقل لهول ما حيك من مؤامرات حتى يُقضَى على دولتها حاضنة دينها وحامية أعراضها.

\n

ولم يهنأ بال أعدائها بل يسعون دائمًا لإحكام قبضتهم حتى يحولوا دونها ودون عودتها لما كانت عليه من عزّ وأنفة وسيادة؛ لأنّهم يعلمون علمًا لا شك فيه أنّها مارد لن يطول نومه وأنّها ستضحّي بكل غالٍ ونفيس من أجل دينها؛ لذلك هم يبحثون ويدرسون أحوال الشعوب ويحاولون السيطرة على الأوضاع التي بدأت تنذرهم بخطر الإسلام وعودته إلى الحياة.

\n

فقد أصدرت مؤسسة \”راند\” الأمريكية – إحدى أهم المراكز البحثية – التابعة للقوات الجوية الأمريكية، تقريرًا يؤكد على فكرة أساسية مفادها أنّ الصراع القادم‏‏ بين العالم الغربي والإسلامي ليس صراعا عسكريا أو أمنيا، بل هو صراع فكري‏..‏ له أدوات وأسلحة جديدة‏!

\n

هؤلاء هم أعداء عودة الإسلام كنظام للحياة؛ يكيدون له وينكّلون بكلّ من يسعى لإعادته فيحاربونه لأنه يعمل ضدّ مآربهم ونواياهم ويفشل مخططاتهم.

\n

لقد لاحت بشائر الفجر وأشرقت الشمس بعد مغيب وحان وقت العودة ولا بدّ للأمّة الخيّرة أن تستعيد مكانها وتعيد للبشرية الأمن والعيش الكريم، آن الأوان للإسراع إلى تغيير هذه الأنظمة الوضعية البشرية التي ألغت أحكام شرع الله وأذاقت الناس الذّل والهوان، ولمّ شتات الكتاب والسلطان: «الإِسْلامُ وَالسُّلْطَانُ أَخَوَانِ تَوْأَمٌ، لا يَصْلُحُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا إِلا بِصَاحِبِهِ، فَالإِسْلامُ أُسُّ وَالسُّلْطَانِ حَارِسٌ، وَمَا لا أُسَّ لَهُ مُنْهَدِمٌ، وَمَا لا حَارِسَ لَهُ ضَائِعٌ» رواه ابن عباس مرفوعا.

\n

من أعظم ما فرضه الإسلام على المسلمين هو العمل لإقامة دولته ولأنّ هذه الفريضة غائبة مغيّبة ولأنها تاج يوضع على رأس جميع الفروض الأخرى بقيامها على الوجه الصحيح تقام على أكمل وجه وبغيابها تضيع.

\n

فهذا الفرض وما له من مكانة عظيمة في الإسلام تفطّن إليها العدو وضرب الأمّة في مقتل، ولهذا لا بدّ لأمّة الإسلام حتّى تنجح في معركة وجودها وتفوز في قضيتها المصيرية أن تعمل مع الصادقين من أبنائها والمحبّين لله ولدينه حتى تعود دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتحكم العالم بشرع ربّها وتخرج العالمين من ظلمات الأحكام الوضعية الفاسدة إلى نور حكم رب السماوات والأرض.

\n

لقد آن أوانه وصار قاب قوسين أو أدنى بمشيئة ربّ رحيم، وعد: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً﴾ وهو ناصر المستضعفين ﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

\n

فلا تتخلّفي أمّة الإسلام واعملي على نصرة دين ربّك واستعيدي دورك وشهادتك حتى ترضي ربّك وحبيبك محمداً ﷺ وتقيمي الأحكام كاملة غير منقوصة في ظل دولة واحدة يؤمّها خليفة واحد.

\n

 

\n

 

\n

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصامت

\n

 

\n