Take a fresh look at your lifestyle.

القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: إعلام بديل يتبنى قضايا الأمة والمرأة المسلمة

مع غياب التمثيل الحقيقي للمرأة المسلمة بتطلعاتها، ومعاناتها، وفكرها وقضيتها الأساسية وهي غياب الإسلام كمبدأ مطبق في دولة والرغبة العارمة بتطبيقه في الحقيقة، والأهم الهجمة الشرسة المتزايدة عليها كامرأة مسلمة وعلى عقيدتها كعقيدة سياسية فكرية قادرة على حل مشاكلها وتخليصها مما حلَّ بها من ضنك وضيم، وفشل المحاولات اليائسة لتنميط المرأة المسلمة حسب النمط الغربي للعيش، بجعل نساء بريطانيا وأمريكا قدوة ومثالاً، بينما الإعلام الغربي يكشف كل يوم البؤس الذي تعانيه هؤلاء النسوة في الغرب – وإن كان بشكل قليل لا يصل للمسلمات أو يُغَيَّب عنهن عمداً. كانت الحاجة لإعلام أصيل يتبنَّى قضايا المرأة المسلمة ويسير بها نحو الرقي الفكري، والارتقاء بالأمة جنباً إلى جنب مع رجالها حاجة مُلِحَّة في وقتٍ تتكالب فيه السهام على أمومتها وزواجها وعلى فطرتها.

\n

في هذا الوقت الحرج كان القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير قارب نجاةٍ للمرأة المسلمة يأخذ بيدها بعيداً عن تلاطم أمواج الكفر وأعاصير الفكر الغربي التي تعصف بها لتأخذها بعيداً عن دينها وعقيدتها: يرومونها أن تصبح رأسمالية الفكر، غربية الهوى. أنانية لا تهتم لأمتها، تستقي مفاهيمها من الجمعيات النسوية الغربية التمويل والفكر بينما نساء أمّتها في بورما والصين وإفريقيا الوسطى والشام واليمن يعانين الهوان ويتعرضن للتنكيل. فكان المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير وقسمه النسائي نواةً لإعلام يمثِّل المرأة المسلمة: ليزيل الغشاوة عن العيون وتصدع العاملات فيه بالحق المبين بأن الخلافة على منهاج النبوة وحدها هي سبيل الخلاص لنساء المسلمين.

\n

وكان هذا واضحاً لكل المتابعين للحملات التي قام بها القسم النسائي بالتنسيق مع المكتب المركزي ومكاتب الولايات وندوات وأعمال أخرى عالمية كان العنوان الجامع لها: أمتنا واحدة من شرق الأرض لغربها، معاناتها واحدة والخلاص في دولة تطبق كتاب الله على منهاج رسول الله ، لتعود المرأة المسلمة كأم عمارة وعائشة وخديجة رضوان الله عليهن، تُحرَّك لها الجيوش بجلاجلها. وليس آخرها المؤتمر العالمي الذي قام به القسم النسائي في ثلاث قارات في الوقت نفسه ليبدأ المؤتمر العالمي فعالياته في خمس دول بعنوان: \”المرأة والشريعة: للتمييز بين الحق والباطل\” والحملة العالمية التي كانت بالأمس في السادس من حزيران الجاري بعنوان \”مسلمو الروهنجيا لاجئون في البحر أم جزء من خير أمة؟\” حيث كانت الحملة التي اختُتِمت بحلقة نقاش جمعت صانعات الرأي المسلمات في جنوب شرق آسيا لبحث محنة مسلمات وأطفال الروهنجيا؛ والتي كانت ضياء نورٍ سلَّط الضوء على معاناة مسلمي الروهنجيا خاصة النساء والأطفال في وقت غابت التغطية الحقيقية لمحنتهم، وشُغِلت وسائل الإعلام في بلاد المسلمين والغرب على السواء عن دموعهم وآلامهم. ليتم توقيع ميثاق استنكار للحملة الشرسة التي تشنها ميانمار على مسلمي الروهنجيا من نساءٍ مؤثرات وصانعات للرأي في منطقة جنوب شرق آسيا في سابقة تُسجل للمكتب الإعلامي المركزي والقسم النسائي فيه في تناول قضايا الأمة على مستوى عالمي يرفع النظرة القومية والوطنية الضيقة لمشاكل المسلمين. كما كان واضحاً من قبل في حملات نصرة لحرائر الشام، واليمن والروهنجيا. وتغطيته لآخر وأهم الأخبار العالمية التي تمس المرأة المسلمة، وتتناول قضيتها بشكل خاص والنظام الاجتماعي ككل، من زاوية العقيدة الإسلامية والتعليق عليها تعليقاً سياسياً واعياً يوضح الحكم الشرعيَّ المستقى من كتاب الله وسنة رسوله بشكل فكري راقٍ، ويدحض الحجج الغربية الواهية التي تستهدف المسلمة وعقيدتها، ويكشف المؤامرة الغربية على فكرها وشخصيتها كالحرب على الزواج المبكر وتعدد الزوجات وعمل المرأة المسلمة وأمومتها وأسرتها بل وعلاقتها بالرجل بشكل عام.

\n

كان هذا العمل الضخم القائم على عملٍ نسويٍّ بحت، ينقض الفكر النسوي القائم على معاداة الرجل ويهدم النظرية الضيقة التي تُضيِّق مفهوم \”ربة بيت وعِرض مُصان\” بحبسها في البيت ومنعها من العمل السياسي أو إعفائها منه، كما تهدم النظرية المتركزة في الأذهان عن ضرورة خروج المرأة لمزاحمة الرجال في العمل؛ الذي يمثِّل المرأة المسلمة تمثيلاً حقيقياً يحمي عقيدتها، بشكل يُحتذى به كمثال وقُدوة حيث اجتمع الرقي الفكري، مع استقامة التوجه الشرعي، وعلوُّ الهمَّة، والأهم أنَّه عملٌ تقوم به النساء لنصرة المرأة المسلمة في بوتقة واحدة انصهر فيها الرجال والنساء فكرياً ونفسياً للدعوة لإعزاز دين الله سبحانه في الأرض بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشَّر بها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، والتي بها وحدها تُصان المسلمات وتُحمى كرامتهن، وتعاد لهن حقوقهن في الرعاية والحماية والعمل والمشاركة السياسية الفاضلة بعيداً عن التشويه والاستخفاف من أيٍّ كان. فيكون المجتمع الإسلامي بحقٍّ كما أراده الله سبحانه: ﴿وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ ۚ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌۭ﴾ [التوبة: 71].

\n

 

\n

 

\n


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

\n

بيان جمال

\n

 

\n