أمريكا والغرب يقتلون المسلمين في الشام وكل مكان
لقد عزَّ على أمريكا دماء أبنائها في أفغانستان والعراق، حيث ذاقوا الأمرين على أيدي المجاهدين من أبناء المسلمين، حتى جاء أوباما ووعد شعبه بسحب أبنائهم من أرض المعارك التي يقتلون بها، وكانت الخسارة المادية والاقتصادية بما يزيد على ثلاثة تريليونات دولار، وكان القتلى والجرحى وكانت الإعاقات والأمراض النفيسة والانتحار بأعداد كبيرة، لدرجة اضطرت الإدارة الأمريكية ابتداءً لتخفيض أعداد الجنود المقاتلين، ومن ثَم أصبح المطلوب عند الرأي العام الأمريكي ضرورة سحب أبنائهم من بلاد المسلمين حفاظًا عليهم، فكان ذلك أحد بنود البرنامج الانتخابي لأوباما. وقد وَفىَ لناخبيه ببعض ما وعدهم من الانسحاب، والمحافظة على أرواح أبنائهم، إلا أن هذا لا يعني ترك بلاد المسلمين وشأنها، فإن مصالحهم البترولية والمعدنية وكل الثروات هي مطمع لأمريكا، وخصوصًا أصحاب رأس المال، وهنا نجدهم انتهجوا سياسة أخرى للحفاظ على مصالحهم، وطالبوا الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ قرارات تضع جماعات إسلامية على قائمة الإرهاب، وذلك بعد أن غضت الطرف لزمن عن تمويلها بالسلاح والمال حتى أصبحت كل دول المنطقة الإسلامية تحت تهديد ما يسمى أعمالاً إرهابية منها الحقيقي ومنها المصطنع على يدٍ مخابراتية بصيرة، وأصبحت كل الدول مهددة إما من تنظيمات، أو من دول مجاورة وما ذلك إلا لتخويف المسلمين من ثوراتهم التي اندلعت للتحرر من سيطرة حكامهم العملاء، ولتخويف الناس من حقيقة الدعوة لفكرة استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة والتي يعلم كل العالم ما هي وما هي حقيقتها وأنها خير قلادة وخير وشاح كما وصفها شوقي في قصيدته حيث قال:
\n
نزعوا عن الأعناق خير قلادة * ونضوا عن الأعطاف خير وشاح
\n
أي أن الذين عملوا على هدم الخلافة مع بريطانيا وحلفائها بصنيعهم هذا قد مزقوا بأيديهم عباءة فخرهم، وأزالوا عن رقابهم أفضل قلادة كانت تزين أعناقهم، وخلعوا عن أكتافهم وأعطافهم أفخر وأفضل وشاح يلبس للزينة. وأن هذه الخلافة هي:
\n
• خلافة رحمة وعدل.
\n
• خلافة وعد بها رسولنا الكريم، وبين كيف تقام، وكيف يكون دستورها.
\n
• خلافة حياة ونهضة، لا خلافة تقتيل وتدمير وتفجير.
\n
• خلافة يهاجر إليها المسلمون، لا خلافة يفر منها المسلم وغير المسلم.
\n
• خلافة على منهاج النبوة ترعى كل رعاياها مسلمهم وكافرهم.
\n
أيتها التنظيمات المسلمة المتقاتلة:
\n
أيتها التنظيمات المسلمة المتقاتلة في الشام والعراق واليمن والصومال وكل بلد من بلاد المسلمين، لقد أغرت أمريكا بكم شياطينها وعملاءها، واخترقت الكثير من تلك التنظيمات بعملاء مندسين وممولين، حتى جعلت بأسكم بينكم شديدًا، وأصبح التقاتل بينكم بدل أن تقاتلوا بشار وأمثاله، وتقتلعوا أمريكا وعملاءها، فأصبحت العداوة والبغضاء والتقاتل سمة بين التنظيمات المسلمة ويكفر بعضها الآخر، هذه سياسة أمريكا في بلاد المسلمين، وأجبرت حكام الدول العربية للتحالف معها، وكذلك حلف الناتو لمحاربة المسلمين في العراق والشام واتخذت من الضربات الجوية وسيلة لقتل المسلمين سواء في العراق أو اليمن، وأكبر همها الوصول لضربات جوية على الكتائب المخلصة في ثورة الشام \”فضربت عدة عصافير بحجر واحد\”، وذاك ليس بذكاء وفطنة منها بقدر ما هو اختراق مخابراتي، وعدم وعي وإخلاص في العمل وعدم توكل على الله تعالى، بل إنه توجه للتمويل \”البترودولاري\” الخليجي، وذاك لعدم وعي سياسي وفكري، أفلا تعلمون أن دواء وشفاء العي هو السؤال؟ وأن من لا مفكر ولا سياسي ولا عالِم عنده يبصّره بما يدور حوله، فإن من أوجب الواجبات عليه أن يبحث عنه حتى يجده؟ فما بالكم أيها المسلمون وقد تقدم لكم من خبرتم وعيه السياسي وفكره ودستور دولة الخلافة الجاهز لديه من عشرات السنين، وهو يعمل بينكم منذ ستين سنة لإعادة الخلافة على منهاج النبوة، ولديه من المجتهدين والعلماء والسياسيين والمفكرين، ورجال الدولة الأفذاذ العشرات بل المئات، ومن كل شعوب العالم الإسلامي، وقد دعاكم في الشام للتوحد تحت راية رسولكم الكريم، وتوحيد جهودكم للخلاص من بشار عميل أمريكا ومعه إيران وحزبها اللبناني، فأبى بعضكم إلا التبعية وطلب التمويل من \”البترودولار\” ولم يطلبوا النصر والمدد من ربهم وحده الذي لا يقبل معه شريكا، فكان أن تنازعتم وتقاتلتم وفشلتم، وإن لم تعودوا عن التقاتل، وتحفظوا وتحقنوا دماء المسلمين سيكون الفشل مصيركم وعذاب الله تعالى عاقبتكم، وستندمون يوم لا ينفع الندم.
\n
وهنا نذكركم أن أمريكا استغلت تقاتلكم، وأغرتكم لسنوات خلت بقتال بعضكم بعضًا، وخصوصًا في ثورة الشام المباركة حيث فشلت في تدجينها، وبكل الوسائل السلمية، ولم تستطع إيجاد بديل لبشار عميلها، لا لقلة عملاء، بل لرفض المخلصين لخطط أمريكا وائتلافها، ومطالبتهم بتطبيق شرع ربنا ودون مواربة حتى توارى العملاء وائتلافهم، فما كان إلا أن سمحت وغضت الطرف عن اقتتال التنظيمات فيما بينها وغذت بعضها \”على عين بصيرة\” لتأكلوا بعضكم بعضًا وتتقاتلوا وتفشلوا وتذهب ريحكم، وها هي أمريكا تجتمع بحلف الناتو وبعض دول المنطقة مثل الأردن والإمارات وتشترط على دول المنطقة قاطبة وتجبر جامعتهم \”جامعة الدول العربية\” والأمريكية توجهًا لمحاربة المسلمين باسم محاربة الإرهاب والتطرف، وهذا ينسحب على كل بلاد المسلمين سواء العراق أو الشام أو اليمن أو الصومال أو غيرها من بلاد المسلمين التي تتوق للانعتاق من سيطرة واستغلال أمريكا ودول الغرب وعملائهم، وها هي بعد قرارات حلف الناتو تطلب من حكام العرب اتخاذ قرار بالانضمام للحلف لمحاربة الدولة الإسلامية ودون ذكر تنظيم الدولة، وكأنها تريدها قرارات استراتيجية بعيدة الأمد تبيح لهم مقاتلة كل مخلص سواء في الأمد المنظور أو المستقبل، وهنا يكمن خطر تلك القرارات الدولية أيها المسلمون، فانتبهوا واحذروا، واتقوا الله تعالى بتقاتلكم فإنه يعطي أمريكا الذرائع لقتالكم والبقاء في المنطقة واستغلال خيرات المسلمين وإذلالهم وإبعادهم عن دينهم، فاعلموا أن المسبب في أمر هو مثل فاعله، فلا تكونوا مثل أمريكا تقتلون المسلمين بأيديكم وأيدي الكافرين، وما ذاك إلا لعدم الوعي السياسي والشطط في التفكير والتكفير، فارحموا المسلمين وارحموا أنفسكم، فإنكم تعملون بالسياسة دون علم ودراية، فدماء المسلمين ستكون برقابكم، حتى لو قتلتم بأيدي أعدائكم الأمريكان أو عملائهم.
\n
وفي الختام نرجو الله تعالى رب العرش العظيم أن يردنا لديننا ردًا جميلاً، وأن يجعلنا سبل هداية وتوحيد للمسلمين، لا سبل تضليل وتفريق، فاتقوا الله تعالى، وأوبوا لرشدكم أيها المسلمون المتقاتلون وخصوصًا على أرض بلاد الشام والعراق.
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ وليد حجازات