Take a fresh look at your lifestyle.

جانب من سياسة رسول الله إرسال الرسائل للملوك والأمراء ح2

 

\n

انطلقت مواكب رسل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحمل بشائر وأنوار الهداية، من خلال رسائل وخطابات مختومة بختمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكانت تلك الرسائل تحمل حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على إسلام هؤلاء الملوك، وإبلاغ دعوته إليهم.

\n

عن أنس ـ رضي الله عنه ـ : (أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتب إلى كسرى وقيصر وإلى النجاشي – وهو غير الذي صلّى عليه – وإلى كل جبّار يدعوهم إلى الله عز وجل)(مسلم).

\n

توجه سفراء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرسائل إلى النجاشي ملك الحبشة، وإلى المقوقس عظيم القبط في مصر، وإلى كسرى ملك الفرس، وإلى هرقل عظيم الروم، وإلى المنذر بن ساوى ملك البحرين، وغيرهم من ملوك وأمراء ..

\n

وكان اختيار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لسفرائه قائما على مواصفات رباهم عليها، فكانوا يتحلون بالعلم والفصاحة، والصبر والشجاعة، والحكمة وحسن التصرف، وحسن المظهر.

\n

فاختار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دحية الكلبي، وأرسله إلى هرقل عظيم الروم. يقول ابن حجر في الإصابة عن دحية: \” كان يُضرب به المثل في حسن الصورة\”. وكان دحيةـ مع حسن مظهره ـ فارسا ماهرا، وعليما بالروم ..

\n

وأرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبد الله بن حذافة إلى كسرى عظيم الفرس، وكان له دراية بهم وبلغتهم، وكان ابن حذافة مضرب الأمثال في الشجاعة ورباطة الجأش.

\n

وأرسل ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المقوقس ملك مصر حاطب بن أبي بلتعة، وقد قال فيه ابن حجر في الإصابة:\”كان أحد فرسان قريش وشعرائها في الجاهلية\”، وكان له علم بالنصرانية، ومقدرة على المحاورة ..

\n

وهذا كتابه إلى المقوقس ملك مصر مثال على الكتب التي أرسلها رسول الله مع رسله إلى الملوك والأمراء

\n

حيث ذكر الواقدي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتب إلى المقوقس، مع حاطب بن أبي بلتعة: (بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بداعية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم القبط، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران:64)).

\n

• جانب آخر من سياسة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أرسل الرسل وأدى الأمانة التي ائتمن عليها، كان حريصا على أن يبلغ ما بلغه إياه رب العزة لكي لا يكون لأحد عليه حجة، أرسل رسول الله الرسل وهو لا يعلم ردة فعل مَن أرسلهم إليهم، هل سيقومون بقتل السفراء أم سيأتوابالجيوش للقضاء على كل موحد لله، وفي هذا عبرة على كل مسلم وحامل دعوة أن يعتبر بها وهي أن لا يخاف في الله لومة لائم، وأن يحرص على تبليغ ما بُلِغ به، وأن يعي أن الإسلام لم ينزل ليبقى مخطوطا في كتب ولا لنصلح به فقط أنفسنا، بل ليصل للعالم أجمع تطبيقا لقول الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}، لذلك علينا أن نغذ السير في إيصال فكرتنا للناس والعمل الجاد لتقوم الخلافة على منهاج النبوة التي بها يحمل الدين للعالم، وبها وحدها نسقط عن أنفسنا إثم من لم يصلهم الإسلام بعد، وبها وحدها نسقط عن أنفسنا أيضا إثم من وصله الإسلام ولكنه لم يسلم ولم يخير بين \”إسلام وجزية وقتال\”

\n

كما أنه صلى الله عليه وسلم عندما أرسل الرسل كان يبرق لنا أيضا رسالة وهي أن نتخير أصحاب المهام، فكل إنسان خُلق بطبيعة معينة وصفات جبلية أوجدها الله فيه، وعلينا نحن ليتم العمل على أتم وجه أن نستغل كل هذه الصفات ونوظفها التوظيف الصحيح، فالرجل الشجاع يرسل بالرسائل للسفراء وقصور الملوك ليبلغهم بما فرض الله وأن لا طاعة لهم علينا إن لم يطبقوا فينا شرع الله، والرجل البليغ النبيه يتصدر أماكن الاختلاط بالناس للتفاعل معهم وهكذا إلى أن يتم استغلال كل الطاقات والصفات وتوظيفها لنصل للمراد.