Take a fresh look at your lifestyle.

أضواء على قصيدة خلافة الإسلام لأمير الشعراء احمد شوقي ح4

 

\n

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

\n

 

\n

الإخوة الكرام:

\n

 

\n

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: أنا محدثكم محمد أحمد النادي أقدم إليكم هذه السلسلة المكونة من تسع حلقات ألقي فيها الضوء على قصيدة خلافة الإسلام لأمير الشعراء أحمد شوقي ومع الحلقة الرابعة أقول وبالله التوفيق:

\n

بسالة الجيش الإسلامي في الوقوف أمام بريطانيا وحلفائها:

\n

لا زلنا في مقام تسليط الضوء على جو النص الذي قيلت فيه القصيدة: وهنا انتهز قادة الجيش الإسلامي هذه الفرصة، والتقطت صورة مؤثرة تقشعر لها الأبدان صورت بالكاميرا الفوتوغرافية لهذا الجيش العظيم قبل المعركة وهو يصلي صلاة العصر جماعة.. بدأ جنود الإسلام باصطياد القوات البريطانية والفرنسية المهاجمة، وكانوا قد أكملوا استعدادهم لمواجهة هذا الهجوم المتوقع، وأظهروا بسالة فائقة وشجاعة نادرة أعادت إلى الأذهان أمجادهم العسكرية العثمانية .. وبينما كان القتال يدور في ضراوة بالغة أحرز الجنود المهاجمون نصرا على المسلمين، وكان ذلك في شهر رمضان وفي العشر الأواخر منه، بعد أن وصلت إليهم إمدادات كثيرة، ونجحوا في أخذ المسلمين على حين غرة، غير أن قائد القوات المهاجمة لم يستثمر هذه الخطوة؛ لأن الله تعالى أعمى بصره وبصيرته، فظل متباطئا من دون استثمار لعنصر السبق والمباغتة، الأمر الذي جعل القوات الإسلامية تنجح في صد المهاجمين، واسترداد ما تحت أيديهم وتكبيدهم خسائر فادحة بعدما وصلتهم إمدادات سريعة.. وقد أدى هذا النصر الإسلامي إلى إنقاذ مدينة \”إسلام بول\” عاصمة الخلافة من السقوط في أيدي قوات الاحتلال الصليبي، وفي الوقت نفسه جعل القوات البريطانية والفرنسية تفكر في الانسحاب من شبه جزيرة \”جاليبولي\” بعد أن فقدت الأمل في الاستيلاء على منطقة المضايق، وبدأت الانسحاب في الثامن عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر عام ألف وتسعمائة وخمس عشرة ميلادية، بعد أن كلفت الحملة بريطانيا وحلفاءها أربعة وأربعين ألف قتيل، وسبعة وتسعين ألف جريح، فضلا عن مائة وخمسة وأربعين ألف مريض بأمراض سلطها الله عليهم، وأخفقت في تحقيق هدفها الرئيس وهو الاستيلاء على المضائق، وكان الفشل مزدوجا في البر والبحر!!

\n

فرح المسلمين وشعورهم بنشوة الانتصار:

\n

وعلى الرغم من أن هذه المعركة العريقة امتدت من التاسع عشر من شهر شباط/فبراير عام ألف وتسعمائة وخمس عشرة ميلادية، وحتى التاسع من شهر كانون الثاني/يناير عام ألف وتسعمائة وست عشرة ميلادية، إلا أنها كانت حاسمة، قدم فيها المسلمون سبعة وثمانين ألف شهيد، ومائة وستة وخمسين ألف جريح، إلا أن النصر بفضل الله وتوفيقه كان حليف المسلمين .. حيث انتصرت فيه دولة الخلافة العثمانية على بريطانيا وحلفائها نصرا مؤزرا، فرح به المسلمون فرحا شديدا، وعلقوا أعلام الزينة، وأقاموا أقواس النصر، وأنشدوا أناشيد الفرح والسرور احتفاء واحتفالا بهذا النصر العظيم، وكانوا كأنهم في عرس بهيج!!
تحول العرس إلى مأتم، والفرح إلى حزن شديد:

\n

ووسط هذه الأجواء المليئة بالبهجة والسرور، وسط معالم الأفراح، وشعور المسلمين بنشوة الانتصار، وسط أعلام الزينة وأقواس النصر وأناشيد الفرح، جاء إعلان هدم خلافة الإسلام، فانقلب العرس إلى مأتم، وتحول الفرح إلى حزن شديد، وعاد رجع الأناشيد والغناء نواحا وبكاء مرا، ولقد كان أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله من أكثر الشعراء تأثرا على إلغاء الخلافة، وبرز تأثره في قصيدته الرائعة \”خلافة الإسلام\” التي تزين ديوانه الشعري المسمى باسمه:

\n

 

\n

\”الشوقيات\” والتي قالها في رثاء الخلافة، وعبر عن حس المسلمين ومشاعرهم الجياشة إزاء إلغاء الخلافة تعبيرا صادقا، فقال فيها:

\n

1. عادت أغاني العرس رجع نواح … ونعيت بين معالم الأفراح

\n

2. كفنت في ليل الزفاف بثوبه …. ودفنت عند تبلج الإصباح

\n

في هذين البيتين الأولين من قصيدة \”خلافة الإسلام\” شبه أمير الشعراء الخلافة بالعروس التي ماتت وتوفيت في ليلة زفافها، فانقلب العرس إلى مأتم، وتحول الفرح إلى حزن شديد، وعاد رجع الغناء نواحا وبكاء مرا، وقد كفنت هذه العروس بثوب زفافها في ليلة عرسها، ودفنت عند الفجر قبل شروق الشمس، وذلك تنفيذا للأمر الذي وجهه مصطفى كمال إلى حاكم إستانبول، والذي يقضي بأن يغادر آخر خليفة عثماني تركيا قبل فجر اليوم التالي.

\n

الإخوة الكرام:

\n

نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة الخامسة إن شاء الله تعالى، فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما، نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام، وأن يعز الإسلام بنا، وأن يكرمنا بنصره، وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة على منهاج النبوة في القريب العاجل، وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

\n

 

\n

 

\n


أخوكم محمد أحمد النادي

\n

 

\n