مع الحديث الشريف
باب فضل شهر رمضان – غفر له ما تقدم من ذنبه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه “بتصرف “، في ” باب فضل شهر رمضان.. “
حدثنا أبو بكرِ بْنُ أبي شيبةَ حدثنا محمدُ بْنُ فُضَيْلٍ عن يحيى بْنِ سعيدٍ عن أبي سَلَمَةَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه “.
قوله (غفر) بيان لفضل هذه العبادات بأنه لو كانت على الإنسان ذنوب، يغفر له بهذه العبادات؛ أي: إن كانت، فلا يَرِدُ أنَّ الأسبابَ المؤديةَ إلى عموم المغفرة كثيرة، فعند اجتماعها أيُّ شيءٍ يبقى للمتأخرِ منها حتى يُغْفَرَ به؟ إذ المقصودُ بيانُ فضيلةِ هذه العبادات، بأن لها عندَ الله هذا القدرَ من الفضل، فإنْ لم يكنْ على الإنسان ذنب ٌيظهرُ هذا الفضلُ فيرفع الدرجات كما في حق الأنبياء المعصومين من الذنوب.
يوجهُنا الحديثُ الشريفُ إلى أمرٍ غايةٍ في الأهمية، ألا وهو أنْ يرافقَ الصومَ حالان: الإيمانُ والاحتسابُ، أيْ طاعةً للهِ وحُباً في مَرضاتِهِ، وأيضاً احتساباً لثوابِهِ وليس رياءً. إلا أن ما نراه في هذه الأيامِ، منْ تَرْكِ بعضِ المسلمينَ لهذا الفرضِ العظيمِ، وصيامِ بعضِهم صياماً فيه ما فيه من الأمور التي تَشُوْبُ هذا الصيام، تجعلُنا نقفُ هذه الوَقْفَةَ للتأمل والتبيين.
فمنذ متى كان المسلمون يصومُ بعضُهم ويفطر بعضهم الآخرُ ولا حَسيبَ؟ ومنذُ متى كان هذا الشهر الفضيلُ صياماً احتساباً للعادات والتقاليد؟ حتى أصبحنا نرى بيننا من يصوم ولا يصلي، ومن يصوم خوفاً من أن يقال عنه مفطر، بل وقد رأينا فيما مضى من زمن، من ينتسب إلى أحزاب شيوعية، يصوم مع الصائمين. إذن لا بد من مراجعة هذا الخلل عند من بقي في عقله شيء من هذا. خاصةً بعد أن بدأت الأمةُ تتلمسُ طريقَها، وتعرفُ حقيقةَ دينِها، وحقيقةَ حكامِها الذين خانوها في غَفْلَةٍ من الزمن، فمارسوا عليها هذا التضليلَ، فقالوا لها: إن تخلفَها بسببِ تمسكِها بدينِها. أمَا وقد ظهرتِ الحقيقةُ ناصعةً أمامَ الجميع، وانبَلَجَ فجرُ الحقِّ مُعلناً:
أنْ أيها المسلمون، ترقبوا إعلانَ النبأ العظيم؛ نبأَ قيامِ خلافةٍ راشدةٍ من جديد، تَلُمُّ شَعَثَ المسلمين، فتوحدُ بلادهم، وتفرِضُ صيامَهم على الجميع، بمعانيه الصحيحة، فلا جهالةَ بعد اليوم، في الصوم أو غيرِه من أحكامِ هذا الدينِ العظيم. وسيصوم المسلمون إيمانا واحتسابا لله رب العالمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.