أضواء على قصيدة خلافة الإسلام لأمير الشعراء أحمد شوقي (ح 8)
\n
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
\n
الإخوة الكرام:
\n
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: أنا محدثكم محمد أحمد النادي أقدم إليكم هذه السلسلة المكونة من تسع حلقات ألقي فيها الضوء على قصيدة خلافة الإسلام لأمير الشعراء أحمد شوقي ومع الحلقة الثامنة أقول وبالله التوفيق:
\n
نصرة شوقي للخلافة في كل أيامه: يقول رحمه الله:
\n
35- من قائل للمسلمين مقالة؟ … لم يوحها غير النصيحة واح
\n
36- عهد الخلافة في أول ذائد …. عن حوضها ببراعة نضاح
\n
37- حب لذات الله كان ولم يزل …. وهوى لذات الحق والإصلاح
\n
38- إني أنا المصباح لست بضائع …. حتى أكون فراشة المصباح
\n
39- غزوات أدهم كللت بذوابل ….. وفتوح أنور فصلت بصفاح
\n
40- ولت سيوفهما وبان قناهما …. وشبا يراعي غير ذات براح
\n
في الأبيات الستة قبل الأخيرة يتساءل الشاعر فيقول: من يوجه للمسلمين نصيحة نابعة من قلب مخلص كي يهبوا لنصرة من يعمل لإعادة إقامة دولة الخلافة، ثم يذكر أمير الشعراء نصرته للخلافة في كل أيامه، وهو إنما ينصر الخلافة حبا لذات الله تعالى، ورغبة في إحقاق الحق، وطمعا في إصلاح أحوال المسلمين، وهو في نصرته للخلافة مستعد للتضحية بنفسه، فهو المصباح الذي ينير للمسلمين طريق عزتهم، ومستعد لأن يكون فراشة المصباح بمعنى أنه لا يهمه إن كان مصيره مصير الفراشة التي تظل تحوم وتحوم حول المصباح حتى تقع وتحترق بناره. وفي البيت الأخير يؤكد أمير الشعراء نصرته للحق فيقول: غزوات الإسلام وفتوحه يلزمها أسلحة وعدة قوية وجند أبطال وقادة أمثال أدهم وأنور فإذا ولت أسلحتهما وعدتهما، فإن حد قلمي لن يبرح مكانه، بل سيظل ثابتا ينصر الحق حيث كان!!
\n
تحذير شوقي المسلمين من عاقبة إلغاء الخلافة، ومن إعطائها للشريف حسين: يقول رحمه الله:
\n
41- لا تبذلوا برد النبي لعاجز … عزل يدافع دونه بالراح
\n
42- بالأمس أوهى المسلمين جراحة واليوم مد لهم يد الجراح
\n
43- فلتسمعن بكل أرض داعيا .. يدعو إلى الكذاب أو لسجاح
\n
44- ولتشهدن بكل أرض فتنة فيها يباع الدين بيع سماح
\n
45- يفتى على ذهب المعز وسيفه وهوى النفوس وحقدها الملحاح
\n
في الأبيات الخمسة الأخيرة يختم الشاعر القصيدة في تحذير المسلمين من عاقبة إلغاء الخلافة وينهى عن إعطائها للشريف حسين الذي خان الأمة الإسلامية وحارب الجيش الإسلامي إلى جانب الإنجليز الكفار، ويعطي نبوءة فيما سيحصل من جراء إلغاء الخلافة بأنه سيكثر دعاة الكفر والضلال لتحويل المسلمين عن دينهم من أمثال مسيلمة الكذاب وزوجته سجاح الذي ادعى النبوة هو وزوجته، وسيشهد المسلمون في كل بقعة من بقاع البلاد الإسلامية فتنة للمسلمين عن إسلامهم، وتحويلا عن الحق إلى الباطل وعن الهدى إلى الضلال، وسيكون المال والإرهاب أي الوعد والوعيد أو الترغيب والترهيب هو الدليل لكل شخص. إن المعز لدين الله الفاطمي حين دخل القاهرة مد الذهب والسيف وقال: هذا حسبي وهذا نسبي، فقالوا له: أنت ابن بنت رسول الله. فيقول الشاعر إنه سيفتى على ذلك أي على المال والخوف. فهذه الثقة التي تدل على لوعة في القلب على زوال الخلافة كانت عند أفراد قد يعدون بالمئات وقد يعدون بالآلاف ولكنهم أفراد، ولم يكن عند الأمة الإسلامية منها شيء، ولذلك ألغيت الخلافة ودمرت الدولة الإسلامية تدميرا تاما وأزيل الإسلام من الوجود السياسي ومن المجتمع في الأرض كلها، ولم يحرك ذلك الأمة الإسلامية أدنى حركة، فكان هذا دليلا على مبلغ ما وصل إليه الخلل في كيانها. ثم باشر الكفار حكم المسلمين بالنظام الرأسمالي في جميع أنحاء الأرض، ثم وضعوا مكانهم حكاما من المسلمين، ولكن هؤلاء الحكام أشد منهم عداء للإسلام، وأحرص على محوه.
\n
الإخوة الكرام:
\n
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة التاسعة والأخيرة إن شاء الله تعالى، فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما، نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام، وأن يعز الإسلام بنا، وأن يكرمنا بنصره، وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة على منهاج النبوة في القريب العاجل، وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
\n
\n
أخوكم محمد أحمد النادي
\n
\n