مع الحديث الشريف
باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في “باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال”
حدثنا عمرو الناقد حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور. فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال: لتلبسها أختها من جلبابها”.
قولها: (وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين) هو بفتح الهمزة والميم في (أمر) فيه منع الحيض من المصلى واختلف أصحابنا في هذا المنع فقال الجمهور: هو منع تنزيه لا تحريم، وسببه الصيانة والاحتراز من مقارنة النساء للرجال من غير حاجة ولا صلاة، وإنما لم يحرم لأنه ليس مسجدا. وحكى أبو الفرج الدارمي من أصحابنا عن بعض أصحابنا أنه قال: يحرم المكث في المصلى على الحائض كما يحرم مكثها في المسجد لأنه موضع للصلاة فأشبه المسجد.
قولها: في الحيض (يكبرن مع النساء) فيه جواز ذكر الله تعالى للحائض والجنب، وإنما يحرم عليها القرآن.
وقولها: (يكبرن مع الناس) دليل على استحباب التكبير لكل أحد في العيدين، وهو مجمع عليه قال أصحابنا: يستحب التكبير ليلتي العيدين وحال الخروج إلى الصلاة. قال القاضي: التكبير في العيدين أربعة مواطن في السعي إلى الصلاة إلى حين يخرج الإمام، والتكبير في الصلاة، وفي الخطبة، وبعد الصلاة.
قولها: (ويشهدن الخير ودعوة المسلمين) فيه استحباب حضور مجامع الخير ودعاء المسلمين وحلق الذكر والعلم ونحو ذلك.
فقوله: (لا يكون لها جلباب) قال النضر بن شميل هو ثوب أقصر وأعرض من الخمار وهي المقنعة تغطي به المرأة رأسها وقيل: هو ثوب واسع دون الرداء تغطي به صدرها، وظهرها، وقيل: هو كالملاءة والملحفة، وقيل: هو الإزار، وقيل: الخمار.
قوله: صلى الله عليه وسلم – (لتلبسها أختها من جلبابها) الصحيح أن معناه لتلبسها جلبابا لا تحتاج إليه.
أيها المستمعون الكرام:
هذه هي أعيادنا تنطوي على حِكَم عظيمة، ففيها مساحة من الزمن لنسيان الهموم، فالرجال والنساء والأطفال يعيشون هذه الفرحة، وقد سن لنا الشرع الأكل قبل الخروج إلى المُصلى في العيد، وسن لنا أيضا الغناء والضرب بالدفوف والرقص بالسلاح في العيد، ويُسن إظهار الفرح والسرور فيه، ولا بأس أن يصحب الإمام وهو خارج إلى المُصلى ناس من المغنين ويرقصون حول الإمام أو وراءه.
أيها المسلمون: أين العيد الذي نتحدث عنه ممّا نعيشه هذه الأيام، فالفرح والسرور غائبان عن حياتنا، والابتسامة التي ارتسمت على الوجه تخالف ما في القلب، كيف نتعبد الله في عيدنا وشلال دماء المسلمين يتدفق حتى في أيام العيد؟! كيف نتعبد الله في عيدنا وأهلنا في سوريا وبورما والعراق وكشمير وأفغانستان وباكستان وفي كل البلاد يموتون ونحن نعدّ قتلانا؟! كيف نتعبد الله في عيدنا وبلادنا مقطعة الأوصال نهب لأعدائنا؟! لقد أفسد علينا حكامنا أعيادنا كما أفسدوا علينا صيامنا وصلاتنا وسائر عباداتنا، فحسبنا الله ونعم الوكيل. اللهم يا الله، اجعل هذا العيد آخر الأعياد التي تمر على أمة حبيبك محمد – صلى الله عليه وسلم – بغير خليفة المسلمين، بغير حاكم يحكمنا بقرآنك وسنة نبيك. فقد ضقنا بحكام الضرار ولم نعد نطيق وجودهم بيننا، ولا سماع سيرتهم. اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، اللهم ائذن بخلافة المسلمين الثانية على منهاج النبوة، لتعود للمسلمين عزتهم وأعيادهم وفرحتهم التي فقدوها منذ سنين. اللهم آمين آمين.
مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.