Take a fresh look at your lifestyle.

لله درك يا شام، يا عقر دار الإسلام

 

لله درك يا شام، يا عقر دار الإسلام

ها هي الشام عقر الدار تحفل بكل حاقد ومتآمر وخائن، جاءوا من كل حدب وصوب لتفريغ حقدهم على هذه الدار وأهلها، التي استُشهد عليها خير البشر، الصحابة رضوان الله عليهم، وحررها الأبطال من أيادي الحاقدين الصليبيين بقيادة أبي عبيدة، وخالد بن الوليد. هذه الأرض التي جعلها أبو بكر وعمر الفاروق مقبرة للصليبيين، وطبّقوا الإسلام فيها، وجعلوا الإمبراطورية البيزنطية ترضخ لخيول المسلمين في معركة اليرموك. كان هذا كله أيام الخلافة الراشدة، وفي بدايات الفتوحات الدولية، وبعدها خرجت الجيوش إلى أرض الإسراء والمعراج، فحررتها وطهرتها من دنس الصليبيين، ليتقدم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ويصلي على أرضها. ومن بلاد الشام خرج البطل القائد صلاح الدين الأيوبي، ليحرر أرض الإسراء والمعراج في معركة حطين من الصليبيين، ويوحد بلاد الشام مع مصر، ويلم شمل المسلمين. إنه من بين ظهراني هذه الأمة خرج رجال وقادة يحافظون على مقدساتنا وعزتنا، ويبذلون الغالي والنفيس من أجل أن تستعيد الأمة كرامتها.

وها نحن الآن، وبعد قرون، عاد الصليبيون من كل أقطار الأرض إلى بلاد الشام، ليس صدفة، بل حقدًا وحربا صليبية أعلنوها، لكن سنة الله أن يجعل نهايتهم في أرض الشام، ومنها يفرون. وها هي أمريكا تتحالف مع كل حاقد على الإسلام، وتجمع كل قواها، كي لا يقوم للمسلمين كيان يحميهم ويعيد مجدهم القادم لا محالة. أما عملاؤهم من حكام المسلمين، فهم مخلصون جدًا لهم، وحريصون على إثبات ذلك، فيجعلون طائراتنا وجنودنا تشارك في حرب لا ناقة لنا فيها ولا بعير، فزجوا بجنود العراق ومصر في حروب الغرب، وشاركت الإمارات والبحرين بطائراتها، وقامت بلاد الجوار أمثال الأردن ولبنان بالأدوار الموكولة إليها على أكمل وجه، كان آخرها تحالف تركيا مع أمريكا لتطويق الشام. لم يحرك حكامنا ساكنًا في ثورة الشام المباركة، بل أصروا على ألا تنجح في تحقيق غايتها، وهي تطبيق شرع الله، ونشره في العالم كله. وجاء الغرب بأناس لا يؤمنون بربهم ولا بدينه، لقتال ثوار الشام.

فالسؤال العريض الآن: هل بقيت عندكم طريقة لم تستخدموها بعد أيها الحاقدون على الإسلام وأهله لمحاربته؟ أم هذا غيض من فيض؟ لقد أدرك سادة الغرب أن هذه الثورة سوف تملك ما تحت أقدامهم، وستحرر شعوبهم من ظلمهم وبطشهم وجورهم، والبشرية كلها، لذلك نعلم أنكم لن توفروا جهدًا عندكم لسحق هذه الثورة، وحرفها عن غايتها، فالأمر قضية حياة أو موت بالنسبة لكم، وهذه هي الحقيقة بعينها، حيث إن نجاح هذه الثورة يعني القضاء على أحلامكم، وسياساتكم البغيضة، وبشائر ذلك باتت تلوح بالأفق.

إن الشام أيها الحاقدون ستكون مقبرة لكم، وهذا ليس مجرد كلام بل هو واقع سيحل بكم. إن الشام هي عقر الدار، وأي دار؟ دار الإسلام، رغم أنوف المستعمرين ومخططاتهم، فالزمان لم يعد زمانهم، والأيام القادمة ستكون لنا، وهذه الثورة ستنسيهم وساوسهم كلها، وستعيد لنا أمثال خالد بن الوليد، وأبي عبيدة، وصلاح الدين، وسوف يقف الثوار على أطلال بلادكم فاتحين، وعلى قبور عملائكم، ويقولون: “ها قد عدنا”.

إن لهذه الأمة خالقاً تعبده، ولدينه سبحانه وتعالى رجالاً يحملون همّه، واختاروا أن يعيدوا مجد أمتهم، لذلك يجب أن لا يغيب عن عقل الثوار أنهم هم الأعلون والمنتصرون بإذن الله، وإن كثر عدد الحاقدين وأسلحتهم، فأنتم أيها الثوار الأحرار المخلصون العاملون لنصرة هذا الدين العظيم ستكسرون هيبة الدول “العظمى”، بعون الله لكم وحفظه. فما هي قوة الغرب الكافر أمام جنود الله تعالى، ومكره سبحانه وتعالى؟! لا مقارنة. فصبرًا، فالنصر نراه في ثورتكم، وبأيديكم، صبرًا، فالعاقبة للمتقين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا

 

 

2015_10_06_Art_The_place_of_safety_for_the_believers_is_Ash-Sham_AR_OK_1_1.pdf