Take a fresh look at your lifestyle.

ماذا لو طالبت المرأة المسلمة بإقامة دولة تحرك البوارج والدبابات لحمايتها؟

 

 

ماذا لو طالبت المرأة المسلمة بإقامة دولة تحرك البوارج والدبابات لحمايتها؟

 

 

 

كتب أنور مالك في صحيفة الخليج أون لاين مقالاً بعنوان “ماذا لو طالبت المرأة المسلمة بقيادة الدبابة؟”، وقد رأينا في المقالة نقاطاً تستوجب مناقشتها من زاوية العقيدة الإسلامية والرد على ما جاء من مخالفات بناء على ذلك.

فقد طرح الأستاذ في مقالته موضوعاً مثيراً للانتباه حينما عاب على دعاة حقوق المرأة والمنظمات النسائية والجمعيات الحقوقية التي كرَّست الجهود لأجل الدفاع عن حق المرأة في بلاد الحرمين بقيادة السيارة، لغايات سياسية ومصالح معينة. إذ هاجم أولئك بشدَّة دون هوادة وعاب عليهم حرصهم على نسوة الحرمين وتجاهلهم التام لمصائب نساء الشام والعراق واليمن وبورما وغيرهن اللاتي يقفن وحيدات في ميدان المواجهة مع “الغزاة من صهاينة وصفويين” كما جاء في بداية مقاله.

أجل تحارب نساء المسلمين في اليمن وسوريا وفلسطين والعراق وكل مكان غزواً حاقداً عليهن كونهن مسلمات بالدرجة الأولى لا فرق بين مسلمة فلسطين أو البوسنة… فكلُّهن معرضات للقتل والإهانة وانتهاك العِرض والترمل والحرمان من الأطفال على يد عدوٍّ لا يرحم. ويضطررن للمطالبة بحبوب منع الحمل خوفاً من حمل السفاح، بل ووصل الحال في الشام لطلب فتاوى بخصوص إسقاط الحمل من السفاح! حملن السلاح لصدِّ عدوٍ نذلٍ جبان يقف خلفه تحالف صليبي كافر يغذيه الحقد الأعمى على الإسلام والمسلمين. ويجري هذا في الوقت ذاته الذي يروِّج فيه هذا العدوُّ لحقوق المرأة ويطعن في عدم السماح لنساء الحرمين بقيادة السيارة عبر الجمعيات والمؤسسات الحقوقية والمنظمات النسوية!

الذي يلفت النَّظر أن الأستاذ أنور غضَّ الطرف عن تلك الأصابع التي تحرك الدُّمى في مسرحية المطالبة بحقوق المرأة، ولم يذكر أنها هي ذاتها التي تقتل هاتِه النسوة في بلاد المسلمين! فليس الغزو صهيونياً ولا صفوياً بالدرجة الأولى، إنَّما الصفويون والصهيونية مخططات لا تخدم إلا الرأس الأكبر للإجرام أمريكا.

لن نناقش ها هنا كون يهود وحكام إيران ذراعين للعم سام يقض بهما مضاجع أهل المنطقة ويثير القلاقل بما يخدم أجندته، لكن ليرجع من أراد لتاريخ الصهيونية ونشأتها ليدرك أنَّها مخطط غربي زُرع في المنطقة وكيان يهود ليبقى خنجراً في جسد الأمة، ولينظر للعلاقات الأمريكية الإيرانية بعين ثاقبة ليرى تسامح أمريكا مع إيران في مخططها النووي مثلاً وعدم جدِّيتها في حربها، ولينظر لتجنيد إيران جنودها في حربها في الشام لحماية بشار التي لا تخدم إلا أمريكا وحلفها.

لماذا يتم التركيز على حال المسلمين وتُفتح الجراح ثم تُخاط بخيط الأمم المتحدة المسموم؟!

أليس الأمين العام للأمم المتحدة هو الذي سحب اسم كيان يهود من الدول التي ارتكبت جرائم حرب بحق الأطفال؟

أليست الأمم المتحدة هي التي تطيل في عمر بشار عبر قراراتها الملونة الباهتة؟ أليست الأمم المتحدة هي التي باركت عدوان البوذيين على مسلمي بورما؟ ألم تقم أمريكا بتطبيع العلاقات مع ميانمار، ورفعت القيود المفروضة على تعامل الشركات الأمريكية مع بورما؟! ألم يقم أوباما بزيارة بورما؟! ولماذا استقبل الرئيس البورمي في البيت الأبيض وأثنى عليه لقيادته بلاده على طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي؟! ثم ألم تقم وزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون بزيارة لبورما في الأول من كانون الأول/ديسمبر من العام 2011م. وأعلنت أن بلادها ستعين سفيرًا لها فيها لأول مرة منذ عشرين عامًا، وأنها ستخفف العقوبات تماشيًا مع التقدم في إجراء الإصلاحات الديمقراطية هناك؟!

أوليست أمريكا هي التي باركت الحرب على أهل الشام بحجة محاربة تنظيم الدولة؟ ألم يقم جنودها باغتصاب نساء العراق، وسجن أبي غريب شاهد على منكرهم؟ أليس جنود الأمم المتحدة هم من عاثوا الفساد في البوسنة والهرسك وتوطأوا مع الصرب لاغتصاب المسلمات وقتلهن؟

ألم يعد واضحاً بعدُ مدى إجرام الأمم المتحدة بحق المسلمين وكونها ذراعاً سياسياً لأمريكا تفعل بها ما تشاء؟

فلماذا لا يزال بعض الإعلاميين والسياسيين في بلادنا يستجدونها الخلاص؟

أليس اللجوء لها كالفرار من الرمضاء للنار؟

يتساءل الأستاذ أنور إن كان يحق للمرأة المسلمة أن تطالب بقيادة الدبابة دفاعاً عن نفسها، وتسأل “العلماء” فتوى بذلك!!

ونحن نتساءل: ألا يحق للمرأة المسلمة أن تطالب وتسائلكم الانعتاق من التبعية للغرب وأنظمته وهيئاته؟

ألا يحق لها أن تطالب بتحكيم الشريعة وإقامة دولتها التي تحميها وتحرك الجيوش لأجلها بدل استجداء فتات الأمم والشعوب والتذلل ليبعثوا لنا بجنودهم في احتلال جديد فوق القديم؟

يقول رب العزة ﴿وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم بَعْدَ ٱلَّذِى جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّۢ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120]، فكيف بعد كل هذا وبعدما نبأَّنا الله سبحانه بعداوة الذين كفروا لنا، وحقدهم علينا وأنَّهم ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلًّۭا وَلَا ذِمَّةًۭ ۚ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُعْتَدُونَ﴾ [التوبة: 10]، وبعد حديث رسول الله لنا الذي رواه أحمد في مسنده والنسائي حيث قال فيه «إنَّا لا نستضيء بنار المشركين»، بعد كل هذا وغيره من الأحاديث والآيات التي تحرم الاستعانة بالكافرين وموالاتهم، كيف نطالب بالاحتكام للقانون الدولي ونترك الاحتكام لشريعة الله سبحانه؟

أليس القانون الدولي ذاته هو الذي سكت على إجرام يهود بحق أهل فلسطين، وإجرام بشار ومن قبله أبيه بحق أهل سوريا، وإجرام كل طغاة المسلمين بحق هذه الأمة الكريمة؟ أليس القانون الدولي هو الذي يجعل المسلم إرهابياً؟ وهو الذي يشرعن الفواحش ويبيح الشذوذ؟

إننا بصفتنا مسلمات نشاهد ما تعانيه أمتنا وحرائرها، وندرك ما يُراد بدعوات حقوق المرأة ونعلم بما يطالب به الحقوقيون العرب ومعظمهم ممن تربوا على فكر الغرب ورضعوا مفاهيمه، لنطالب بإقامة نظام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة الذي يحمل خلاصنا من آلامنا ومعاناتنا. إنه النظام الذي أرسل فيه الخليفة الوليد بن عبد الملك الجيوش الإسلامية بقيادة محمد بن القاسم لإنقاذ نساء وأطفال المسلمين الذين تم القبض عليهم من راجا داهر الهندوسي جنوب الهند، مما أسفر عن تحرير منطقة السند كاملةً من الحكم الهندوسي الاستبدادي. النظام الذي حفظ فيه السلطان عبد الحميد فلسطين من دنس يهود، وحرك فيه المعتصم جيشه لإنقاذ مسلمة واحدة استنجدت به. هذه الخلافة التي نحتاجها اليوم وبسرعة لإنقاذ المسلمات وأطفالهن في كل أنحاء المعمورة.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: بيان جمال

 

 

2015_10_16_Art_What_if_Muslim_women_asked_for_the_establishment_of_the_State_which_moves_battleships_and_tanks_to_protect_them_AR_OK_1.pdf