Take a fresh look at your lifestyle.

في ذكرى الهجرة… هل من أنصار كأنصار رسول الله ﷺ؟

في ذكرى الهجرة… هل من أنصار كأنصار رسول الله ﷺ؟

لقد شكلت هجرة الرسول ﷺ من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة حدثاً مفصلياً في تاريخ الأمة الإسلامية، وهذا ما جعل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يتخذها تقويماً للمسلمين، فقد كانت انتقالا من الضعف إلى القوة، ومن الملاحقة والاضطهاد إلى التمكين، وكانت بداية لأول دولة في الإسلام بناها رسول الله ﷺ.

واليوم وبعد أن مرت القرون على هجرة الرسول ﷺ، نتذكر تلك الأيام الفاصلة بين الحق والباطل، نتذكرها في ظل الأحداث الجسام والأوضاع الصعبة التي تحياها الأمة الإسلامية في سوريا وبورما وفلسطين…إلخ، نتذكرها ونحن نتساءل هل من أنصار كأنصار رسول الله ﷺ؟

أنصار يؤوون إخوانهم المستضعفين المقهورين كما آوى الأنصار المهاجرين، حيث اقتسموا معهم أموالهم وأعمالهم ومساكنهم، فأثنى الله عليهم في كتابه العزيز حيث قال جل من قائل: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. وفي هذه المؤاخاة درس لكل المسلمين في جميع أنحاء المعمورة بأن الإسلام هو رابط الأخوة، فلا الدم ولا الوطن ولا الأرض ولا القومية ولا العرق هي من يوحد البشر إنما العقيدة هي التي تصهر كل الألوان وكل الأعراق وكل الأجناس وكل الدماء؛ فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، فبهذه الرابطة (العقيدة الإسلامية)، تحول الأوس والخزرج لإخوة بعد أن كانوا أعداء يقاتل بعضهم بعضاً رغم أنهم يعيشون في بلد واحد، هذه الرابطة التي جمعت بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي مع أبي بكر وعمر وحمزة وعلي، فجعلتهم إخواناً متحابين رغم أنه لا تربطهم رابطة دم، بل إنهم أصبحوا أقرب إليهم من أقربائهم الكفار.

فهل من أنصار اليوم يؤوون إخوانهم في سوريا، حيث تآمر عليهم حكام دول الجوار وأغلقوا الحدود في وجههم ورفضوا استقبالهم، وحتى من سمحوا لهم بالدخول عزلوهم في مخيمات مأساوية وأذاقوهم أصناف المرارة والقسوة حتى فضل بعضهم الموت بنيران النظام على البقاء في مخيمات الموت البطيء كمخيم الزعتري في الأردن. لقد تآمروا عليهم حتى توجهوا للدول الأوروبية طلباً للأمان! فأصبحوا سلعة يتاجر بها المهربون، حيث يكدسونهم في قوارب صغيرة مهترئة أطلق عليها (قوارب الموت)، وغالباً ما يكون مصير هذه القوارب الغرق في عرض البحر، حتى وإن نجح اللاجئون في الوصول إلى وجهتهم، فإنهم يعيشون في ظروف صعبة وقاسية، في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، فيفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ولا شيء يقيهم برد الشتاء، بل إن بعضهم يموت من شدة البرد والجوع، في مشهد يجزع القلوب ويذيبها كمداً.

وكذلك فإن حال إخواننا في بورما ليس بأحسن من إخوانهم في سوريا حيث أغلقت الحدود في وجههم أيضاً وتركوا في عرض البحر، فأصبحوا بين خيارين أحلاهما مر؛ فإما الموت على يد البوذيين المجرمين أو الموت غرقاً في البحر.

هل من أنصار يفشلون كل المؤامرات والمخططات الغربية التي تحاك ضد الأمة الإسلامية لمنع توحدها في دولة واحدة، كما فشل تآمر وتحالف القبائل وعلى رأسهم كفار قريش في قتل الرسول ﷺ في محاولة منهم للقضاء على الدعوة، ومنعها من الانتشار خوف أن يصبح للمسلمين كيان سياسي؟! فالدول الغربية تسعى لوأد وإجهاض أي تحرك من شأنه أن يحقق بشرى الرسول ﷺ بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، على غرار الدولة الأولى التي أقامها رسول الله ﷺ بعد هجرته للمدينة المنورة، ولذلك نرى تآمر وتحالف أكثر من أربعين دولة بقيادة أمريكا، لمحاولة إجهاض ثورة الشام وإفشال مشروعها، تحت ذريعة محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة، بعدما أيقنوا أنها ثورة مختلفة عن باقي ثورات الربيع العربي، وأن مطلب أهل الشام هو إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

أنصار ينصرون دين الله، ويبيعون أنفسهم رخيصة في سبيل الله، كما باع أنصار رسول الله ﷺ أنفسهم لله مقابل جنة عرضها السموات والأرض، (فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا؟ قال: “الجنة” قالوا: ابسط يدك. فبسط يده فبايعوه).

أنصار يحركون طائراتهم ودباباتهم لتحرير المسجد الأقصى وكل فلسطين من براثن يهود المجرمين، الذين تبين للعالم جبنهم ووهنهم، حيث رأينا كيف أن “الجيش الذي لا يقهر” بات يخشى السكين والحجر، ولعل صورة الجندي (الإسرائيلي) المدجج بالسلاح وهو يهرب من الشهيد إياد العواودة، تغنينا عن ألف كلمة في هذه المجال.

أنصار فيهم نخوة المعتصم وحمية خالد وغيرة سعد يلبون صرخات واستغاثات الحرائر في بورما، وسوريا والعراق والشيشان وآسيا الوسطى وسائر بلاد المسلمين.

أنصار يقتصون لحرائر فلسطين، المرابطات في الأقصى، اللاتي لسان حالهن يقول:

مَا كَانِتِ الْحَسْنَاءُ تَرْفَعُ سِتْرَهَا             لَوْ أَنَّ فِي هَذِي الجُمُوعِ رجَالا

أنصار يكون ردهم على جرائم يهود بحق حرائر فلسطين “ما ترى لا ما تسمع”، فيثأرون لهديل الهشلمون وإسراء عابد وشروق دويات وبيان العسيلي، مرسلين رسالة مفادها بأن الاعتداء على حرمة امرأة مسلمة يهتز لها كل مسلم على ظهر هذه البسيطة كما يهتز لها عرش الرحمن.

فاللهم إنا نسألك أن تهيئ لنا أهل نصرة كما هيأتهم لنبيك ﷺ عندما أقام الدولة الإسلامية في المدينة، اللهم هيئ لعبادك العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية أنصاراً ينصرونهم ويقيمون دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، اللهم افتح قلوب وعقول أهل القوة لدعوة الحق، اللهم طال ليل الظالمين فسلط لهم وعليهم يداً من الحق حاصدة.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


أختكم براءة مناصرة

2015_10_19_Art_Are_there_supporters_like_the_supporters_of_the_Messenger_of_Allah_AR_OK.pdf