ما الذي يجب على مسلمى أوزبيكستان فعله لإيقاف الظلم المسلط عليهم وتغيير واقعهم الفاسد؟
في ظل الحكم الجبري بات كثير من الناس يعيشون تحت وطأة ظلم ومشقة لا نظير لهما. في أوزبيكستان على سبيل المثال معاناة لا تنتهي أثقلت كاهل الأوزبيك. في هذه الأيام بالذات يتم إجبار العامة هناك على جمع القطن. الجميع يُجبرون على ذلك: المعلمون، الأطباء، الممرضات، الفنانون، تلاميذ المدرسة الثانوية وحتى المتقاعدون وهم يهددون بقطع المعاش في حالة عدم انصياعهم لما هو مطلوب منهم!!
ولا تتوقف معاناتهم عند ذلك الحد، فالكثيرون منهم لقوا حتفهم جراء حوادث تقع لهم أثناء ذهابهم إلى حقول القطن كما أن عددا من الأطفال ماتوا بسبب ترك أمهاتهم لهم بمفردهم واضطرارهنّ المشاركة في عملية الحصاد الإجبارية. حتى في المدارس من لا يخرج إلى الحقل لجمع القطن يطلب منه دفع ما بين 500 و800 ألف سوم.
بالإضافة إلى ذلك كله وعلى صعيد آخر يستمر التضييق على الفتيات المحجبات في هذا العام الدراسي الجديد، حتى إنه تمّ حظر القبعة أيضا. كما تستمر حملة نزع الخمار بالقوة، بل أكثر من ذلك فإنهم يعمدون بعد فعلهم الشنيع هذا إلى ما هو أشنع منه، يعمدون إلى إجبار النساء على التجوال في الشوارع المزدحمة سافرات منكشفات.
فأصبح الكثير من النساء الملتزمات بأحكام ربهنّ المتعلقة باللباس الشرعي لا يخرجن إلى الشارع لشهور عديدة خشية تعرضهن لمثل ذلك الموقف فيحرمن نتيجة ذلك من زيارة الوالدين أو زيارة الأزواج والأبناء القابعين في سجون الظالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيضا يقوم النظام الفاسد بتجنيد حراس الحي ليصبحوا في حقيقة الأمر جواسيس لهم يتتبعون أخبار العائلات المسلمة ويتابعون كل صغيرة وكبيرة: من تلبس الجلباب، كيف تعيش، من يوفر حاجياتها!! وحتى النساء المحجبات اللاتي لا يخرجن إلى الشارع يدخلون عليهنّ ويسألونهنّ عن سبب بقائهن في المنزل!!
الناس في طشقند مميزون فكل ما ذكر سابقا يجعلهم يتطلعون لتغيير المجتمع. أكثرهم ينتظرون إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة بشوق شديد. تجدهم يتقصون أخبار الدعوة والتغيير بشغف، خصوصا الأسر التي يقبع معيلوها من أزواج وأبناء في السجون يرجون بقوة تحقق وعد الله ونصرة دينه. وعندما يذهبون لزيارة أقربائهم في السجون يتواصون بالصبر ويذكِّرون بعضهم البعض بقرب النصر.
لقد بدأت بشائر التغيير تلوح بين أهل أوزبيكستان، إذ وعى قسم منهم على الحل وما عاد يرضى العيش في ظل أحكام الكفر، بل صار يرنو إلى قيام دولة الخلافة، ويؤيد بقوة من يعمل لإعادة الشريعة إلى الحياة، فأصبح هناك تعاطف كبير مع حملة الدعوة حتى إنّ كثيرا من التجار يعطون البضائع مجانا أو بأسعار رخيصة لعائلات المسجونين وبعضهم يسألون عن أحوال وصحة المحبوسين باستمرار.
وبسبب عدم تطبيق الإسلام فإن المشاكل تتفاقم يوما بعد يوم، ولا يوجد حلول للمشاكل الاجتماعية ولا الاقتصادية، والحكام مع ذلك لا يهتمون بمشاكل الفقراء ولا بإيجاد حلول لهم. البطالة منتشرة وأغلب الرجال عاجزون عن تأمين حاجيات أسرهم مما يضطر النساء للخروج لكسب المال وترك الأولاد دون رعاية بمفردهم، وأيضا فإن التعليم سيئ والمناهج عقيمة فهي تزرع المفاهيم الخاطئة مثل الديمقراطية والإقليمية والقومية مما يضطر كثيرا من الشباب المجتهدين للانتقال إلى الخارج لمواصلة تعليمهم. كما أنه لا يوجد الإمكانية لتحصيل العلم الديني مطلقا، لأن المدارس التي يزعمون أنها دينية لا تُعلم العلوم الشرعية والفقه والتاريخ الإسلامي بل هي تعلم العلوم والفنون البعيدة كل البعد عن الإسلام.
وبلغ فساد الحكومة أنها تسعي بكل قوتها لتُفسد المجتمع والأشخاص بإجبار الفتيان على اصطحاب الفتيات إلى الملاهي الليلية، مما يجعل الأمهات والنساء الكبيرات في السن يُرغمن للذهاب معهن للحفاظ عليهن من الفسق والإثم!!! وهذا هو المضحك المبكي!! أين يحصل هذا غير هنا!!
هذا هو الواقع الذي يعيشه أهل أوزبيكستان! فإلى متى تستمر هذه الظلامية والضلالات؟؟ وإلى متى تستمر العبودية للعباد؟؟ ما هو السبيل للخروج من هذه المشاكل! وهل توجد طريقة للنجاة من الفقر والجوع والبطالة والعمل الإجباري في الحقول؟؟ إلى متى تضطر الأخوات والأمهات المحجبات للاختباء في بيوتهن خوفا من نزع الخمار والجلباب؟ هل من خلاص من هذا الواقع الفاسد؟
أيها المسلمون في أوزبيكستان! نعم يوجد طريق للنجاة. إنه طريق أرانا إياه رسولنا وحبيبنا محمد ﷺ. فعندما جاء بالإسلام كانت حالة العرب مثل حالنا اليوم. عندما تركوا عقائدهم القديمة الخاطئة وقبلوا عقيدة الإسلام حُلت جميع المشاكل بما أنزل الله سبحانه وتعالى من أحكام شرعية، فصاروا خير أمة أخرجت للناس. إذن ما دمنا نعيش في ظل الأحكام الوضعية فسيستمر الظلم والتضييق والفقر والجوع والبطالة التي نعاني منها اليوم، ولذلك وجب قلع النظام الفاسد من جذوره وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فالخليفة قطعا سيهتم بمشاكل الفقراء ولن يجبرهم على العمل في ظروف قاسية غير إنسانية، بل سيسعى لتوفير العمل وتلبية الحاجات الأساسية لهم بل الكمالية إن شاء الله. وهو لن يمنع الشباب من ارتياد المساجد، ولن يحتقر النساء المحجبات بل سيعززهن ويرعى حقوقهن وهو يعمل كل ذلك خوفا من الله تعالى.
أيها المسلمون في أوزبيكستان! هل تريدون العزة والحياة الطيبة؟ وهل تريدون أن تنالوا السعادة ورضا رب العالمين؟ إذن فلتعملوا لتغيير المجتمع مع الجماعة التي تعمل وفق طريقة الرسول ﷺ.
قال رسول الله ﷺ: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت».
أيها المسلمون في أوزبيكستان! انتبهوا، فنحن نعيش تحت حكم الملك الجبري، وهذه الحقيقة لا ينكرها أحد. إذن بعد الملك الجبري تكون الخلافة على منهاج النبوة إن شاء الله فكونوا من العاملين لها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: مخلصة
2015_10_23_Art_What_should_Muslims_of_Uzbekistan_do_to_stop_the_injustice_meted_on_them_AR_OK_1.pdf