Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب ومن سورة البقرة

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في تحفة الأحوذي،  في شرح جامع الترمذي “بتصرف” في “باب ومن سورة البقرة”.
 
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً، فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ الْأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ قَرَأَ “الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ” الْآيَةَ.

 قوله (فمن وجد) أي في نفسه أو أدرك وعرف (ذلك) أي لمّة الملك على تأويل الإلمام أو المذكور. (فليعلم أنه من الله) أي منة جسيمة ونعمة عظيمة واصلة إليه ونازلة عليه إذ أمر الملك بأن يلهمه (فليحمد الله) أي على هذه النعمة الجليلة حيث أهله لهداية الملك ودلالته على ذلك الخير. (ومن وجد الأخرى) أي لمّة الشيطان، (ثم قرأ) أي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ استشهادا “الشيطان يعدكم الفقر” أي يخوفكم به “ويأمركم بالفحشاء”، أي الشيطان يعدكم الفقر ليمنعكم عن الإنفاق في وجوه الخيرات ويخوفكم الحاجة لكم أو لأولادكم في ثاني الحال، سيما في كبر السن وكثرة العيال ، ويأمركم بالفحشاء أي المعاصي، وهذا الوعد والأمر هما المرادان بالشر في الحديث.

 

يأتي هذا الحديث ليحذر الإنسان ويذكره بمعركته مع الشيطان التي لا نهاية لها، فطالما وُجد الإنسان وُجد الشيطان بجانبه، لا ليخدمه؛ بل ليكون داعيا له للمعصية حاثّا إياه على فعل المنكرات، في كل الأوقات فهو يأتيه عن يمينه وشماله، من خلفه وأمامه، وهو كظله لا يفارقه أبدا. وهذا بخلاف المَلَك الموكّل بالإنسان، حيث يعده بالخير والتصديق، وعمل البر. وهكذا الإنسان يعيش بين قوتين تتجاذبانه، فأحيانا يجد في قلبه شيئا يدفعه إلى الضلال ويحركه إلى الفساد والمعاصي، وأحيانا يجد خلاف ذلك كأن شيئا يحركه لعمل الخير والبعد عن الذنوب والمعاصي.

أيها المسلمون:

إن المفاهيم الإسلامية الصحيحة التي يحملها الإنسان، هي الوحيدة الكفيلة لجعله مستجيبا لما يدعوه إليه الملَك، مبتعدا عمّا يدعوه الشيطان إليه. وهذه المفاهيم وإن غابت عن حياة المسلمين ردحا من الزمن بسبب سوء رعاية حكامهم لهم، فإنا والحمد لله نراها بدأت تعود مع إدراك الأمة لواقعها السيء الذي تعيش.
 
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.