Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب ومن سورة البقرة

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي “بتصرف” في “باب ومن سورة البقرة”.
 
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ ذَرٍّ عَنْ يُسَيِّعٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: “وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” قَالَ: الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ، وَقَرَأَ “وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” إِلَى قَوْلِهِ تعالى: دَاخِرِينَ. قوله: (هو العبادة) أي هو العبادة الحقيقية التي تستأهل أن تسمى عبادة لدلالته على الإقبال على الله والإعراض عما سواه؛ بحيث لا يرجو ولا يخاف إلا إياه، وقرأ أي النبي صلى الله عليه وسلم: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم” إلى قوله تعالى: داخرين.

الدعاء هو العبادة؛ بل هو مخ العبادة، وهو سؤال العبد لربه، ولكن لما غابت العبادة الصحيحة عن المسلمين، فقَدَ الدعاءُ جوهرَه، فأصبحنا نرى خطباء المساجد يدعون الله من فوق أشرف المنابر وأقدسها أن ينصرهم على عدوهم وكثير منهم لربهم عاصون بسكوتهم على الحكم بغير ما أنزل الله، يدعون الله ويطلبون منه المساعدة وهم عن طريقه مبتعدون، ويسلكون طريق الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله، تسعون عاما والخطباء يدعون ربهم، تسعون عاما والعلماء يدعون ربهم، تسعون عاما والأمة تدعو ربها أن يغير حالها، وأن ينصرها على أعدائها، وأن يحرر أرضها ويقيم خلافتها، ولكن الحالَ لم يتغيرْ؟ ألا يسأل المسلمون أنفسهم لماذا؟ والله قادر على كل شيء، فهو القادر على تحقيق ما وعد بكلمة كن فيكون، وهو الذي يستحي أن يرد كف العبد خالية. لماذا لم يتغير الحال حتى الآن إذن؟. 

لعل الجواب واضح جدا في حديث رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم”.

فمن الناس من يدعو ربه وهو يسبح بحمد السلطان الظالم أو الفاسق أو الكافر، بدل من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، ونسي أن العمل الذي عليه القيام به في هذا الموضع، أن يأمره بالمعروف وأن ينهاه عن المنكر، أن يأمره بتطبيق شرع الله في أرض الله، لا أن يداهنه ويجامله، عليه أن يكون في هذا الموضع متمثلا حديث رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- “سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله”مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.