خبر وتعليق
مصر والسودان بقعة واحدة
الخبر:
سودان تربيون: قال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، إنهم تلقوا تأكيدات بمقتل 6 سودانيين آخرين، على يد السلطات المصرية، أثناء محاولتهم التسلل لكيان يهود، …، نافيا أي اتجاه لإغلاق الحدود بين البلدين.
التعليق:
أشرقت الأرض بنور ربها ببعثة خير الأنام محمد بن عبد الله r بشيرا ونذيرا للناس كافة، أحمرهم وأسودهم. لقد خاطب الإسلام العقل البشري ووافق فطرته فدخل الناس في دين الله أفواجا. وقد وصل نور الإسلام للسودان في بدايات القرن الأول على يد القائد المسلم عبد الله بن أبي السرح عبر كنانة الله في أرضه مصر، موطن خير أجناد الأرض. حكم محمد علي، والي الخليفة العثماني اسما على أقل تقدير، أرض السودان المعروفة إلى أن وصل منابع النيل في أوغندا منذ بدايات القرن التاسع عشر الميلادي. وكان حفيده الملك فاروق ملكا لمصر والسودان تحت سلطة الاحتلال الإنجليزي حتى عام 1956. ضللونا في المدارس بعد الاستقلال بقولهم عن حكم محمد علي: الاحتلال التركي للسودان، وحدثونا بعد ذلك في المدارس نفسها عن الاستعمار المصري البريطاني للسودان حتى 1956. وفي الحقيقة فإن تركيا إنما أنشئت بعد هدم الخلافة في 1924، ومصر تحررت باعترافهم عن بريطانيا في عام 1952، فكيف تحتل تركيا أرضنا وهي لم توجد، وكيف تستعمرنا مصر وهي ترزح تحت نير الاحتلال البريطاني؟ إنه التضليل والاستحمار الذي ما فتئ يسمم حياتنا حتى هذه اللحظة يا وزير خارجية السودان الموقر!
إمعانا في زيادة التفرقة بين المسلمين، وإلهاءً للناس عن قضاياهم الحقيقية المصيرية تثار بين الفينة والأخرى وتصنع حوادث تثير الضغينة والشحناء بين إخوة العقيدة والإيمان في مصر والسودان. حكومة السيسي المجرمة تقتل المسلمين في مصر بالآلاف في قلب القاهرة، وعلى أطراف سيناء، تحمي نظامها المهترئ وتحافظ على كيان يهود. هذه الحكومة هل يضيرها قتل عشرين سودانياً يحاولون التسلل لكيان يهود؟ وأنت يا بشير السودان بدلا من أن ترسل قنصلك العام للعريش لتقصي الأمر، لمَ لا تسأل نفسك عن الإحباط الذي يدفع أبناءنا للهروب لإخوة القردة والخنازير آملين بحياة أفضل بين ظهراني عدوهم، أي قهر وظلم ومهانة تدفع عاقلا لهكذا أمر؟ إنه ظلم نظام الحركة الإسلامية السودانية يا عمر، التي خرج عرابها الأكبر حسن الترابي منددا بفساد من يتولون السلطة من تلاميذه وحوارييه. لن تصل الخارجية السودانية لشيء وسيطوى هذا الملف سريعا كما تطوى ملفات الفساد والإفساد في بلدنا المنكوب بحركته الإسلامية، والإسلام منها براء!
أما المظلومون من أبناء جلدتي بسرقة دولارتهم وإهانتهم وتعذيبهم في سجون فرعون مصر وزبانيته فقد عدهم برلماننا 39 شخصا، وطالب وزارة الخارجية بمتابعة أمرهم والحرص على حقوقهم، وقامت خارجيتنا مأجورة مشكورة بتشكيل لجنة مع نظيرتها المصرية، وحولت خارجيتهم ملف السفارة السودانية المتعلق بالأمر لجهات الاختصاص، وقام سفيرنا باستقبال بعض المتضررين، وتداول برلماننا حول الأمر، وكتب بعض الناس شاجبين ومستنكرين، وثارت النفوس وازدادت الشحناء بين إخوة العقيدة الواحدة في مصر والسودان، وهاجم بعض كتاب الأعمدة مصر هجوما ردها على أعقابها خاسئة خاسرةَ واستهزأ مرتزقة إعلام السيسي من أهل السودان، وضاقت الأرض بما رحبت على بعض الكادحين هنا وهناك وخسر المسلمون في مصر والسودان، واستمر البشير والسيسي في الفساد والإفساد، …
ثم ماذا بعد؟
ألم يأن للعاقلين في مصر والسودان من المسلمين أن تخشع قلوبهم لذكر الله فيعلموا بأن أخوة العقيدة ليست كلمات تردد، وأن وحدة المصير ليست جملة تقرأ في كلمات الافتتاح للقاءات المشتركة؟ وإنما هذه وتلك جزء من مفاهيم الإسلام العظيم توضع ضمن جملة من الأفكار والمفاهيم والقناعات في برامج كاملة متكاملة لأحزاب وجماعات تعمل بين المسلمين ومعهم في مصر والسودان لتمكن الإسلام من أن يحكم الأرض من جديد في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ولتشرق الأرض بنور ربها حقا وعدلا فتعود مصر والسودان وجميع العالم الإسلامي دولة واحدة! ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، فتمحى الحدود وتبنى السدود.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي