Take a fresh look at your lifestyle.

أوباما هنا من جديد ليعيث فسادا في صفوفنا (مترجم)

 

خبر وتعليق

أوباما هنا من جديد ليعيث فسادا في صفوفنا (مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

وصل إلى ماليزيا مرةً أخرى الرئيس الأمريكي أوباما الأسبوع الماضي لحضور القمة الأمريكية الآسيوية. وهذه الزيارة هي ضمن سلسلة من الزيارات شملت تركيا حيث حضر أوباما قمة العشرين والفلبين حيث كان اجتماع لمجلس التعاون الاقتصادي آسيا والمحيط الهادي. وبحسب السفير الأمريكي في ماليزيا جوزيف يون، فإن وجود أوباما هو لمناقشة المواضيع الأمنية الإقليمية ومواضيع أخرى تتعلق باتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي والتي وافقت عليها مسبقًا ماليزيا ولكنها تنتظر المصادقة عليها. وهذه الزيارة هي الثانية لأوباما رئيس الدولة الاستعمارية لماليزيا خلال فترة رئاسته.

 

ولقد استُقبل أوباما بكل سرور وابتهاج من نجيب الذي يحرص على إرضاء الإرهابي. لقد صور رئيس الوزراء الماليزي نجيب على أنه على علاقة وثيقة جدًا مع أوباما في عدة مناسبات بما فيها المرة التي شوهد فيها وهو يمارس رياضة الغولف مع أوباما السنة الماضية في هاواي. والذي يجعل الأمر أكثر سوءًا هو أنه خلال تلك اللعبة كانت ماليزيا تتعرض لأسوأ فيضان منذ عقود!.

 

التعليق:

أحد أهم أسباب زيارة أوباما هو الاستمرار في السياسة الخارجية الأمريكية لجنوب شرق آسيا والتركيز على الجهود الرامية لكبح التأثير الصيني على المنطقة. إن التبرير للزيارة من خلال تسميتها بأنها “للحفاظ على الأمن وإعادة التوازن الجيوسياسي للمنطقة” ما هو إلا استراتيجية اقتصادية وسياسية لكبح طموح الصين في تحدي السيطرة الأمريكية على المنطقة. إن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد نفوذها يضمحل في المنطقة الغنية بالمصادر والثروات الطبيعية وتعد من أنشط طرق التجارة في العالم. وتحت سياستها الخارجية التي تحمل اسم “المحور الآسيوي” تحاول إدارة أوباما الحصول على الدعم الدبلوماسي من دول آسيا وشرق آسيا. ومن وجهة نظر اقتصادية فإن الولايات المتحدة تعمل جاهدةً لربط دول المحيط الهادي من خلال اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي التي تمتلئ بالمؤامرات والأجندات الخفية وبالإضافة إلى استخدام الأسلوب الاقتصادي والدبلوماسي فإن الولايات المتحدة تعمل على الجبهة العسكرية حيث تبحر الآن السفن الحربية الأمريكية قريبًا من المياه المتنازع عليها بين الصين وعدة دول أخرى في جنوب شرق آسيا. كما وأن أمريكا أيضًا تعيد العلاقات العسكرية مع الفلبين التي كانت يومًا ما إحدى مستعمراتها.

 

إن منطقة جنوب شرق آسيا ذات أغلبية مسلمة. ومن هنا فإن هذه الزيارة هي تجسيد للسياسة الناعمة أو “القوة الناعمة” وهي طريقة تهدف إلى تملق المسلمين حتى يدعموا الخطط الأمريكية الخبيثة. إن دهاء أوباما يكمن في اللعب على المشاعر خصوصًا عند التعامل مع العالم الإسلامي وقد نجح في خداع العديد من المسلمين وخصوصًا الحكام، ومن خلال ماكينات الدعاية الأمريكية يحاول أوباما تنظيف الصورة العفنة للولايات المتحدة من عيون المسلمين. إن ترادف زيارة أوباما تتعلق أيضًا بالجهود الأمريكية للترويج لفكرة الإسلام المدني الديمقراطي تحت قناع الاعتدال والليبرالية والتعددية والتسامح لمحاربة ما يسميه “التطرف” الإسلامي. ومن خلال دعم وتمكين مؤسسات المجتمع المدني في العالم الإسلامي فإن أوباما أيضًا يحقن السموم التي تشكل أفكار الحرية والديمقراطية في أذهان المسلمين. وهذا واضح في لقاء أوباما مع ممثلين عن المجتمع المدني – خلف الأبواب المغلقة – أثناء زيارته للبلاد. وفي هذه الأثناء ساعدت مؤسسات فكرية مدعومة من أمريكا في نشر أفكار الحرية المغلفة بألفاظ ومصطلحات عربية حتى يتم قبولها من قبل المسلمين وكأنها تتماشى مع الأحكام الإسلامية.

 

ومن خلال سياسة “محاربة التطرف العنيف” سعى أوباما لتشويه سمعة الحركات السياسية التي تعمل خارج نطاق الديمقراطية ولربطها بالعنف. كل هذا من أجل منع عودة الفكر الصافي المنبثق من الإسلام. وهذا يمكن فهمه من خلال كلماته وأفعاله.

 

بالرغم من النعومة المقنعة لأوباما فإن قسوة أمريكا وعنجهيتها في جر الدول الأخرى من خلال المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ما زال مستمرًا. إن حربه العالمية على الإرهاب ما زالت قائمة ولكن تحت اسم جديد، لأن هذا المصطلح يحمل مفهومًا سلبيًا لدى العالم الإسلامي وكل شخص عاقل يدرك أن الحرب على الإرهاب هي حقيقةً حرب على الإسلام.

 

إن المسلمين في جنوب شرق آسيا والعالم أجمع يجب أن يدركوا أن أي صداقة مع الولايات المتحدة سوف تؤدي إلى كارثة كبرى. في الواقع إنه من المهم جدًا لنا أن نفهم أنه يحرم إقامة علاقات صداقة مع أمريكا. إن السياسة الخارجية في تقويض المسلمين والإسلام تجعل أمريكا دولةً محاربةً فعلاً، مع أن أوباما يحاول إخفاء هذه الحقيقة. إن يدي أوباما ملطخةٌ بدماء المسلمين والسكين التي يذبح بها المسلمين ما زالت في يده للاستمرار في انغماسه بالقتل.

 

استيقظوا أيها المسلمون! إن أمريكا دولةً استعمارية، وأوباما الذي يمثل هذه الدولة ليس مخلصًا في صداقته لكم. إن كل خطوة يخطوها مليئة بالخداع والمكر وكل ما يقوم به لا يفضي إلا إلى المصائب.

 

﴿وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ﴾ [البقرة: 120]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد ماليزيا

 

2015_11_28_TLK_1_OK.pdf