هل ستوقع الولايات المتحدة الأمريكية يا ترى على ما سيُلزمها في “كوب 21″؟؟
الخبر:
تبدأ اليوم في مدينة “لوبورجيه” شمال باريس فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الـ 21 للمناخ أو “كوب 21″، والتي تنطلق في الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي وتستمر حتى الحادي عشر من كانون الأول/ديسمبر المقبل، ويهدف المؤتمر حسب زعمهم “إلى التوصل إلى اتفاقية ملزمة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري”.
ومن المقرر أن يشارك في الاجتماعات أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة على رأسهم قادة البلدان الأكثر إنتاجا لانبعاثات الغازات الدفيئة المتسببة في الاحتباس الحراري وهم الرئيس الصينى شي جين بينغ والرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي والرئيس الروسي فيلاديمير بوتين.
التعليق:
لقد أضحت قضية الاحتباس الحراري في السنوات الأخيرة قضية شائكة وخطيرة لارتباطها الوثيق بمسألة بقاء الجنس البشري على وجه البسيطة وأمنه واستقراره من عدمه؛ ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ظل ارتفاع تلك الظاهرة الناتجة عن زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون، والتي تسببت في ارتفاع الحرارة العالمية بمعدل درجة مئوية واحدة منذ العصر ما قبل الصناعي، وارتفاع مستوى المحيطات بمعدل 20 سنتيمتراً منذ عام 1900، أيضا ساهمت في ازدياد الكوارث المناخية كالأعاصير والعواصف والفيضانات الكاسحة وتسارع ذوبان الجليد.
ورغم خطورة هذه المشكلة وتداعياتها نجد رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية التي تنتج هي والصين فقط 46 في المائة من الغازات السامة يدلل بوضوح على كون مصالحها عندها فوق كل شي وأنها لا تكترث بالتهديدات التي تواجه العالم. فقد رفضت الأخيرة في بادئ الأمر التوقيع على “بروتوكول كيوتو” عام 1997 الذي يُعنى بتقليص انبعاثات تلك الغازات بتعلة تأثيره السلبي على اقتصادها ومن المتوقع اليوم أيضا عدم قبولها باتفاقية ملزمة لها تتمخض عن مؤتمر باريس، فقد صرح كيري لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية قائلا “لن تكون معاهدة بالتأكيد.. لن تكون هناك أهداف لخفض (انبعاثات الغازات) ملزمة قانونيا كما كان الأمر بالنسبة لكيوتو”.
إذن المرجح أن يكون حضور الولايات المتحدة الأمريكية في “كوب 21” حضورا شكليا، وقد تكتفي بالمساهمة في تمويل صندوق المناخ دون التوقيع على ما يلزمها كما فعلت مع كيوتو؛ مما سيجعل ما يتمخض عنه المؤتمر شبيها بما سبقه من مؤتمرات المناخ وسيُترك الباب مفتوحا على مصراعيه للمشكلة لتزداد تفاقما وتنذر بكل سوء!!
نقول: لقد باتت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية مكشوفة ومعلومة للقاصي والداني؛ فالمصلحية هي ما تسير أفعالها وتجعل لسان حالها يقول “أنا والطوفان من بعدي” مما يؤكد أنها ليست الدولة الصالحة لقيادة العالم نحو بر الأمان وأنها اليوم تجره جرّا نحو الخراب والدمار. فمن يقدر على وضع حد لها وجميع الدول المشاركة معها في المؤتمر تحركها المنفعة؟؟ ومن يريحنا من عبث الرأسمالية وشرورها سوى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله، والتي من أولوياتها المحافظة على أمانة ربها “الأرض وأهلها”؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي – تونس