Take a fresh look at your lifestyle.

قائد الجيش الباكستاني يُغدَق بالجوائز لانتهاكه حقوق الباكستانيين!

 

 

قائد الجيش الباكستاني يُغدَق بالجوائز لانتهاكه حقوق الباكستانيين!

 

 

الخبر:

 

منحت الحكومة البرازيلية مؤخرًا رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال رحيل شريف، “جائزة الكفاءة والاستحقاق الآسيوية الأولى”، وقد مُنح ميدالية الشجاعة هذه لمكافحته خطر “الإرهاب”، ولقيادته الناجحة للجيش في مواجهة تهديدات متعددة، ولتعزيزه أمل أمته في إنهاء الفزع، وقبل كل شيء لجهوده الكبيرة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة!

 

التعليق:

 

إنّ هذا ليس أول وسام يُمنح من قبل الدول الأخرى للجنرال شريف، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2015م منحته تركيا جائزة “الأسطورة التركية”؛ تقديرًا لخدماته من أجل السلام وإدارة ملف “الإرهاب” الإقليمي، وفي العام الماضي، في شباط/ فبراير، منحته السعودية وسام عبد العزيز آل سعود، وبعدها في تشرين الثاني/ نوفمبر، منحه وزير الخارجية الأمريكية (جون كيري) ميدالية الاستحقاق مقدمة له من قبل الولايات المتحدة، ووفقًا للمدير العام للخدمات المشتركة بين العلاقات العامة  (ISPR)(الميجر جنرال عاصم باجوا)، فقد كانت الجائزة تقديرًا لقيادة الجنرال شريف الشجاعة والحكيمة، وجهوده لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

 

من الغريب حقًا أن نجد تلك الدول تكرّم الجنرال رحيل، خصوصًا بعد حصول ثلاثة أحداث رئيسية تشكك في كفاءته، وبالتالي تهدد بقاءه في منصبه، وهو ما يشوه صورة الجيش الباكستاني.

 

في 15 من حزيران/ يونيو 2014م، أطلق الجنرال رحيل العمليات العسكرية في شمال وزيرستان -التي كان يطالب بها أوباما وطال انتظاره لها -، وقد ربطها بدفعات مشروطة من قبل صندوق دعم التحالف، فضرب بهذه الخطوة برأي عامة أهل باكستان عرض الحائط في سبيل إرضاء أمريكا. وفي آذار/مارس 2015م، قدّر مركز رصد النزوح الداخلي (ومقره جنيف) أن 1.8 مليون باكستاني قد نزحوا من مناطق التمرد بسبب الأعمال العسكرية التي ارتكبتها قيادة الجيش الباكستاني.

 

لقد كان رحيل شريف قادرًا على إخفاء بشاعة العمليات العسكرية عن طريق حركة الاحتجاج الشعبية التي قادها عمران خان وطاهر القادري ضده وضد نواز شريف، فقد حولت تلك الاحتجاجات تركيز الناس عن محنة النازحين التي تزامنت مع حدوث تباطؤ في العمليات العسكرية في المناطق القبلية. فكيف يمكن للولايات المتحدة وصف أعمال رحيل في تهجير الملايين من أهل باكستان من منازلهم بأنها حكيمة وبعيدة النظر؟!

 

قبل عام تقريبًا، سُلّط الضوء على قتل الأطفال في المدرسة التابعة للجيش في بيشاور، وأُلقي اللوم على المؤسسة العسكرية لفشلها في منع الهجوم وشل حركة المهاجمين، حيث كان موقع المدرسة في منطقة عسكرية محصنة، وإدارتها تخضع مباشرة لمدارس الجيش، مما أثار شكوكًا جدية حول ارتباط شريف وقيادة الجيش بالعملية، وحول قدرة الجيش على حماية الرعايا المدنيين من أهل باكستان، حيث إن الجيش لم يستطع حماية نفسه!

 

منذ وقوف برويز مشرف مع أمريكا في حربها العالمية على “الإرهاب” في عام 2001م، ابتليت باكستان بتدهور الأوضاع الأمنية، ولم تسلم القواعد العسكرية والمطارات وغيرها من الأماكن الآمنة من العمليات “الإرهابية”، ونظرًا لهذه الهجمات “الإرهابية” البارزة، كان من المتوقع أن يقوم كبار قادة الجيش بتعزيز الأمن اللازم لحماية الأطفال، ولكن للأسف فإن هذا لم يحدث أبدًا، بل حدث الأسوأ من ذلك، حيث لم يستقل أي مسئول كبير في الجيش خلال الأزمة، ولم يُعاقب أي منهم لعدم الكفاءة، بل ورفض الجيش قبول اللوم عن إخفاقاته المتكررة والتي طالت صفوف كبار ضباط الجيش. وخلال فترة كياني لم يتم توبيخ أي مسئول عسكري على أكبر إخفاق في تاريخ الجيش الباكستاني، وهو عملية أبوت أباد، التي راح ضحيتها الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله.

 

بعد هجوم بيشاور، كان الإجراء الوحيد الذي قام به الجيش هو وضع استراتيجية مكافحة التمرد، المعروفة باسم “خطة العمل الوطنية”، وإصدار التعديل الدستوري 21، الذي يمنح الجيش صلاحيات كبيرة على كل من القيادة المدنية والقضاء، وتسمح للجيش بالإفلات من العقاب، وإجراء محاكمات صورية للمشتبه بهم، وخطف رعايا من باكستان وقتلهم، وتجاهل اختصاص المحاكم، وتكميم أفواه وسائل الإعلام، ورصد المعاملات المالية لأهل باكستان. وهذه التدابير البشعة لا يلجأ إليها إلا جبان خائف من شعبه، فلا شجاعة في مثل هذه الممارسات.

 

ومن أجل تنفيذ “خطة العمل الوطنية”، قام بنك الدولة بتدابير صارمة، أسفرت عن اختفاء مليارات الروبيات من النظام المصرفي الباكستاني، كما هرع المودعون إلى سحب مبالغ نقدية كبيرة لإخفائها عن أعين الجنرال شريف. وفي وقت لاحق، هبطت قيمة الروبية مقابل الدولار إلى معدل ينذر بالخطر. وعادة يصاحب وجود الأمن الاستقرار الاقتصادي، ولكن في ظل حكم شريف، لا تزال حالة عدم الثقة الاقتصادية خارجة عن نطاق السيطرة، وقد تبخر أمل شعب باكستان في التحرر من الطغيان.

 

وبدلًا من تعزيز السلام والاستقرار، خرّب الجنرال رحيل شريف النظم السياسية والقضائية والاقتصادية في باكستان، وانتهك حقوق شعب باكستان بذريعة “خطة العمل الوطنية”، ألِمثل هذه الإنجازات يُشار إلى رحيل شريف بأنه بعيد النظر؟! ألِهذا انهالت عليه الجوائز؟! أي “إصلاح” قام به في باكستان؟! قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾.

 

هناك أصوات في الداخل والخارج تطالب بتمديد مدة خدمة شريف ضد “الإرهاب”، والتي يحين موعد تجديدها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016م. وقد مُنح أسلاف شريف (من مشرف وكياني) أيضًا تمديدًا لخدمتهم، فماذا كانت إنجازاتهم؟ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾.

 

يجب على المسلمين في باكستان إدراك أن الجنرال شريف لا يختلف عن سابقيه، وهو من نفس سلالة الشر التي منها مشرف، وهو نبات البذور الفاسدة التي بذرت في باكستان من قبل الهيمنة الأمريكية. ويجب على كل باكستاني عصيان أوامر شريف، والعمل على اقتلاع “خطة العمل الوطنية”، والعمل بلا كلل أو ملل لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي – باكستان

2015_12_06_TLK_3_OK.pdf