Take a fresh look at your lifestyle.

الحياد والتعاون مع أعداء الأمة حنكة سياسية أم عمالة وخيانة؟!!

 

الخبر:

التقى رئيس الأركان العُماني نظيره الفرنسي خلال زيارة يجريها حاليا إلى باريس. وقالت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إن اللقاء جرى بمقر وزارة الدفاع الفرنسية، “وتم خلاله تبادل وجهات النظر في عدد من الأمور العسكرية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين”. وأضافت الوكالة أنه “تم عقد جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين العماني والفرنسي جرى خلالها استعراض أوجه العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة للبلدين وسبل تنميتها”.

 

التعليق:

 

عُمان “بلد الحياد”، ينأى بنفسه عن المشاركة في أعمال عسكرية خارج أراضيه، ولا يتدخل في شؤون البلدان الأخرى، يحتفظ بعلاقات صداقة ودية مع دول وشعوب العالم مما جعله بلدا يتمتع بالسلام في منطقة تجتاحها الأزمات والصراعات وتكويها الحروب؛ هكذا يتم الحديث والترويج إعلاميا عن ذلك البلد المنطوي على نفسه، وعن كون هذا الحياد والكتمان حنكة سياسية وسر نجاحه كوسيط في النزاعات الإقليمية مثل النزاع النووي مع إيران والحرب في اليمن ودوره المحتمل في الأزمة السورية.

 

فباسم الحياد تمتنع عُمان عن المشاركة مباشرة بقواتها في قصف المدنيين المسلمين في الشام، كما فعلت دويلات الضرار الأخرى، ضمن تحالف الشر الذي تقوده أمريكا رأس الكفر والإرهاب ضد الثورة الإسلامية الطاهرة في سوريا. كما أنها باسم الحياد لم تقطع علاقتها الدبلوماسية مع سفاح دمشق ونظامه الإجرامي، مثلما فعلت ظاهريا الدويلات العميلة الأخرى.

 

إلا أن الحياد يجعلها أيضا لا تسعى إلى نصرة المسلمين في سوريا وإنقاذهم من بطش وإجرام طاغية الشام. بل إن الحياد قد سمح لها بالسفور عن علاقتها الودية بنظام المجرم السفاح من خلال زيارة المجرم وزير الخارجية السورية لمسقط، في أول زيارة له لدولة خليجية منذ اندلاع الثورة السورية المباركة المطالبة بإسقاط النظام البعثي المجرم منذ 4 أعوام، ومن خلال الزيارة المنبوذة التي قام بها وزير الخارجية العماني لدمشق ومد يده للسفاح بشار والخوض معه في محادثات حول السلام ومحاربة الإرهاب، وذلك في خضم ارتكاب الأخير مجازر شنيعة وشن غارات وحشية ضد نساء وأطفال ورجال المسلمين في سوريا، لتكشف بشكل رسمي زيف مزاعم الحياد وعدم الانحياز التي تدعيها.

 

وهكذا لا يمنعها الحياد كذلك من تنمية العلاقات العسكرية مع الدول الاستعمارية الكافرة كفرنسا الكارهة للإسلام وللمسلمين، التي خاضت حروبا وارتكبت مجازر ضد المسلمين في أفريقيا وغيرها، والتي تكثف حاليا قصفها الشرس للمدنيين في سوريا والعراق تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والتطرف ومحاربة تنظيم الدولة، والتي أعلنت وصول حاملة طائراتها شارل ديغول الموجودة حالياً في شرق المتوسط إلى الخليج خلال بضعة أيام لتتولى تنسيق نشاط البوارج المنتشرة في المنطقة لمحاربة المسلمين.

 

من هنا يتضح أن الحياد المزعوم يعني عمليا إقامة علاقات صداقة ودية مع أعداء الله، ومصافحة الأيادي الملطخة بدماء المسلمين الأبرياء، وتعاوناً وتنسيقاً أمني وشراكة عسكرية مع الدول الاستعمارية الكافرة التي تكيد للإسلام والمسلمين والسماح لها باستخدام أراضي بلادنا وموانئها ومجالها الجوي ليكون منطلقاً للعمليّات ضد المسلمين!! وهو مصطلح ومفهوم منبوذ وليس ممدوحا كما يروج له الإعلام، يمنع من الوقوف مع الحق والدفاع عنه، ويراد منه ستر عمالة الأنظمة العميلة المنفذة لأوامر ومخططات دول الغرب الاستعمارية الماكرة التي تكره الإسلام والمسلمين المخلصين الذين يسعون لإقامة حكم الله في الأرض. بل هو خيانة لله ورسوله والمسلمين، لأن واجب المسلمين تجاه إخوانهم المضطهدين في سوريا وفي كل مكان ليس الوقوف موقف المتفرج المحايد أمام تلك المجازر المرعبة التي ترتكب ضدهم، وإنما واجبهم نصرتهم وإنقاذهم وحماية دمائهم وأعراضهم وممتلكاتهم.

 

نسأل الله العظيم أن يخلص المسلمين من الأنظمة العميلة المخلصة للدول “الاستعمارية” ويحقق لنا وعده وبشرى نبينا محمد r بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاطمة بنت محمد