الخبر:
قال بعض السكان أن 14 شخصا على الأقل قد قتلوا وأصيب ستة آخرون بقذائف هاون أطلقها الجيش الوطني الأفغاني (ANA) يوم الجمعة، حيث أصابت مسجدا في حي سيد أباد وسط مقاطعة وارداك في أفغانستان. وأخبر حاجي فضل ربيع باجهوك الإخبارية الأفغانية أن من بين القتلى طفلين. وقال إنه من غير الواضح لماذا أطلقت القوات قذائف الهاون، لكنه قال إن السكان المحليين قرروا أخذ الجثث إلى منزل المحافظ احتجاجا على ذلك.
التعليق:
أفغانستان أرض سلبت السلام وحرمت من الطموحات، ويبدو أنها تغرق أكثر وأكثر في فوضى يرثى لها من المظالم التي نتجت عن الغزو الأمريكي في عام 2001، والآن من قبل النظام الدمية المنصب في كابول. النظام الذي قام رئيسه مؤخرا بكشف السر واعترف أن “الحكومة الأفغانية صممت لجعل أفغانستان مقبرة الإرهاب”، كما قال “نحن في ساحة المعركة، نحن نقاتل بالنيابة عن أصدقائنا من الهند إلى روسيا”.
في الواقع، إن الاستعمار ما زال حيًا أكثر في القرن الـ21، على الرغم من أنه قد تغير سطحيًا قليلا. فالآن بدلا من احتلال الأراضي واستغلالها مباشرة، يقوم المستعمرون الجدد باستعمار البلاد وإدارتها من خلال نظام عميل توظفه لصالحها، وأفغانستان هي المثال الكلاسيكي على ذلك. ففي حين يبدو أن الولايات المتحدة تجلس على الهامش بعد توقيع اتفاقيات استراتيجية وأمنية، إلا أن الواقع أنها هي التي تدعو إلى جميع الهجمات، حيث إنه عندما قتل الجيش الأمريكي أكثر من 15 عسكرياً أفغانياً من القوات الخاصة، فإن النظام الدمية في أفغانستان لم يجرؤ حتى على إدانة هذه الجريمة النكراء، بينما عندما يتعلق الأمر بمصالح الولايات المتحدة فإنه يصرح “نحن نقاتل بالنيابة عن أصدقائنا من الهند إلى روسيا”! ولماذا سيقوم النظام الفاسد بعض اليد التي أتت به إلى السلطة وتقوم بإطعامه؟!
الفعل المأساوي غير الإنساني هذا من الجيش الوطني الأفغاني ANA هو دليل على أن حياة أهل أفغانستان لا قيمة لها عندهم. أكثر من عشرة أطفال قتلوا وغيرهم الكثير من الجرحى إن ذلك سوف يؤدي حتما إلى مزيد من الغضب والمرارة بين عامة الناس ضد قوات الأمن الأفغانية، والتي ستعزز إثارة التوتر بين شعب أفغانستان وستساعد المستعمرين على تحقيق أهدافهم المتمثلة في نظرية فرق تسد. الحكومة من جهة أخرى عاجزة تماما وغير مبالية لما يحدث للشعب على الأرض، فحياتهم، وصحتهم، وحالتهم المادية ليست ذات أولوية عندها، وجميع سياساتها وإجراءاتها تدور حول حقيقة إثبات ولائها لأسيادها في الغرب ومساعدتهم في التحكم في مصير العالم.
وأخيرا، يجب على قوات الأمن أن تعرف أن هدفها الوحيد هو توفير الأمن والأمان لشعبها وليس قمعهم أو تعذيبهم أو قتلهم. في الواقع، يجب ألا نكون لعبة في أيدي أعدائنا بل مسؤوليتنا في هذه المرحلة الحاسمة هي أن نتكاتف معا لحقن دماء أبناء شعبنا الزكية وتحرير أرضنا من الغزاة ونظامهم الفاسد. يجب علينا أيضا فضح الخطط الخبيثة للغزاة المستعمرين والنظام الدمية الذي يفعل كل شيء للحفاظ على أفغانستان في حالة من الفوضى، بحيث يبقي على إراقة الدماء الزكية للمسلمين من أفغانستان.
قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان