الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي التي توحد الأمة وتعيد لها عزتها وكرامتها وتحمي شبابها وشيوخها وإقامتها واجبة والتنفير منها خيانة لله ورسوله وللأمة
الخلافة الراشدة على منهاج النبوة
هي التي توحد الأمة وتعيد لها عزتها وكرامتها وتحمي شبابها وشيوخها
وإقامتها واجبة والتنفير منها خيانة لله ورسوله وللأمة
نقلت مجلة البوابة التي يرأس تحريرها عبد الرحيم علي الجمعة في 2015/12/11م، عن شوقي علام مفتي مصر خلال حوار معه نعوته بأن “الدعوة إلى الخلافة الإسلامية تسببت في الفرقة والتشرذم”، ونقلت عنه خلال الحوار أن “الأمة لم يعد لها إمام وفصلت الحدود بينها وسنت في كل دولة قوانينها، فأصبح المسلم مطالبا بأمرين، الأول اتباع الشرع على المستوى الفردي والاجتماعي، والثاني احترام النظام العام للدولة التي يعيش فيها، والحفاظ على الرابطة الإيمانية في الأمة عبر الاحتكام إلى الشرع، حتى لو عاش في ظل نظام قانوني له مرجعية وضعية”، موضحا أن “تلك التنظيمات التي تدعو للخلافة تعتقد أنه لا يوجد غيرها مؤهل لذلك وأنها تفصل الناس عن مصادر الشرع والعلماء، حتى يتسنى لها فعل ما دبرت لنفسها وللأمة، وأنه يراها كلها على ضلال”، مبينا أنها “تستهدف الأطفال الأصغر سنا بدعوتها فتستغل النزعة الدينية المتوهجة لصغار السن، الذين عادة ما يكونون قد انخرطوا في تجربة تدين حديثة، ممزوجة بروح التضحية، ومشبعة بالفكر الجهادي، مؤكدا على ضرورة تفعيل القوانين الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، وبث الوعي بمخاطر هذه الانتهاكات، والتي تهدد مستقبل الأمة، بالإضافة إلى الحث على التدخل الفوري لتحرير الأطفال من البيئات التي يتم فيها استغلالهم من جانب المتطرفين، لإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية، وإشراكهم في أنشطة متنوعة، بهدف إعادة تأهيلهم، تحت إشراف كوادر مدربة من علماء الدين والتربية وعلم النفس”.
إن علماء السلاطين في كل زمان ومكان لا همَّ لهم إلا تطويع الأمة وتركيعها للحاكم وتبرير كل مخالفاته ولو فعل ما فعل، كيف بربكم تكون الجماعة فُرقة والدعوة إليها تشرذم؟! وهل يجوز لنا احترام النظام العام للدولة التي سطر حدودها سايكس وبيكو والخضوع والرضا بقوانينها الوضعية العلمانية؟! وهل يجوز لنا أن نكتفي من ديننا بما يضعه في الإطار الكهنوتي دون أن يصبح لنا منهج حياة كما ارتضاه لنا الله عز وجل؟!
الخلافة التي حافظت على الأمة قرابة 13 قرنا من الزمان فحفظت لها دينها وخيراتها ومقدراتها وعزتها وكرامتها أصبح يقال أن الدعوة إليها تشرذم الأمة وتفرقها! الخلافة حامية الدين والأرض والعرض والتي أنارت الدنيا بنور الإسلام لقرون طويلة كانت أوروبا تعيش فيها عصر الظلمات والتي ظلت تطبق الإسلام في الداخل وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد لقرون من الزمان، رأينا من يتطاول عليها في زماننا من شراذم العلمانيين فيقول أنها خرافة! وهي فرض واجب لحماية الدين وحراسة الدنيا، والعجيب في هذا سكوت علماء الكنانة عن أمثاله، بل وخروج بعضهم كما نرى ونسمع بمقولة باهتة لا لون لها ولا معنى كتلك التي نسبت إلى مفتي مصر من أن الدعوة إليها تسبب الفرقة والتشرذم، فكيف تكون الدعوة إلى علاج الجسد من سقامه وربطه كله ومنع تمزيق أوصاله تقطيعاً له؟! وكيف تكون الدعوة إلى توحيد الأمة في كيان واحد يحكمه حاكم واحد بالإسلام من خلال خلافة على منهاج النبوة تفرقاً وتشرذم؟ وكيف؟!
إنك تعلم يا فضيلة المفتي وأمثالك من العلماء أن الدعوة إلى إعادة الخلافة فرض واجب، ويجب عليكم أن تكونوا في طليعة العاملين لها لا المحاربين لها الساعين لإخماد جذوتها، وإنكم تعلمون بما أوتيتم من البينات أنها الخلاص لكم وللأمة بعمومها من تسلط الغرب الكافر، فكيف بربكم تكونون في صف عدوها وعدوكم وعدو أمتكم؟ وكيف تقبلون أن تكونوا من أدواته لحربها ووأدها؟ إنه يعلم أنه لا طاقة لها بها وأنها إيذان بزوال سيطرته وهيمنته على أرضنا ونهبه لخيراتنا ومقدراتنا، ويعلم أنه دون مطية فينا من حكام وعلماء خونة عملاء لن يستطيع خداع أهلنا في الكنانة وغيرها، وقد رأيتم ورأينا ذلك على مدار عقود من الزمن، فكيف بربكم تقبلون أن تكونوا له دمى يحركها كيف يشاء حتى إذا ملها وسئم منها أو انتهى دورها ألقى بها إلى المزبلة واستحضر دمية غيرها، فكيف تقبلونها على أنفسكم؟! وبماذا ستلقون ربكم يوم القيامة وقد شاركتم في تضليل الأمة؟!
أيها العلماء والشيوخ! اعلموا أن الله سائلكم يوم القيامة عن علمكم وماذا عملتم به إذ أخذ منكم الميثاق على ذلك لتبيننه للناس ولا تكتمونه، فواجبكم الذي أمركم به ربكم والذي به تنعتق رقابكم، أن تحرضوا الأمة على إزالة الحدود التي تفرق بينهم والتي رسمها الغرب الكافر وجعل من بلادنا مزقا مهلهلة، واجبكم أن تحرضوا جيوش الأمة على أن يكونوا للأمة لا عليها فيعملوا على حمايتها لا حماية عروش الحكام الخونة، بل واقتلاع تلك العروش وإقامتها خلافة على منهاج النبوة تعيد عزكم وترضي ربكم، كما أنه لا يجوز لكم تنفير الناس منها بحجة انحراف تلك التنظيمات في فهمها لطريقة إقامتها، وإنما يجب عليكم أن تنصحوا لهم ولغيرهم وأن تعكفوا على سيرة رسول الله ﷺ لتستنبطوا منها طريقته التي أقام بها الدولة وأن تبينوها لتلك التنظيمات وللأمة من خلفهم وأن تحرصوا على التزامهم تلك الطريقة، ولتعلموا أن إخوانكم في حزب التحرير قد كفوكم مؤونة استنباط الطريقة النبوية لإقامة الدولة فاحملوها واعملوا بها معهم واحتضنوا دعوتهم مع أهل الكنانة عسى الله أن يكتبكم من الأنصار ويحشركم مع الصديقين.
أيها العلماء والشيوخ! إننا ننصح لكم في الله فتقبلوا منا وعودوا إلى أحضان أمتكم وكونوا لها مصابيح هدى تهتدي بكم وكونوا عونا لها على عدوها لا عونا لعدوها عليها! وإننا نربأ بكم أن تكونوا في صفوف تسعَّر بها النار يوم القيامة، واعلموا أن من تركنون إليهم لن يغنوا عنكم من الله شيئا وسيسارعون إلى البراءة منكم حين يرون العذاب، يوم يفر كل امرئ من أبيه، فلا تبيعوهم دينكم بدنياهم وابرأوا منهم اليوم تفوزوا فوزا عظيما.
أما أنتم يا أبناء الكنانة فاعلموا أن ما يحاك لكم عظيم، فالغرب الذي يخشى أن تقام لأمتكم خلافة على منهاج النبوة تنعتقون بها من هيمنته عليكم لن يتوانى عن أي فعل يقضي به على أي فكر يدعو إلى الخلافة وعودتها واقعا تحياه أمتكم، ولتعلموا أن الخلافة فقط هي التي تحقق لكم ما خرجتم ثائرين مطالبين به في يناير وما بعده وإلى الآن، والغرب يعلم هذا يقينا، لذلك فهو يعمل على تشويه صورتها في أذهانكم واستعمال علماء السوء في صرفكم عنها وعن العمل لها، ففوتوا عليهم الفرصة واعملوا لها بجد لتحصلوها وتكون لكم وبكم قبل غيركم عسى الله أن يكتب الفتح على أيديكم فتفوزوا فوزا عظيما، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر