إخطـار للجبابـرة الأشـرار داخل الديار وفيما وراء البحار
هذا بيان سياسي بامتياز وإخطار، خطابه فصل ووجهته محددة وموضوعه يحدث عن نفسه باختصار، إخطار منا نحن الأحرار “شباب حزب التحرير” إلى كل ظالم جبار في العالم يتحكم في مصير البلاد والعباد ويحارب فيهم حتى الأفكار، خطابُ ضرورةٍ، لا بد أن تسمعوه منا سواء كنتم داخل الديار أو كنتم قابعين هناك وراء البحار، ضرورةٌ تملي علينا أن نخطركم بخطاب سياسي يقدح منه الشرار، لعلكم تستفيقون من سكراتكم فتستحوا مما تصنع أيديكم ليل نهار، من اعتقالات وسجن وتعذيب ودمار، فقد بلغ الأمر فينا مبلغه من قبح صنائعكم وما عدتم تستحون من شيء حتى من المنتقم الجبار وأنتم تُسوِّقون علينا سوء الأعمال والأفكار، وتضربون فينا كل جهد مخلص لأمته وبلاده بشتى الوسائل دونما شعور بالأسف والاعتذار، ودونما مراعاة لرب السماء والأرض وما بينهما لعله يغفر لكم خطيئاتكم وأنتم تعلمون أنه الغفار، فمنكم من أصبح أعمى البصر والبصيرة بفعل الجاه والسلطان والدولار، فرفعتم في وجوهنا سلاح الأشرار ويدكم على الزناد دوما إلا إذا توجه هذا السلاح خطأ صوب أولئك المغضوب عليهم من الصهاينة المحتلين لأقدس الديار.
في الأمس اعتقلتم في ماليزيا ناطقنا الرسمي لأنه ينطق بالخير، وقبله اعتقلتم في الأردن أسدا من أسود المشاقبة، وقبله اعتقلتم أخواتنا في بنغلاديش، وقبلهن اعتقلتم ناطق الخير فينا في مصر، وقبله اعتقلتم ناطق الخير منا في الباكستان، هذا فضلا عن عشرات المعتقلين والقابعين خلف القضبان في شتى بلاد المسلمين… فكم من شيوخ وشباب وشابات قضوا في سجونكم بلا ذنب إلا لأنهم يدعون إلى الله، وما أوزبيكستان وطاغيتها كريموف عدو الإسلام منكم ببعيد، والقائمة طويلة طويلة، ونحن نوثق كل ذلك لكم في كل مكان حتى تحين ساعة الحساب، سواء كنتم الآمرين باعتقالنا وتعذيبنا أم كنتم التابعين لهم، نوثق لكم اللحظة والتصرف والقرار، نرصدكم نتابعكم، ندون أسماءكم كل حسب موقعه من هذا الإجرام الذي تقومون به بحقنا. وهنا نسألكم أيها الحمقى، بعد أن اعتقلتم وعذبتم شبابنا ونساءنا فهل نلتم منهم شيئا؟ هل استطعتم أن تثنوهم عن حمل دعوتنا إلى إعادة الإسلام لواقع الحياة؟ اخرُجوا على الناس وصرحوا وقولوا لهم ماذا جنيتم من اعتقالنا وتعذيبنا وقتلنا، اخرجوا عليهم وقولوا لهم أنكم استعملتم مع شباب حزب التحرير كل وسائل التعذيب حتى الموت، قولوا لهم أن كل أسلحتكم تكسرت أمام إرادتنا السياسية الصلبة التي نبتت في عقولنا وترعرعت في قلوبنا فغرست فينا شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وما زال الحمق يكتنفكم لتؤدوا دور أبي جهل وبطريقة أكثر جهلا منه! وما زالت إرادتنا ثابتة ثبات بلال الحبشي تحت سياط الجهل وأهله، لأننا واثقون كبلال رضي الله عنه أن الله ناصرنا بدينه مهما ضيقتم علينا الأرض بما رحبت، فنحن لا نتمثل قول الشاعر: ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج، رغم ما في هذا القول من أمل كبير، ولكننا نعتقد جازمين بقول الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
فها هو بلال يدخل مكة التي كان فيها سجينا مستضعفا أمام الجبابرة والطغاة يدخلها على رأس كتائب الفاتحين المهللين المكبرين الرافعين لراية لا إله إلا الله، فيشرفه الله بأن يكون صوته هو دون غيره الذي يصدح بألحان النصر الخالدة من على سقف البيت العتيق في سماء مكة وعيونه تفيض بدموع الفرح بهذا النصر المؤزر والكل يهلل ويكبر خلفه، اللهم عجل لنا بالفرج والتمكين وأكرم شباب حزب التحرير القابعين خلف القضبان، القابضين على جمر الطغاة كما أكرمت بلالاً ورفاقه، فلا أمل إلا فيك ولا رجاء إلا منك ولا ملجأ لنا ولهم إلا إليك. تقول الحكمة: “لا تحاور أحمقا فإن الناس لن يعرفوا أيكما الأحمق”، ونحن نعلم ذلك جيدا، وأنتم أيها الطغاة والجبابرة تعلمون أننا لم ولن نحاوركم حتى في هذا الإخطار، بل نحن على الدوام نوجهكم للعودة إلى الله فأنتم بنظرنا من الذين أضلهم الله وأعمى أبصارهم، ونغلظ لكم بالقول في أنفسكم ونفضح مخططاتكم أمام أمتنا ليعرفوا حجم أخطاركم ومكائدكم، لكننا في هذا الإخطار نحذركم بشكل مباشر ونضع أمام إفلاسكم معنا هذه الحقيقة:
فاعلموا أيها المفلسون أننا لا نضم في صفوفنا أي شاب إلا بعد أن نوضح له بأن مسارنا صعب لأننا نسير عكس هذا التيار الضال الذي يمسك بيده بالمال والقوة والحكم، ولا نُلزم أي شاب أن يحمل معنا الدعوة ليسير على الأشواك فيُحارب في حياته من قبلكم، لكننا نوضح له كل ما تواجهوننا به من أساليب القمع، ونؤكد له أن عمله يكون مع الله من خلال الانضمام إلى صفوفنا، فعملنا هو في غايته النهائية إرضاءٌ لله، وبعد هذا التوضيح فلا ينضم إلينا إلا الرجال، الرجال الذين تخافونهم ولا يخافونكم لأنهم أبرموا العقد مع الله وليس مع حزب التحرير فقط، فتصبح مسألة اعتقالهم بالنسبة لهم مسألة ابتلاء ساقها الله إليهم ليمحص ما في صدورهم من إيمان بدعوتهم ويمحق بعزيمتهم كيدكم وكيد الكافرين، فتهون المعاناة مهما كانت، وتروا منهم ثباتا أنتم أعرف الناس به، على أن الذين لا ينضمون في صفوفنا من المؤيدين لدعوتنا وهم عشرات أضعاف أعدادنا، الذين خافوا من جبروتكم وظلمكم على أنفسهم وأهلهم وأطفالهم وأموالهم فقعدوا ينتظرون اللحظة التاريخية التي نعلن فيها دولتنا، لتروا منا ومنهم ما تحذرون فاحذروا، وللحقيقة نقول إن حزب التحرير يتألم لاعتقال شبابه أشد الألم لأنه يرى أن من واجبه أن يعمل لحماية فرسانه، أما شبابه فسلاحهم معهم، صبرهم على أذاكم تقربا إلى الله، وأملهم في الله بفرج ونصر وتمكين، وحسبنا وحسبهم الله فيكم ونعم الوكيل.
مشكلتنا أيها الجبابرة ليست معكم فيبدو أن الله قد ختم على قلوبكم وعلى سمعكم، وعلى أبصاركم غشاوة، مشكلتنا مع أبناء أمتنا الأخيار في شتى الميادين المدنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية الذين ركنوا إلى الحياة الدنيا مع قناعتهم بواجب العمل، وها نحن نعمل معهم ليل نهار، ونبشركم بما يسوؤكم، فقد ازدادت أعداد الرجال والنساء الذين تخافون، فأين تذهبون؟! فها هم أبناء أمتنا الأخيار يلتفون حول مشروع الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، فقد أصبحتم أنتم مشكلة الناس في كل شيء وأنتم سبب شقائهم وتخلفهم وفقرهم وجوعهم، فأين تذهبون؟! وبعد، فالعاقل من اتعظ بغيره والأحمق لا يتعظ إلا بنفسه، وقد رأيتم كيف أسقطت أمتكم طواغيتها في الأمس القريب، وكيف تصارع أمتكم طاغوتها في الشام وأرض الكنانة واليمن وليبيا وتونس والحبل على الجرار، أفيقوا قبل فوات الأوان فأطلقوا سراح فرساننا فورا ودونما تأخير في أوزبيكستان وباكستان ومصر واليمن وسوريا وبنغلاديش وماليزيا والأردن وغيرها، فزمام الأمور بأيدينا للإطاحة بكم وسيكون الأمر والنهي بأيدينا، وتذكروا أن أحداً منكم لن يفلت بجريمته بحقنا وحق أمتنا، ولا تظنوا أن في العالم ركناً يمكن أن يؤويكم أو يحميكم أنتم وورثتكم منا، ولا حتى الغرب كله الذي لن يقوى على ذلك أمام دولة الخلافة العظمى.
وإلى أبناء أمتنا الظالمين لنا ولأمتهم أو العاملين مع الظالمين نناديكم ونناشدكم الله أن تقفزوا من سفينة الظلم هذه قبل فوات الأوان، فاليوم أمامكم فرصة لتكونوا في صف أمتكم وربما أبطالا يسجلهم التاريخ في صفحات من نور، فها هو الركب يسير وقد أوشكنا على الوصول، والله نسأل أن يعجل لنا بالفرج والنصر، وإن غدا لناظره لقريب.
﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرؤوف بني عطا – أبو حذيفة
2015_12_15_Art_Notification_to_the_Titans_villains_AR_OK.pdf