الثورة نصر أو شهادة أيها الثوار
الخبر:
عقد المتحدث الرسمي باسم جيش الإسلام، إسلام علوش، أمس الجمعة مباحثات مع مسؤول الشؤون السياسية في القنصلية البريطانية باسطنبول.
وبحسب معلومات حصلت عليها الدرر الشامية من مكتب المتحدث عن طريق البريد الإلكتروني أنه تم خلال اللقاء بحث مقررات مؤتمر الرياض والخطوات المستقبلية التي سيتم اتخاذها.
وأشار “علوش” أن الجيش شدد خلال مؤتمر المعارضة السورية على ضرورة البدء بإجراءات بناء الثقة فقال: “أكدنا أن البدء بالعملية السياسية يتطلب بعض الإجراءات التي يجب إرغام نظام الأسد على الالتزام بها، وهي الوقف الفوري للقصف بالبراميل المتفجرة وغيرها من وسائل التدمير الشامل، إيقاف عمليات التهجير القسري، عودة اللاجئين، الإفراج عن المعتقلين، رفع الحصار”.
التعليق:
إن الوعي السياسي: هو الضمان الوحيد للنجاح بعد تحقق الوعي المبدئي والفكري العقائدي وما انبثق عن العقيدة من أحكام ومعالجات، والوعي السياسي من جانب الوعي على مخططات الغرب الكافر واستراتيجياته وأساليبه ضرورة حتمية لضمان سلامة العمل؛ فالوعي الفكري ضروري لصحة العمل، والوعي السياسي ضروري لسلامة العمل، وإلا وقعنا في حبائل الغرب ومخططاته وأساليبه وكنا نعمل ضمن خطة العدو فنسيء من حيث أردنا الإحسان، فالإسلام يلزمنا بالوعي على مخططات الكفر تجاه الإسلام والأمة ومصالحها وكيانها، وقد علمنا القرآن الكريم الكشف السياسي في أكثر من موقف حيث قال تعالى ﴿وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أوْ يَقْتُلُوكَ أو يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ ويمكر الله وَاللّهُ خيرُ الْمَاكِرِينَ﴾، وأخبر الوحي عن محاولات قريش لـقتل محمد r وكشف مخططات الكفر في محاولة تمييع الإسلام وجعله يقبل بمفاهيم وحضارات وأحكام الكفر فقال جل شأنه: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾، وكشف تواطؤ الكفر على دولة الإسلام في غزوة الخندق والكثير مما ورد في كتاب الله، ولم يكتف القرآن بهذا بل أمرنا بمعرفة سبيل المجرمين حيث قال تعالى: ﴿ولتستبين سبيل المجرمين﴾؛ فالأصل في المسلمين كما قال ابن القيم رحمه الله (فالعاملون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية، فاستبانت لهم السبيلان كما يستبين للسالك الطريق الموصل إلى مقصوده والطريق الموصل إلى الهلكة فهؤلاء أعلم الخلق، وأنفعهم للناس، وأنصحهم لهم، وهم الأدلاء الهداة). الفوائد لابن القيم الجوزية. وخطاب الرسول هو خطاب لأمته، وتستبين معناها تتبين، أي من البيان والتفصيل، وسبيل جاءت نكرة مضافة وهي تفيد العموم، فعلى العاملين للإسلام أن يستبينوا كل سبيل للغرب وأساليبه وأدواته وليكونوا على دراية بها حتى لا يقعوا في مكائده. فهذا عمر فيما روي عنه يقول “لست بالخب ولا الخب يخدعني”.
فالمسلمون، الأصل فيهم أن يتمثلوا هذه المقولة الرائعة “لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني” والمعنى: لستُ بالماكر المُخادع ولكنَّه لا يُمكن أن يخدعه الماكِر المراوغ؛ فليس المُؤمن مُخادعًا غادرًا، كما لا يَسمح لغيره أن يغدر به.
إن اللقاء بدول الكفر وأدواتها جريمة، كيف لا وقد أدركتم هذا بأم أعينكم ومدى تواطؤ دول الكفر عليكم. فهل كانت بريطانيا أو أمريكا تريد للشام خيرا ولثورتها انتصارا أم تريد حرفها عن غايتها وهدفها؟ أليست بريطانيا هي من قضى على دولة الإسلام ومزقت بلاد المسلمين وأقامت العملاء على رقابنا؟ أليست هي من قتلت المسلمين ولا زالت؟ أليست هي أم المكر والدهاء؟
أليس الأولى بنا أن نلجأ إلى الله؟ أليس الله كافيكم؟ ألم ترفع ثورة الشام شعارات “هي لله هي لله” و”ما لنا غيرك يا الله”؟
أيها الثوار! تدبروا أمركم وأعيدوا النظر فيما أنتم فيه. والله إن النصر لن يأتي من أبواب لندن وواشنطن وباريس وإنما من الله وحده، وأذكركم بقوله تعالى ﴿إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان – أبو البراء