Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف “باب المشي إلى الصلاة”

 

 

مع الحديث الشريف

“باب المشي إلى الصلاة”

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في حاشية السندي،  في شرح سنن ابن ماجه “بتصرف”، في باب “باب المشي إلى الصلاة”

حدثنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيْبَةَ حدثنا أبو معاويةَ عنِ الأعمشِ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد لا يَنْهَزُهُ إلا الصلاة، لا يريد إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه”.

قوله (لا يَنْهَزُهُ) من نَهَزَ بالزاي الْمُعْجَمَةِ كمنع لا يدفعه من بيته ولا يخرجه إلا الصلاة، وجملة لا يريد إلا الصلاة كالتفسير لهذه الجملة بحسب المعنى. قوله (ما كانت الصلاة تحبسه) أي ما دام في المسجد قاعدا لأجلها.

إن الله سبحانه وتعالى وضع لهذه الأمة أحكاما تسعدها إن التزمت هي بها، وتجعلها تعيش في شقاء إن هي فرّطت بها، ومن هذه الأحكام الصلاة ومتعلقاتها، فبمجرد الشروع في الوضوء يبدأ (عدّاد) الحسنات في العمل، وإذا فرغ منه وبدأ المشي إلى المسجد، ففي كل خطوة له تسجل حسنة وتوضع عنه سيئة، وإذا انتظر الصلاة فهو في صلاة، وإذا سلّم على أخيه بعدها فله أجر أيضا، وله ما له من الحسنات حتى يعود إلى بيته.

أيها المسلمون: إذا كان هذا حال المسلم في الصلاة، فكيف بحاله في سائر أمور الحياة وهو طائع لله ملتزم بأحكامه، يخشى الله ويخافه، يمزج المادة بالروح في كل أمر من أمور الحياة؟ هنا تكمن السعادة، هذا ما أراده الله تعالى لنا، هكذا يريد لنا ربُّنا سبحانه أن نعيش.

أما ما نراه اليوم من خلاف هذا، فإنما مردّه إلى النظام الذي نعيش فيه، والذي فُرض علينا فرضا من قبل عصابات استولت على الحكم في بلاد المسلمين، أُطلق عليها لقب (حكام)، مارست على الأمة شتى أنواع القهر والظلم، وليس أقلها منع المسلم من ممارسة حقه في الصلاة والمشي إلى المساجد، حتى وصل الأمر ببعض الحكام أن يعتقل من يصلي الفجر في المسجد ويحقق معه، سائلا إياه عن السبب الذي دفعه للقيام بهذا الجهد العظيم، وعن الجماعة التي ينتمي إليها، بل تطورت الأمور عند بعض الحكام فقام بإلزام المسلمين في بلاده بصلاة الجمعة في مسجد معين بحسب المنطقة ومكان السكن، وذلك من خلال بطاقات خاصة وُزعت على المصلين، ما دفع المسلمين لأن يخرجوا عليه بسبب هذا الظلم وغيره، ليسقطوه من عليائه، ليولي هاربا تاركا البلد، والأمة اليوم تخرج عن صمتها، وترفع صوتها أن كفى، كفى ظلماً وقهراً وعدواناً وخيانةً وكذباً وفجوراً. وهكذا فقد دار الزمان، وبدأت الأمة تأخذ زمام أمرها وتتولى شؤونها في الصلاة وفي غيرها من أمور الحياة.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يمكن لهذه الأمة أمر دينها، وأن يهيئ لها من يأخذ بيدها نحو العزة والرفعة والمجد قريبا إن شاء الله، اللهم آمين.  

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.