Take a fresh look at your lifestyle.

أيها المسلمون: لقد بلغ وعيد أمريكا منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم أتحاربون دينكم وتقتلون أبناءكم وإخوانكم؟!!

 

 

أيها المسلمون:

 

لقد بلغ وعيد أمريكا منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم

 

أتحاربون دينكم وتقتلون أبناءكم وإخوانكم؟!!

 

 

 

سمعنا ورأينا جميعا ما كان من مؤتمر الرياض وما تمخض عنه من مقترحات لا تخرج عن الرؤية الأمريكية للحل في بلاد الشام، والذي يبقي على النظام وعلمانية الدولة وإن تغير الشخوص كما حدث من قبل في مصر وتونس وغيرهما، ورأينا جموع المشاركين من الداخل والخارج السوري بما في ذلك أزلام النظام الذين منحوا ما لم يمنح لمن لهثوا وراء المؤتمر وباعوا في طريقهم دماء إخوانهم الشهداء من أهل الشام، كل هذا تم تحت رعاية آل سعود وكلاء أمريكا للحل السياسي في بلاد الشام والذين بدأوا بدورهم ومن فورهم واستجابة لسيدهم الذي في البيت الأبيض، فشكلوا حلفا يضم أمثالهم من العبيد وأسموه حلفاً إسلامياً لمحاربة (الإسلام) أقصد الإرهاب، وكأني بهرقل أمريكا ينادي في العبيد كما فعل هرقل الروم يوم اليرموك أن دافعوا عن الصليب وحاربوا المخلصين وامنعوهم من إقامة الخلافة التي تهدد عروشكم وعروشنا وملككم وملكنا، وكأني بالعبيد يجتمعون كما اجتمع الغساسنة سابقا، محاربين للإسلام والمسلمين ومحاولين منع نور الله عز وجل، والله متم نوره ولو كره الكارهون، وكأني بأمريكا وقد تجسدت فيها قريش في عدائها للإسلام والمسلمين تخاطب الأمة فتقول لها كما فعلت قريش من قبل مع رأس النفاق ابن سلول، إنكم تريدون أن تقيموا دولة خلافة إسلامية على منهاج النبوة تقضي على نفوذنا وتقتلع عملاءنا وتنعتق به بلادكم من هيمنتنا وسيطرتنا ويتوقف بها نهبنا لثرواتكم وخيراتكم، فإما أن تقام في الشام دولة علمانية وتبقى تابعة خاضعة لنا وتحت وصايتنا ويبقى على رأسها عملاؤنا في نظام الأسد أو سنأتي إليكم نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم.

 

 

وإنني أرى العربان الآن يمتثلون أوامر السادة وقد جمعهم خوفهم على عروشهم وحقدهم على الإسلام والمسلمين وخشية عودتها خلافة على منهاج النبوة تحاسبهم وسادتهم على ما أجرموا في حق الأمة طوال عقود من الزمن، ظلوا فيها يرتعون في خيرات الأمة بلا حسيب ولا رقيب وكأنها تركة آبائهم وأجدادهم، وهي حق أصيل للأمة سنحاسبهم عليها قريبا إن شاء الله مع خليفة المسلمين القادم.

وإننا نقولها لهم ولجيوش الأمة التي تقاتل تحت رايتهم العمية دون نظر وتعقل، نقولها كما ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بلغه استجابة ابن سلول ومشركي المدينة لكتاب مكة فخرجوا لقتال المسلمين فكان قوله العظيم لهم «لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم»‏، فلما سمعوا ذلك تفرقوا‏ عن ابن سلول، فما قولكم أيها الضباط والجنود في جيوش الأمة؟! وقد تفرق المشركون عبدة الأوثان ورفضوا قتل أبنائهم وإخوانهم، فكيف بكم تقتلون أبناءكم وإخوانكم وبني دينكم خدمة لمصالح أمريكا وحماية لعروش حكام عملاء خانوا الله ورسوله؟

 

 

أيها الضباط والجنود! إنكم أبناء هذه الأمة وعدّتها ودرع حمايتها، دوركم هو حماية الإسلام والمسلمين والذود عن مقدسات الأمة، وواجبكم الآن والذي لا ينفك من أعناقكم والذي به وحده تنعتق رقابكم، هو نصرتكم المستضعفين من أبناء الأمة وخاصة أهل الشام ونصرة ثورتهم وتمكينهم من تحقيق غايتهم وأهداف ثورتهم التي أعلنوها وسالت منهم الدماء الزكية في سبيلها؛ خلافة على منهاج النبوة، وأن ترفعوا معهم راية الإسلام راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أن تحاربوها وتحاربوهم وتنعتوهم وتنعتوا حاملي راية رسولكم بالإرهاب، وتسعوا لقتاله وإجباره على التخلي عن الإسلام ودولته وقبول العلمانية ودولتها، فانصروا الله ورسوله، وكونوا عونا لأولياء الله لا سلاحا مسلطا عليهم من قبل أعداء الأمة وأعدائكم.

 

 

أيها المسلمون! إن حكامكم كالدمى يحركهم الغرب الكافر كيفما شاء ووقتما شاء ولم يعد أمرهم يخفى على ذي عينين، فها هم في كل موقع وموقف يناقشون ويتابعون ما يدور ويدار ويحاك للأمة ويرتبون ما يقوم به العبيد، فهذا “مايكل رتني” المبعوث الخاص لأمريكا في ‏مؤتمر الرياض، تماما كما حضر روبرت فورد اجتماع الدوحة الذي تمخض عنه الائتلاف سابقاً، وكما ناقش جون كيري لاحقا في موسكو مستقبل بشار الأسد وعملية السلام في سوريا، حتى إننا لم نعد نرى العبيد ولا نشعر بوجودهم أمام تحركات سادتهم، وكأن بلادنا قد أصبحت مرتعا لهم وجزءًا من أملاكهم وكأن ثرواتنا حق من حقوقهم، وكأننا في مسرح للعرائس والدمى وقد أصبح محركو الدمى أمام المسرح حتى حجبوها عن رؤية المشاهدين. فها نحن نرى محركي المشهد أكثر مما نرى العبيد النواطير خدم الغرب الكافر والذين سيضحي بهم قريبا فاراً بنفسه لينجو من عقاب دولة الخلافة القادمة، ولا أرى له نجاة فلن تبقي الخلافة القادمة لهم دياراً.

 

 

أيها المسلمون! إن جيوش الأمة هم إخوانكم وأبناؤكم وعشيرتكم وأهليكم وهم منكم وأنتم منهم فكونوا لهم ناصحين على ألا تصيب أيديهم دم امرئ مسلم، وأن يكونوا نصراً للأمة وما يعيد لها عزها وكرامتها وسيادتها وينهي سنين تبعيتها للغرب الكافر، وهو مشروع الأمة المنبثق عن عقيدتها والموافق لفطرتها، والذي به تستأنف حياتها الإسلامية وتحكم بشرع ربها كاملا شاملا غير منقوص من خلال خلافة على منهاج النبوة، فليكونوا هم أنصاره وحماته كما كان أنصار الأمس سعد وأسعد وأسيد عسى الله أن يجعل حلفهم حلفا للأمة لا حلفا عليها فينقلبوا على أصحاب العروش والكروش المتخمة من أموال الأمة وأقواتها فيحطموا العروش ويقيموا على أنقاضها دولة واحدة تنعتق بها بلادنا من ربقة الغرب الكافر، وتجمع المسلمين في دولة واحدة خلافة على منهاج النبوة ترضي الله ورسوله وتقيم العدل في الأرض، فحرضوا أبناءكم في الجيوش على قطع حبالهم بالحكام الخونة ووصلها بمن يحملون مشروع الخلافة على منهاج النبوة العاملين لها واصلين ليلهم بنهارهم؛ إخوانكم في حزب التحرير؛ فهم وحدهم من يملكون القدرة والجاهزية على تطبيق الإسلام من فورهم بما لديهم من مشروع كامل لتطبيق الإسلام ومن الآن، ولكونهم الرائد الذي لا يكذب أهله فما كذبوا الأمة منذ نشأتهم إلى الآن بل يشهد تاريخهم على صدقهم مع الأمة ورعايتهم لشئونها وفضحهم لخونتها والمتآمرين عليها، ويشهد لهم التاريخ بوعيهم السياسي الفذ الذي يجعل منهم قادة وساسة قادرين على هزيمة الغرب الكافر في الصراع السياسي، ولا أدل على نجاحهم في هذا من فشل أمريكا في الشام وعدم قدرتها على سرقة ثورتها كما فعلت مع باقي الثورات، فأمريكا في مأزق شديد والشام ينطق بذلك ووعي أهل الشام والمخلصين من أبناء الأمة هناك يفشل كل مؤامرات أمريكا الواحدة تلو الأخرى، وقد أوشك الفجر على البزوغ وآن أوان الخلافة الثانية على منهاج النبوة، فاحرصوا على اللحاق بركبها ونيل شرف العمل مع العاملين لها فلن يستوي العاملون لها مع المصفقين لها حال قيامها، واسألوا الله فضل قيامها بكم ومعكم ورفع رايتها فهو والله عز الدنيا والآخرة.

 

 

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عبد الله عبد الرحمن

 

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

2015_12_21_Art_O_Muslims_do_not_fight_your_religion_AR_OK.pdf