ماذا يعني الوعي السياسي عند المجاهدين؟
الوعي السياسي هو محور فكر المسلم بل هو حياته في الدنيا والآخرة؛ فمن كان عنده الوعي السياسي فسوف يعرف موقعه من الإعراب ويحسن التصرف في كل مهمة توكل إليه؛ جهادية أو دعوية أو سياسية.
بينما من لم يكن عنده الوعي السياسي فسوف يسيء التصرف ويحسب أنه يحسن صنعا؛ فالعسكري والمجاهد في القتال إن لم يربط زناد بندقيته بيد السياسي فسوف يستخدم قوته إلى أقصاها وتذهب قوته أدراج الرياح خاصة إذا كان السياسي يحتاج إلى قسم من قوة العسكري هذا أو المجاهد في مكان آخر ليحصل النصر المؤزر، فاندفاع العسكري بقوته دون توجيه السياسي قد يحصل منه نصر ضعيف أو قد لا يحصل نصر، بل قد يكون هذا الاندفاع من العسكري أو المجاهد باستخدام القوة دون الرجوع إلى السياسي فيه خسارة كبيرة والأمثلة تملأ كتب السيرة والتاريخ، ومنها:
ترك المسلمين موقعهم من على الجبل في معركة أحد والذي قلب موازين المعركة من انتصار للمسلمين إلى خسارتهم وإهدار لدماء لم يحسب لها حساب، فعدم طاعتهم لأوامر القائد والسياسي عليه الصلاة والسلام الذي أمرهم بالبقاء في هذا المكان والنزول عند عقليتهم العسكرية فقط أوحت إليهم أن المعركة قد انتهت فنزلوا وكان ما كان.
وفي صلح الحديبية وقّع عليه الصلاة والسلام على شروط الصلح، ولكن العسكري القوي الذي يريد أن يجاهد بقوته عمر بن الخطاب رضي الله عنه اعترض وكاد أن يخرق شروط الصلح لولا طاعته لرسول الله e.
فالسياسي عقلية مخططة، والعسكري قوة بيد السياسي، فإذا خرج العسكري من يد السياسي كانت النتائج التي يحصل عليها لوحده غير مرجوة، وهي غير النتائج التي يحصل عليها من قبل العسكري والسياسي في الوقت نفسه.
وفقنا الله تعالى جميعاً في خدمة الإسلام ودعوته.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله محمود
2015_12_22_Art_Political_awareness_among_the_Mujahideen_AR_NOT_OK.pdf