“التطبيع” مع كيان يهود
هل هذا ما يُفترض على حكام المسلمين تحقيقه؟
(مترجم)
الخبر:
توصلت تركيا إلى اتفاق مع كيان يهود… التطبيع هو البداية… هناك حاجة للتطبيع… وهكذا، وقد توافقت تركيا مع كيان يهود على المواضيع الخمسة التالية: (على الرغم من أن السلطات التركية تدعي عدم التوصل لاتفاق حقيقي حتى الآن…)
1- تعويضات حادثة قافلة مرمرة: سيدفع كيان يهود 20 مليون دولار تعويضًا عن الغارة التي شنها يهود عام 2010، حيث خسر فيها عشرة من أبناء تركيا حياتهم، وسيتم نقل هذه الأموال إلى صندوق خاص لتدفع بعد ذلك لأسر القتلى والمصابين.
2- إعادة سفيري البلدين.
3- إسقاط تركيا جميع القضايا المرفوعة ضد كيان يهود. وسيعمل البرلمان التركي على تمرير قانون من شأنه أن يلغي جميع الادعاءات والمطالبات القانونية.
4- تقليص نشاطات حماس بشكل عام في تركيا. وطرد الشخصية البارزة في الجناح العسكري لحركة حماس، صالح عاروري، والمتهم بخطف وقتل “واحد أو اثنين” من جنود كيان يهود، من تركيا.
5- شراء تركيا للغاز الطبيعي من كيان يهود، ومد خط أنابيب الغاز إلى أوروبا من أجل تصدير الغاز إليها.
التعليق:
تم إعلان هذا الاتفاق بعد مرور يومين فقط على تصريح أردوغان التالي: “هناك الكثير من المكاسب من هذا العرض الذي قدم لنا، و”لإسرائيل” ولفلسطين. كما أن المنطقة تحتاج هكذا اتفاق. كما أنني لا أعتقد بأن الجمهور “الإسرائيلي” مسرور بوضع العلاقات في الحالة الراهنة. ليس هناك حاجة لذكر فلسطين. إن هذا لا ينبغي أن يقتصر على الإرادة الشخصية.
فنحن بحاجة إلى النظر في مصالح شعوب المنطقة وإحلال السلام إليها في أقرب وقت ممكن”.
ماذا سنجني نحن وفلسطين من عملية التطبيع هذه؟
سوف نجني ما مجموعه 20 مليون دولار لعشرة من أهلنا الذين استشهدوا! 20 مليون دولار مبلغ قد يعتبر مكسبًا كبيرًا إذا ما نظرنا إلى القيمة الزهيدة لدماء المسلمين… للأسف، فهؤلاء النسوة اللاتي يستشهدن يوميًا والأطفال والشباب في فلسطين، لن يحققوا لنا ولا سنتًا أحمر من الربح… وعلاوةً على ذلك، فمن أجل منع تخصيص الحصص، لن يدفع المال لأصحاب الدم، ولكن سيوضع في صندوق.
شعب كيان يهود غير المسرور من الوضع الحالي…
طبعًا هم ليسوا كذلك. ولذلك نراهم يداهمون المسجد الأقصى المبارك، وينجسونه، ويعتدون على أطفال المسلمين الذين يقعون تحت أيديهم، ويلاحقونهم بإطلاق الكلاب عليهم، ويدَعون أطفالهم يضربون أطفال المسلمين يوميًا. وأحيانا يحرقون الشباب المسلم وهم أحياء. وفي أحيان أخرى يعدمون فتيات المدارس وهن في طريقهن إلى مدارسهن أمام الجميع في وسط الشارع. يهدمون منازل المسلمين. ولا يشبعهم ذلك كله. ولكن جمهورية تركيا تهرول لإرضائهم: فستعمل الجمعية الوطنية الكبرى على إسقاط القضايا المرفوعة ضد كيان يهود وستمنع تمرير القانون بكل وسيلة ممكنة. في الواقع، كان من المفروض أن يكون شعب كيان يهود قد شعر بالرضا بالفعل، فمحاكم الجمهورية التركية لم تبلغ الإنتربول بأسماء الأربعة مسؤولين اليهود الصهاينة حتى، على الرغم من أنهم قرروا تقديم مذكرات ضدهم، منذ ما يقرب من عامين. ولكن كيان يهود لا يرضى بهكذا ترهات قليلة. هم يريدون أعمالاً أكثر عمقًا ووضوحًا…
سنعمل على تعزيز السلام في الشرق الأوسط:
وسنحقق ذلك من خلال الحد من نشاطات حماس في تركيا. وبخاصة، إذا ما كانت لنا يد في تسليم هذا الإرهابي الذي كان مسؤولاً عن قتل هؤلاء الجنود اليهود الأبرياء، فبذلك سنضمن ونعزز السلام في الشرق الأوسط بالتأكيد. انظروا! يا له من أمر لطيف نجنيه. ستنجح الجمهورية التركية وحدها في تحقيق ما عجز العالم كله عن تحقيقه من خلال هذا “التطبيع”.
وسيعود علينا اتفاق الغاز الطبيعي بالفائدة:
إذا ما قامت روسيا بنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا خلال فترة الفوضى هذه، لأنه سيتعين عليها أن تتراجع فيما قالته. ونحن لن نرضى بإهانة صديقنا الروسي. فلنكن نحن من سينقل الغاز الطبيعي من كيان يهود إلى أوروبا. مسكين كيان يهود، هو فعلا يمر بورطة مالية، كون المسلمين في جميع أنحاء العالم وخاصةً في تركيا لا يشربون الكوكاكولا. فلنساعدهم على كسب القليل من المال. ونحن كأمة “لا تشرب الكوكاكولا”، فلندفئ أجسادنا “بالغاز الطبيعي من كيان يهود”.
عذرًا، هل قلتَ شيئا؟؟؟ هل قلت بأن دم المسلم يساوي أكثر من 20 مليون دولار؟؟؟ وأن من يجب أن يقولوا قولتهم وأن يسمع لقولهم في حادثة مافي مرمرة هم “أصحاب الدم”؟؟ وأن على قتلة حادثة مافي مرمرة أن يعاقبوا بغض النظر عن العواقب؟؟ أحد قادة حماس لجأ إلى تركيا، إلى بلد مسلم. هل قلتَ أن المسلم أخو المسلم لا يُسلِمه لعدوه؟؟؟ أو أن الغاز الطبيعي الذي يبيعه كيان يهود هو في الحقيقة ملك لأهل فلسطين والمسلمين؟؟؟ ماذا عن مقولة “تركيا لن تكون أبدا صديقة لـ”إسرائيل”” يا (داوود أوغلو)؟؟؟ حتى ذلك الحين دعونا نتذكر هذه الجملة أيضا:
هذا المكان لا ينبغي أن يكون مقتصرًا على إرادتهم الشخصية… وهذه ترجمتها:
“دعونا لا نقرر وفقًا لإرادتنا الشخصية” فإن كان هنالك أية كلمة حقيقة، فهي فعلاً هذه الكلمة الأخيرة!
فيا أمة الإسلام! لا يمكن أن تستمروا في الاعتقاد بأن هؤلاء القادة الذين يستندون إلى أصواتكم، وتستندون إليهم، الذين كنتم على استعداد في مرة للبس الأكفان في سبيلهم، لا يزالون يمثلون مصالح المسلمين، أو أنهم من كنتم ترغبون أن يكونوا في أعماق قلوبكم؟! هل تعتقدون حقًا بأنهم يعملون على تهيئة الظروف لتكون حياتكم كريمة مزدهرة، تمارسون عبادتكم وتعيشون ضمن القيم الإسلامية بأمان واطمئنان؟ هل تعتقدون حقًا بأنهم يعملون على تهيئة النظام وإعداده ليعيد اللحمة بين مسلمي الأقصى وباقي مسلمي العالم؟ إن كان هؤلاء القادة والحكام، الذين تقولون أنهم يحضّرون سرًا لإقامة الخلافة، صادقين حقًا، ألن يتورعوا عن لعب مثل هذه اللعبة؟ والله إنهم يخدعونكم! الوحيدون الذين لا يريدون خداعا، هم أصحاب هذا النظام الذين أعطوهم مقاعدهم في الحكم. إنهم يحسبون الحسبة ويقدرونها ثم يقررونها… ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾.
إن هنالك قادة حقيقيين لن يخدعوكم، قادة يبقون عند كلامهم، على الرغم من التهديد والهجوم بكل أنواعه وأشكاله… قادة لم يغيروا ولم يبدلوا في كلامهم ولم يناقضوا أقوالهم منذ أول عهدهم وخلال 62 عامًا إلى يومنا هذا.. قادة حقيقيين، يكافحون ليل نهار، يقفون في وجه جميع التحديات بل ويقدمون أنفسهم رخيصة فيستشهدون في سبيل إيصال الأمة إلى المكانة التي تستحقها، المكانة التي تستحقونها يا أبناء الأمة منذ وقت طويل… هؤلاء القادة هم شباب حزب التحرير.. الحزب الذي يعمل بشكل علني ثابت على الحق، يعمل مع الأمة ومن خلالها، من أجل إقامة دولة خلافة حقيقية، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة إن شاء الله. ﴿أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾؟!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك