من سيبعد الوصاية عن اليمن وعن بلاد المسلمين
الخبر:
أوردت صحيفة اليمن اليوم اليومية الصادرة في اليمن في عددها 1233 يوم الأحد 20 كانون الأول/ديسمبر الجاري خبرا بعنوان “5 أيام من المفاوضات بلا أفق” جاء فيه “هذا وكانت جلسة بعد الظهر قد اقتصرت على رؤساء الوفود: محمد عبد السلام وعارف الزوكا من وفد القوى الوطنية، وعبد الملك المخلافي، وأحمد بن دغر من وفد الرياض، بحضور إسماعيل ولد الشيخ، وهناك مقترحات عملية يتم مناقشتها.
وكان ولد الشيخ قد أبلغ المتفاوضين صباح أمس، أنه أجرى لقاءات مطولة، ظهر أمس الأول وحتى الليل، مع السفراء الأجانب المتواجدين في مدينة بييل بالقرب من مقر المفاوضات طالبا منهم التدخل لتسهيل عمله، ومحاولة إنقاذ المفاوضات من الفشل، وأن اتصالات عالية شارك فيها رؤساء دول، أبرزهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، من أجل التوصل إلى بعض الحلول، التي تسهل ترحيل البنود الأخرى إلى جولات لاحقة”.
التعليق:
إن جلسة إسماعيل ولد الشيخ التي عقدها مع رؤساء الوفود يوم السبت 2015/12/19م تأتي عقب لقاءاته المطولة مع السفراء الأجانب الذين حضروا خصيصا إلى مدينة بييل السويسرية لإدارة دفة المفاوضات عن قرب؛ إذ هم المفاوضون الحقيقيون وليس من يقعدون وراء الطاولات وأمام الكاميرات. وإن كان الخبر قد حرص على إخفاء هوية السفراء الغربيين المتواجدين بالقرب من مكان المفاوضات بمدينة بييل، وأبرز أوباما وحده من بين الرؤساء المتصلين فهذا يعني أن أمريكا تعد طرفاً من أطراف التفاوض في مفاوضات بييل، أما الطرف الآخر فهم البريطانيون الذين سيحضرون بأنفسهم أو بمن سيدفعونهم من الأوروبيين نيابة عنهم حتى لا يظهروا هم في الصورة.
حرص الحوثيون منذ أن أدخلهم المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر في 2014/09/21م بتوقيع اتفاق السلم والشراكة، حرصوا على الظهور بأن ليس لهم ارتباطات بالدول الغربية خصوصا راعيتهم أمريكا التي يرفعون شعار الموت لها! وأن عهدهم في الحكم هو نهاية للوصاية على اليمن. إلا أنهم دعوا مرارا الأمم المتحدة للتدخل في الصراع الدائر في اليمن، ووجه محمد علي الحوثي الرسائل تترى لبان كي مون لتحمل المسئولية عما يدور في اليمن. كما أنهم كانوا من المصارعين للذهاب إلى مؤتمرات جنيف منذ بدأت الأمم المتحدة في الترتيب لها منذ شهر نيسان/أبريل 2015م. فالذهاب إلى جنيف في حد ذاته هو من استمرار الوصاية على اليمن.
إن من يريد إنهاء الوصاية على اليمن ليس عليه رفع الشعارات هنا وهناك، بل عليه أن يدرك معنى رفع الوصاية أولا ثم يعمل على رفعها لا على استمرارها أو تبديلها بجعلها أمريكية بدلا من البريطانية، وبأيدٍ إيرانية بدلا عن السعودية.
إن إنهاء الوصاية على اليمن أمر ممكن في حالة واحدة فقط، هي أن يعود الناس إلى دينهم ليحكموا به ويستأنفوا الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ويبايعوا خليفة على الحكم بالإسلام وتوحيد بلاد المسلمين في ظل راية العقاب ويقتلعوا النفوذ السياسي للدول الغربية من اليمن ومن بلاد المسلمين ناهيك عن رفع الوصاية عنها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس