الإصغاء لحملة الدعوة من شباب حزب التحرير هو السبيل للحفاظ على نقاء الثورة وتحقيق غايتها بإقامة الخلافة على منهاج النبوة
الإصغاء لحملة الدعوة من شباب حزب التحرير هو السبيل
للحفاظ على نقاء الثورة وتحقيق غايتها بإقامة الخلافة على منهاج النبوة
الخبر:
تحت عنوان “روسيا المستفيد الوحيد من خطة سلام سوريا”، قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تنازلت عن موقفها بضرورة رحيل بشار الأسد لتحصل على دعم روسيا للخطة الأممية للسلام في سوريا؛ التي لا تعني أي شيء ولن تسفر عن أي شيء غير المكاسب الكبيرة التي ستحصل عليها روسيا… أما روسيا، فلها أن تسعد لأن تدخلها في سوريا أحدث لها اختراقًا مشهودًا في علاقاتها مع الغرب، فإيطاليا مترددة الآن في تمديد العقوبات ضد موسكو جزئيا بسبب العلاقات بين شركة (إيني) الإيطالية للنفط وشركة (غازبروم) الروسية، كما أن فرنسا أصبحت تنفر من هذه العقوبات وتتساءل كيف لها أن تطلب المساعدة للحرب ضد “الإرهاب” من بلاد تخضع لعقوباتها… وتعتبر هذه الخطة انتصارًا، لأن سوريا ستحصل بموجبها على وقف لإطلاق النار، وانتقال سياسي، ونظام حكم غير طائفي يمثل الجميع، وانتخابات حرة ونزيهة، ودستور جديد، وكل ذلك خلال 18 شهرًا فقط.
التعليق:
لا نفضح سرًا إن قلنا أن سوريا ومختلف بلاد المسلمين أصبحت من “جمهوريات الموز” التي يعبث فيها كل لئيم، يكيد للإسلام والمسلمين، ولا يقيم وزنًا لا لسكانها ولا لدينهم ولا لغاياتهم أو يرسم مستقبلهم كما يحلو لهم، وخصوصًا إن كان الأمر متعلقًا بربط مستقبل تلك البلدان بالإسلام؛ لذلك ترى كل دولة غربية استعمارية طامعة في بلاد المسلمين تضع الإسلام وربطه بمستقبل بلاد المسلمين خصمًا استراتيجيًا لها، فلا تسمح أن يحصل هذا الربط من أهل تلك البلدان؛ لذلك تستخدم تلك الدول الاستعمارية الصليبية الغربية شتى الطرق، العسكرية، والسياسية، والاستخباراتية، وما لم يكن عند أهل سوريا – وخصوصًا الثوار منهم – الوعي السياسي والعسكري واليقظة على ما يُحاك ضد أمتهم، فإن الغرب بتلك الطرق اللئيمة سيظل يستنزف قدراتهم حتى يُبادوا ويدمر بلدهم وتذهب تضحياتهم أدراج الرياح لا قدر الله. فعدوهم الحلف الصليبي ومن لف لفيفه ليس خصمًا للمسلمين فحسب، بل هو خصم لجنس البشرية جمعاء، فلم يمر على البشرية حضارة لا تقيم وزنًا للبشر أكثر من هذه الحضارة الغربية العلمانية الرأسمالية الديمقراطية، وقد لخص هذا المعنى “المفكر” الأمريكي الياباني الأصل (فوكوياما) في كتاب “نهاية التاريخ”، حيث وصف البشر غير “النخب” الغربية “بالبشرية الزائدة” التي يجب التعامل معها بعدة أساليب، ومنها بالإبادة!
إن أمر ثورة الشام هو أمر جلل، وهو يتعدى مصير بلد إلى مصير أمة بأكملها، ومستقبل للبشرية، وإنقاذها من الحضارة الغربية المجرمة، لذلك فإنه ما لم تتم قيادة الثورة من قبل الواعين على مجريات الأحداث والأطراف المتآمرة، الواعين على حقيقة التحالف الدولي ضد الإسلام والمسلمين، الواعين على البديل الحضاري الذي يتعدى الأمة إلى البشرية، فإن العاقبة ستكون وخيمة، وستدفع الأمة ثمنها والبشرية جمعاء. لذلك يجب على المخلصين في ثورة الشام إعطاء قيادتهم لحزب التحرير والإصغاء لشبابه، في إدارة الثورة والتعامل مع تحدياتها، حتى يهزم ﴿الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾، فحزب التحرير هو بحق الرائد الذي يخلص النصيحة والرأي السديد لأهله، ويجب على شباب الحزب عدم الاستحياء من إعطاء الرأي للثوار على وجه الإلزام، وبغير هذا فإن العابثين اللئام سيظلون يعبثون بهذه الأمة، وستظل الثورة تدور في حلقة الاستنزاف. فليتدارك الثوار أمرهم قبل فوات الأوان، وليفرض شباب حزب التحرير أنفسهم على الثورة والثوار كقادة وحيدين لها، والله من وراء القصد، ﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان