إمام الحرمين يثني على الملك في عمالته وخدمته لسياسات أمريكا!!
إمام الحرمين يثني على الملك في عمالته وخدمته لسياسات أمريكا!!
الخبر:
دعا الشيخ د. خالد الغامدي إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين إلى دفع الظلم الواقع على إخوانهم في فلسطين وسوريا واليمن، ودحر الإرهاب والتطرف.
وأثنى الغامدي على جهود السعودية في نصرة قضايا العرب والمسلمين بعاصفة حزم تارة، وبالتحالف الإسلامي تارة أخرى، مشيدا بخطاب الملك سلمان الأخير والذي أكد فيه دعمه لنصرة قضايا العرب والمسلمين في المحافل الدولية.
وحذّر الغامدي من إرجاف المرجفين الذين يسعون لتشتيت الجهود وبعثرة النجاحات، مطالبا أصحاب الأقلام والكتبة في وسائل الإعلام المختلفة وشبكات التواصل بالقيام بالعدل والإنصاف، وبأن يكونوا صفا واحدا مع حكامهم وعلمائهم وبلادهم، واصفا ذلك بالواجب الشرعي عليهم.
التعليق:
ما زال من الخطباء الذين ينصبهم الحكام على منابر رسول الله أبواق دعاية لهم ولحكمهم مستدلين بآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول e في غير موضع لا لإثبات حق. وما منبر الحرم الذي جعله آل سعود خدمة لهم ولسياساتهم بالدعاية والتبرير وتضليل الناس عن الإعراض عن ظلمه وارتمائه في حضن العمالة للغرب وخدمة أجنداته السياسية، وفي هذا الإطار كان ثناء الغامدي على خطاب سلمان وعلى تشكيله للتحالف الذي أعطوه صفة الإسلامي.
هل غفل إمام الحرمين عن الجرائم التي ينفذها نظام آل سعود من قتل وسفك لدماء الأبرياء في اليمن بدعوى محاربة الحوثيين؟ هل غفل عن أن عاصفة الحزم هذه لم توجه ضد الصهاينة المغتصبين؟ هل غفل عن جعل بلاد الحرمين أرضا تنفذ فيها المؤامرات على فلسطين واليمن وأخيرا على ثورة الشام؟ هل غفل عن التفريط في ثروات الأمة ومقدراتها لصالح القوى الاستعمارية؟
إن توجيه الخطاب للمسلمين بأن ينصروا أهلهم في فلسطين وسوريا واليمن هو أمر ضروري ولكن الاكتفاء به يصبح كلاما لذر الرماد على العيون لأن الخطاب يجب أن يوجه للجيوش كي تتحرك وتقف على مشارف الأقصى وتحرره من ظلم كيان يهود وتسقط بنفسها بشار وترد الحوثيين عن ظلمهم وسفكهم للدماء خدمة لنظام إيران وأمريكا من خلفها، وتضرب على يد النظام في اليمن الذي يفتك بشعبه خدمة لبريطانيا، لا أن يثني على تشكيل تحالف أعلن ليضم أكثر من 34 دولة من بلاد المسلمين لتحارب في إطار المشروع الأمريكي تحت عنوان محاربة الإرهاب!
إن إمامة الناس واعتلاء منبر رسول الله خاصة في حرمه المكي لهي أمانة وتقتضي قول كلمة الحق والصدع بها بما تحمله من كشف لخيانات الحكام وتوجيه النداء للجيوش وتحميلها مسؤولية نصرة الأمة وتحريرها من الاستعمار.
إن نصرة المسلمين تكون بإقامة دولة لهم تجمع شتاتهم وتوحد غاياتهم وترفع رايتهم فتمنع الظلم عنهم، وعلى العلماء والخطباء والدعاة أن يعملوا مع أمتهم في ذلك وأن يكونوا كمن سبقهم ورثة للأنبياء، أمثال العز بن عبد السلام الذي استنهض الناس وحرك فيهم نخوة المسلم في أثناء غزو التتار وحملتهم على البلاد الإسلامية آنذاك والإمام أحمد بن حنبل الذي ضرب أروع الأمثلة في محاسبة الحكام حتى قال مقولته المشهورة التي تكتب بمداد من ذهب (إذا أجاب العالم تقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟!)، وبالرغم من استغلال الحكام شيوخا كانت لهم العمامة دلالة وحيدة للإمامة، إلا أنه يوجد في الأمة علماء أتقياء أنقياء عاملون مخلصون، أخذوا على عاتقهم إنقاذ أمتهم مما تعانيه والسير بها نحو العلا قدماً ولن تثنيهم بعون الله دعوات المضللين من شيوخ السلاطين والمبيضين لعمالتهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس محمد ياسين
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس