Take a fresh look at your lifestyle.

النخبة الباكستانية (مترجم)

 

 

النخبة الباكستانية

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2015، أن طفلة في الشهر العاشر من عمرها، تدعى بسمة فيصل البلوشي، توفيت في مستشفى كراتشي المدني في باكستان. وقالت الهيئة أن الطفلة تأخرت في تلقي العلاج الطبي لصعوبات التنفس التي كانت تعاني منها لأكثر من ساعة، وذلك بسبب الزيارة التي قام بها رئيس حزب الشعب الباكستاني بيلاوال بوتو. وأثار الحادث إدانة دولية، لا سيما في مجموعات وسائل الإعلام البديلة في باكستان حيث كانت هناك انتقادات متزايدة من ثقافة نخبة الشخصيات المهمة جداً في باكستان حيث يتم إهمال احتياجات أولئك الذين لا يرتبطون بالحكومة. وذكر الأطباء أنه كان من الممكن إنقاذ الطفلة الصغيرة لو تقدم وصولها إلى المستشفى بـ10 دقائق فقط.

 

التعليق:

 

الحالة المأساوية لوفاة الطفلة بسمة هي واحدة فقط من العديد من الجرائم ضد شعب باكستان والتي تكون فيها النخبة الحاكمة هي المذنبة. إن حقيقة أن هناك تقسيماً واضحاً بين مسلمين أكثر وأقل أهمية هو دليل على المرض الأساسي الذي ابتلي به المناخ السياسي في باكستان. ولزيادة الطين بلة، قدم حزب بيلاوال لوالد الطفلة المكلوم “وظيفة” كوسيلة لـ’تعويضه’ عن فقدان ابنته الحبيبة الوحيدة! مثل هذه الأعمال تنطق بالفساد وثقافة المصلحة الذاتية التي تحرك القيادة الباكستانية. ففي عام 2010 أجبرت امرأة على الولادة في عربة يد عندما أغلقت الطرق المؤدية إلى المستشفى بسبب وجود الرئيس حينها، آصف علي زرداري، في المنطقة. وكان شقيق المرأة، محمد ياسين، قد قال لوسائل الإعلام في ذلك الوقت: “ناشدنا رجال الشرطة بأنها كانت حالة طوارئ لكنهم رفضوا، وأشاروا إلى الأوامر التي توجب عدم السماح لأحد بالتحرك حتى مغادرة الرئيس”. هذه الأمثلة من جعل الامتياز فوق حياة وسلامة الشعب هي معروفة وموثقة في جميع أنحاء القيادة الاستبدادية للدمى التي تم تنصيبها في السلطة في كل البلاد الإسلامية. حيث تحدث في السعودية وفيات سنويا عندما يتم إغلاق الممرات بسبب دخول العائلة المالكة مناطق الحرم.

 

إن هذه الثقافة النخبوية من الناس في مراكز السلطة لا علاقة لها بالسياسة في الإسلام. وإذا درسنا الحياة المتواضعة البسيطة للخلفاء الراشدين السابقين، مثل حياة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، نرى أنها تجسد كل ما هو مناقض لعقليات الجشعين الجياع للسلطة من الساسة العلمانيين اليوم. فعندما ولي أبو بكر الصديق الخلافة قال قولته الشهيرة: “أيُّها الناس، قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حقٍّ فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسدِّدوني. أطيعوني ما أطعتُ الله ورسوله فيكم، فإذا عصيتُه فلا طاعة لي عليكم”. هذه الكلمات تجسد التعليمات التي جاءت في الحديث الذي يأمر بأهمية التقيد بطريقة القيادة العادلة المتواضعة. فقد جسّد رضي الله عنه ومن بعده من الخلفاء الحديث الشريف الذي رواه إياد بن حمار (رضي الله عنه) عن رسول الله e الذي قال: «إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد».

 

فقط بعودة النموذج السياسي الإسلامي الحقيقي، في شكل الخلافة على منهاج نبينا محمد e، سيكون لدينا قادة يعملون وفقا لهذه المبادئ النبيلة وسوف ينتهي ظلم أنانيتهم وتبعيتهم لأجندات السياسة الغربية.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عمرانة محمد

2015_12_29_TLK_1_OK.pdf