انشروا الأمل والتوكل وليس اليأس
(مترجم)
الخبر:
كل بضع دقائق على مدار اليوم، نشاهد على شاشات التلفزيون والهواتف الذكية والإنترنت آخر الأخبار ومقاطع الفيديو التي تبين الكوارث التي تواجهها الأمة في المناطق التي نعيش فيها وفي كل أنحاء العالم. فنشاهد آخر المجازر في سوريا، وآخر الاعتداءات اللفظية على امرأة مسلمة في حافلة في لندن، وآخر سياسات الحكومة البريطانية التي تستهدف مساجدنا ومدارسنا الإسلامية. إن هذا الكم الهائل من الأخبار السيئة ومن خلال إعادة إرسالها قد تقود البعض إلى اليأس وبالتالي يقررون الصمت وحتى ربما يقودهم إلى تغيير سلوكهم والتزامهم بالإسلام – وذلك نظرًا لعدم القدرة على إبصار طريق للخروج من المحن التي نواجهها على مختلف الأصعدة.
التعليق:
إن القدرة – عبر وسائل الإعلام الإلكترونية والهواتف الذكية – على إعادة إرسال الأخبار المؤلمة التي تكشف عن آخر المؤامرات والهجمات والسياسات ضد الإسلام والمسلمين قد تقود البعض إلى اليأس. وفي يوم واحد قد يستقبل البعض منا كمًا كبيرًا من فيديوهات الأخبار المؤلمة لدرجة أنها يمكن أن تصيب البعض بالقعود واليأس. ويبدو أنها تؤكد بشكل أكبر على قوة أعدائنا وحجم العجز الذي نرزح تحته، فهل هذا هو الغرض المطلوب؟
عندما كان النبي e مع أبي بكر رضي الله عنه أثناء الهجرة، كان الواقع محبطًا بالفعل. وكانت قريش قد قررت القضاء عليه، وكان الذين يلاحقونهم عند باب الغار مما جعل أبا بكر يحزن ويقلق بشكل كبير. وبدلًا من تضخيم قلق أبي بكر بالقول إنهم يواجهون الفشل حتمًا، أو إنهم سيلقى القبض عليهم، بدلًا من ذلك طمأن النبي e رفيقه أبا بكر وأخبره بأن لا يحزن لأن الله سبحانه وتعالى – القادر على كل شيء – معهم وسينصرهم. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿…. إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 40].
لذلك يجب علينا إعادة إرسال ونشر الأخبار حول المشاكل والتحديات والمحن التي تواجه الأمة الإسلامية ولكن ينبغي أن لا نفعل ذلك فقط دون إرسال تذكير بعظمة الله وقوته وقدرته على تحقيق النصر وتخليص الأمة من أي محنة – حتى عندما لا تستطيع إبصار طريق الخلاص. ويجب علينا أن نرسل القصص الإيجابية التي تظهر المسلمين وهم يتحدون أعداء الأمة أو الذين يقفون بكل فخر متمسكين بدينهم على الرغم من كل الابتلاءات. إن مثل هذه القصص تساعد على تذكيرنا بالتوكل على الله سبحانه وتعالى والتحلي بالصبر والأمل.
إن هذا بالضبط ما فعله النبي e عندما ذكّر أبا بكر في الغار أن الله سبحانه وتعالى معهم – ومع المؤمنين. لذلك دعونا نقتدي بهديه، ونتبع أمر الله وندعوه أن يخفف عنا وأن ينصر الأمة الإسلامية. دعونا نكون من يوقظ الناس ويبث فيهم الوعي على التحديات التي تواجه الأمة، وفي الوقت نفسه ننشر الأمل والتوكل على الله سبحانه وتعالى. يقول تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا