هل القوي يحتاج للهدن؟!
الخبر:
كشفت صحيفة “عكاظ”، نقلًا عن مصادر لبنانية، أن “حزب الله” هرَّب عشرين من مقاتليه، ضمن الجرحى الـ107 الذين خرجوا من بلدتي كفريا والفوعة، ضمن اتفاق الزبداني في مرحلته الثانية التي نُفِّذت منذ يومين.
وأضافت المصادر: “إن بين الجرحى العشرين سبعة حالتهم خطرة، وقد تم نقلهم مباشرة إلى مستشفى الرسول الأعظم التابع للحزب، وقد جرى التكتم حول أسمائهم، خاصة أنهم أدخلوا ضمن الصفقة بأسماء وهمية عائدة لبطاقات هوية سورية غير صحيحة، استُخرجت من قِبَل النظام السوري لزوم عملية التفاوض، وقد جرى تهريبهم على أنهم سوريون”.
وختمت المصادر قائلة: “إن جوهر ما سعى إليه “حزب الله” من هذه الصفقة هو إيصال هؤلاء المقاتلين إلى لبنان للمعالجة، خاصة أن من بينهم مسؤولًا عسكريًّا كبيرًا”.
التعليق:
لا شك أن من يحتاج الهدن ويسعى لها هو الضعيف، ولا شك أن من يلهث وراءها هو المنهار وأيضاً من يخضع لها هو المحتاج، هذه بديهيات وليست بحاجة إلى فهم عميق ولا تحليل مستفيض.
فنظام السفاح وصل لدرجة أن بيت العنكبوت أصبح لا يقارن ببيته من شدة هوانه، فهو متفكك منهار يلهث خلف سراب عله يجد مبتغاه عنده، وللأسف هناك من يلبي له حاجته ولو عن عدم وعي وإدراك لما يفعل.
فالثورة ليست وليدة يومين أو ثلاثة بل شارف عمرها على الخمس سنوات قدمت مئات الآلاف من الشهداء والطريق أصبح في آخره لا يحتاج منا لهدن تنعش النظام وتقويه، بل المطلوب منا أن نتمسك بحبل الله المتين الذي به وبه فقط نحقق للناس مطلبهم؛ نرد للمظلوم حقوقه وننتقم فيه من الظالم ونضرب النظام الضربة القاتلة.
فالنظام وأقرانه من الذين يقدمون له يد العون ليبقى واقفا على قدميه المبتورتين يسعون جاهدين لكسب الوقت من خلال الهدن التي يعقدونها بين الحين والآخر لأن التعب بلغ منهم مبلغه وخسائرهم أصبح من الصعب عدها، وخارت قواهم؛ فهم مثلهم مثل النظام قد آلوا إلى السقوط في واديهم السحيق الذي حفروه لأنفسهم بأرض الملاحم.
فأهل الزبداني لم ينتظروا منا هدنة، فهم كأهلهم في الشام صامدون مستعدون لمزيد من البذل، بل انتظروا اعتصاما بحبل الله وحين وجدوه بعيد المنال عن الذين علقوا أمالهم عليهم حصل معهم ما حصل فلا تلوموهم ولوموا أنفسكم.
فيا أهل الشام ويا إخواننا المجاهدين:
لقد أصبح حال النظام واضحا لكل ذي بصيرة فهو في حالة موت سريري تحاول أميركا وزبانيتها بين الحين والآخر صدمه ليستفيق إما بهدن تؤخر موته وإما بمفاوضات، فلا تكونوا عونا لهم في مسعاهم فسيخيب الله رجاءهم. والأمر لا يحتاج منا إلا إلى الاعتصام بحبل الله وإخلاص النية فوالله لن يخذلنا الله سبحانه.
وأما من يمكرون بأهل الشام، همهم الوحيد صدهم عن دينهم، فسيتحقق فيهم قوله سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾. فالصبر الصبر فقد استحكمت حلقاتها وستفرج قريبا بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا