النهج الليّن لإندونيسيا
(مترجم)
الخبر:
امتنع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عن رفضه علنا فكرة الانضمام إلى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية المؤلف من 34 دولة لمحاربة الإرهاب، ولكن رئيس جهاز الأمن أعلن قرار الحكومة النأي بنفسها عن التحالف المناهض للإرهاب.
وقال الوزير المنسق للشؤون الأمنية والسياسية والقانونية، لوهوت باندجيتان، أن إندونيسيا لا تعتزم الانضمام إلى الحلف العسكري، حيث إن الحكومة تعطي الأولوية لاستخدام القوة الناعمة في حربها على الإرهاب.
وأضاف أن “موقف الحكومة الإندونيسية هو أننا نريد التعامل مع تنظيم الدولة بنهج ليّن، بما في ذلك عن طريق ترويج الإسلام كدين كريم ومليء بالرحمة لا دينا وحشيا مثل ما يصوره تنظيم الدولة”، قال ذلك الجنرال المتقاعد برتبة أربع نجوم بعد أن رافق الرئيس في اجتماعه مع جنرالات الجيش الإندونيسي يوم 16 كانون الأول/ديسمبر.
ومن المتوقع أن يقوم التحالف الإسلامي الجديد، بقيادة السعودية، بتبادل المعلومات وتدريب وتجهيز وتقديم قوات إذا لزم الأمر محاربة المسلحين في تنظيم الدولة المسلّح، وذلك وفق ما أفادت وكالة رويترز مؤخرا. (المصدر: جريدة الفجر).
التعليق:
إن السعودية تقود الدول التي تعتبر أن الطريق إلى الأمام هو باستخدام القوة للقضاء على تهديد تنظيم الدولة، في حين إن إندونيسيا تميل أكثر لصالح استخدام ما تسميه النهج اللين من خلال الأنشطة الثقافية والعمل على القضاء على الأفكار التي يقولون أنها تغذي الإرهاب. مشكلة كلا النهجين هي أنهما لا يسعيان إلى الاضطلاع بالدور الصحيح للدولة على النحو الذي حدده الإسلام، لأن جميع الدول القائمة في البلاد الإسلامية اليوم هي بعيدة كل البعد عن أن تكون جديرة بقيادة الأمة. حتى وإن كان التحالف السعودي يتكون من البلاد الإسلامية ووصف بأنه تحالف “إسلامي”، فإن هذه ليست هي الطريقة التي يطلبها الإسلام من المسلمين للتوحد والدفاع عن الإسلام. وبالمثل فإن مواجهة الصورة الخاطئة عن الإسلام أيضا لا يتم من خلال الأنشطة ‘الدينية’ و’الثقافية’.
إذا نظرنا إلى تاريخ الإسلام عندما كان يطبق في الواقع، نرى كيف كانت دولة الخلافة هي الدولة الرائدة التي وحدت ودافعت عن المسلمين، سواء عندما كانت دولة صغيرة وفي مراحلها الأولى أو في المراحل اللاحقة عندما كانت تغطي الأراضي الشاسعة. وإذا ما اعتدى شخص على الإسلام، كانت الدولة قادرة على معالجة هذه المسألة وكانت لديها السلطة للقيام بذلك. إن الدولة وحدها هي الوسيلة التي يتم من خلالها نقل الصورة الحقيقية للإسلام من خلال وسائل الإعلام والتعليم والسياسة الخارجية، والدولة وحدها هي القادرة على الدفاع عن البلاد الإسلامية من كل التهديدات الداخلية والخارجية.
فقط عندما يتحقق الإسلام كاملا في شكل دولة سنرى المسلمين موحدين تحت قيادة حقيقية واحدة مع هدف واحد واضح.
كذلك فإن تحقيق هذا الهدف لن يخدم مصالح الغرب أو عملائه الذين يعتمدون على تقسيم بلاد المسلمين والذين في نهاية المطاف لا يفعلون إلا ما يخدم مصالحهم الخاصة والوضع الراهن.
وترتبط جميع التحالفات الفارغة والأعمال الأنانية للدول القائمة في البلاد الإسلامية بالدوافع السياسية الرأسمالية، التي تخدم الدول الرأسمالية المهيمنة وترتبط بمصالحهم. في حين أن الأمة اليوم تبحث عن القيادة المخلصة، فإن حكام البلاد الإسلامية لن ينهضوا أبدا إلى هذا الدور ما لم يغيروا وجهة نظرهم الأيديولوجية الأساسية، ويخدموا بإخلاص مصالح الأمة والدين.
وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا عندما تكون جميع الإجراءات التي تتخذها الدولة تنبع من رعاية شؤون الأمة على أساس الإسلام. «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمن – باكستان