يضطهدون المسلمين ويرهبونهم…
ثمّ يصرّحون أنّهم استأصلوا الإرهاب!!!
الخبر:
جاء في بكين (رويترز) ما يلي: نقلت صحيفة صينية يوم الجمعة عن أكبر مسؤول في منطقة شينجيانغ المضطربة قوله إن المناخ الديني في منطقته الواقعة بغرب الصين أصبح أقل تشددا بوضوح خلال العام الماضي وإن الحكومة نجحت إلى حد كبير في الحفاظ على الاستقرار.
وكان مئات قد سقطوا قتلى خلال السنوات القليلة الماضية في منطقة شينجيانغ الغنية بالموارد ذات الموقع الاستراتيجي على حدود آسيا الوسطى في أحداث عنف بين المسلمين الإيغور الذين يعتبرون المنطقة وطنهم وبين غالبية الصينيين من قومية الهان.
وتلقي السلطات باللائمة في الاضطرابات على المتشددين الإسلاميين لكن جماعات حقوقية ومقيمين بالخارج يرجعونها للقيود المفروضة على المنطقة وعلى ثقافة الإيغور. وتنفي الصين أي قمع في المنطقة.
وفي كلمة بمناسبة العام الجديد نشرتها صحيفة شينجيانغ ديلي قال تشانغ تشون شيان زعيم الحزب الشيوعي بالمنطقة إن الحكومة كثفت خلال عام 2015 جهودها لاستئصال آفة التطرف. وقال دون أن يخوض في تفاصيل “مناخ التطرف الديني ضعف بوضوح.”
وأضاف أن السلطات استمرت أيضا في “ضغوطها المكثفة” على المتشددين في العام الماضي.
وتابع “الإدارة الاجتماعية وقدرات الحفاظ على الاستقرار استمرت في التحسن وظل المجتمع مستقرا بصفة عامة.”
كانت الحكومة قد أعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر أن 16 شخصا قتلوا في هجوم على منجم للفحم في أيلول/سبتمبر وأن قوات الأمن قتلت 28 من “الإرهابيين” الذين شاركوا في ذلك الهجوم.
التعليق:
أصبح ما تمارسه الحكومة الصينية تجاه الإيغور في إقليم شينجيانغ من قمع وتمييز تحت عنوان “محاربة الإرهاب والتطرّف” واضحا وجليّا وقد تفاقمت وتيرته وتسارع نسقه خاصّة بعد الحرب الصليبية العشواء التي شنّها الغرب ضدّ الإسلام والمسلمين في السنوات الأخيرة.
تضطهد الحكومة الصينية أقلية الإيغور وتمارس ضدها كلّ أنواع التعذيب والقهر للنيل منها وصرفها عن دينها بحجّة محاربة التشدد والتطرف والإرهاب وليس ذلك بجديد عنها فهي امتداد للمبدأ الشيوعي تواصل ما بدأه أجدادها من سياسة حقد وإبادة لكلّ من يوحّد بالله… إرث عليها المحافظة عليه وإخراس أيّ صوت ينادي بغير ما يقولون.
منذ زمن بعيد والحكم الصّيني يمارس على الإيغور الترهيب والترغيب لصرفهم عن الإسلام وقد أذاقهم أشدّ العذاب وشرّد وقتل الآلاف منهم حتى صاروا أقليّة بعد أن كانوا هم الأكثرية.
سلك معهم هذه السياسة وفرّقهم هنا وهناك حتّى يتمكّن منهم وينفّذ فيهم مخطّطاته وقوانينه التي سنّها لإرغامهم على التخلّي عن أحكام الإسلام فكشّر عن أنيابه وبانت حقيقة كرهه وحقده وضيّق على هذه الأقليّة المسلمة في العبادات وحرمها من صيام رمضان بل أجبرها على الإفطار فيه وهدم مساجدها وأزال المدارس وحارب النساء في حجابهنّ.
سياسة الحكومة الصّينية تجاه الإيغور سياسة اعتقال وتهجير وتعذيب وتقتيل، سياسة لا يمكن أن تنعت إلّا بالإرهاب والاضطهاد والظّلم، وبعد ذلك يصرّح مسؤولوها بسعادة عن نجاحهم في استئصال التطرّف والإرهاب “الذي ضعف بوضوح” في المنطقة! يمارسون الإرهاب ويتّهمون الأبرياء به ويتبجّحون بنجاحاتهم في السيطرة عليه… إن لم تستح فافعل ما شئت!!
يحارب الغربُ وأعوانُه الإسلامَ ومظاهرَه بكلّ الوسائل بحجّة محاربة التطرّف والإرهاب… يحاربون من يعتنقونه ويعملون على أن يردّوهم من بعد إيمانهم كفّارا. ولكنّهم سيخذلون وسيحبط الله أعمالهم ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾.
يعاني المسلمون أقليّة كانوا أم أكثريّة في ظلّ هذا النظام الرأسماليّ الظّلم والقهر والاضطهاد، ولن ينصفوا ولن يحيوا الحياة الهنيئة إلا في ظلّ دولة الخلافة الإسلامية الثانية على منهاج النبوّة والتي ستنتصر للإيغور في الصّين ولكلّ المضطهدين في كلّ بلاد المسلمين بعد أن خذلتهم جيوش أمّتهم الرّابضة في ثكناتها.
ألم تتعلّمي يا حكومة الصّين من تاريخ بلادك مع المسلمين يوم أرسل كسرى لأحد ملوكها يستنصره على جيش خالد بن الوليد فخاف ورفض نجدته قائلا: “يا كسرى لا قبل لي بقوم لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها”؟! فالإسلام لا يُغلب طال الزمن أم قصر فأبناؤه لا يقهرون، فاعتبري واحسبي – أيّتها الحكومة – حسابا لمثل هذا اليوم الذي سيأتيك فيه جيش الخلافة الجرّار لينتقم للإيغور ولكلّ المسلمين في كلّ مكان.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصامت