تسامح الديمقراطية الأمريكية، شارع باتجاه واحد بالنسبة للمسلمين
(مترجم)
الخبر:
أوردت صحيفة وول ستريت أن إجراءات جديدة ستتخذها كلية ويتون الأمريكية لإزالة تثبيت بروفيسور تم فصلها عن العمل مع راتب الشهر الماضي بسبب دعمها للمسلمين. وقد حظي الموضوع باهتمام كبير من صحف كبرى ووسائل إعلام مثل CNN، وفوكس نيوز، والجارديان والتايمز وغيرها بسبب تناقضها مع الدعاية العامة في الغرب، أنهم هم المتسامحون وأن المسلمين هم من يمتلئون بالكراهية ضدهم وضد ما تسمى حرياتهم.
التعليق:
البروفيسور لاريشيا هوكنز تعاقَب من قبل موظِّفيها، كلية ويتون، بعد دعمها للمسلمين في وجه الدعاية ضدهم. حيث قالت الأسبوع الماضي أنها أرادت “أن تجلب الانتباه إلى مأساة المواطنين الأمريكيين الذين يتعرضون للعنصرية لأنهم يلبسون إيمانهم على رؤوسهم”. ومع أنها قد وقعت تصريح الإيمان النصراني في كليتها، وهي كلية نصرانية، إلا أنها ارتدت غطاء رأس إسلامي في إشارة لدعمها للمسلمين وقالت علانيةً على فيس بوك أن المسلمين والنصارى يعبدون نفس الرب.
لقد اعتبرت كلية ويتون أفعال البروفيسور إساءةً لها وادعت أن إجراءاتها التأديبية جاءت كرد فعل على تعليقاتها على فيس بوك. للوهلة الأولى يمكن أن ينظر إلى هذا الادعاء بأنه معقول، خصوصًا أن الكلية هي كلية خاصة وتم تأسيسها لتعليم القيم النصرانية بناءً على مبادئ عقدية ثابتة ومعروفة. ولكن البروفيسور هوكنز لم تنكر أياً من مبادئ النصرانية، وقام الإعلام النصراني خلال الأسابيع الماضية بمناقشة ادعائها بأن النصارى والمسلمين يعبدون نفس الرب. وعلى ضوء حقيقة عدم وجود تفسير واضح لتعليقها بالنسبة لعقيدة الكلية، وبما أنه ليس مؤكدًا إذا ما كانت قد خرقت العقد مع الكلية أم لا، من هنا يجب أن يكون هناك سببٌ آخر غير خرقها للتصريح الإيماني النصراني للكلية هو ما أدى إلى فصلها.
من خلال رفضها لوصف المسلمين بالإرهابيين ولبسها لغطاء الرأس الإسلامي تضامنًا مع المسلمين فقد وقفت في طريق موجة عارمة من الكراهية ضد المسلمين على جانبي المحيط الأطلسي، ولهذا فإن كليتها تحاول إزالتها من الطريق. إن الكراهية العمياء المتزايدة ضد الإسلام في أوروبا وأمريكا تؤجج مشاعر التعصب الديني الأعمى الذي يدعي من يهاجمون الإسلام والمسلمين أنهم يعارضونه. في الوقت الذي تتهم فيه الجماعات المعادية للإسلام المسلمين بعدم التسامح الديني والكراهية وحتى الإرهاب، فإن المسلمين هم من يتعرضون للمضايقة والتخويف والضرب ويجبرون على الصمت.
لقد أكدت البروفيسور هوكنز على دعمها للمبادئ الإيمانية لكليتها النصرانية، غير أن تسامحها تجاه المسلمين هو التهمة الحقيقية التي توشك على خسارة وظيفتها بسببها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين