ما بعد مضايا..!!
الخبر:
نشرت نيويورك تايمز الأمريكية وغارديان البريطانية – بحسب الجزيرة نت – تقارير عن الأوضاع في مضايا بعد وصول المساعدات الإنسانية إليها، وسجلتا فرحة السكان بوصول الأغذية والأدوية، كما تحدثتا عن الأيام السوداء التي عاشتها البلدة خلال الشهور الستة المنصرمة…
وأوردت الأمم المتحدة أن هناك 15 بلدية بسوريا محاصرة تماما الآن، وهناك 4.5 ملايين شخص يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، وفي حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية مع استمرار منع المدنيين من مغادرتها ومنع العاملين بمنظمات العون من إيصال الأغذية والأدوية والوقود والمواد الأخرى إليها.
التعليق:
أثناء كتابة هذه الكلمات ذكرت قناة العربية (الحدث) على لسان مفوضية اللاجئين أنّ سبعين في المئة من أهل سوريا يحصلون على أقلّ من أربعة دولارات في اليوم، وأنّ الأطفال في سوريا يعملون لعشر ساعات في اليوم أو أكثر مقابل أربعة دولارات أو أقلّ..
مضايا ليست هي الوحيدة المحاصرة ولا يملك أهلها ما يأكلون، هناك أربعة ملايين ونصف المليون شخص يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، وفي حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية مع منع المدنيين من مغادرتها، ومنع العاملين بمنظمات العون من إيصال الأغذية والأدوية والوقود والمواد الأخرى إليها… فماذا ينتظر العالم؟ وماذا تنتظر الأمم المتحدة؟ أينتظرون أن يموت عشرات أو مئات من أهل كل منطقة حتى يتحركوا لمساعدتهم؟ العالم يقف متفرّجاً على حصار هذه المناطق من قبل نظام بشار وميليشيات حزب إيران في لبنان، وعلى القصف الروسي والتآمر الإيراني ضد أهل تلك البلدات.. والحقيقة أن كثيراً من الأنظمة المتباكية على الجوعى في تلك المناطق المحاصرة هم متواطئون مع المخطط الأمريكي في سوريا!!
لما فشلت كل أسلحة العالم في تركيع المسلمين في سوريا لجأ المتآمرون والمتواطئون إلى سلاح التجويع للضغط على الناس لكي يقبلوا بنظام بشار، وهو الذي ثاروا عليه لسنوات، ولكي يقبلوا بالمفاوضات والهدن المؤدّية إلى تثبيت نظام بشار، واستمرار الهيمنة الأمريكية على سوريا، كل ذلك لمنع المسلمين من الانعتاق من التبعية لأمريكا، وإقامة دولتهم دولة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة.
ولكنّ إرادة الله سبحانه وتعالى فوق إرادة أمريكا والدول المتآمرة والمتواطئة معها، وأمر الله تعالى غالب، فما إن يأذن الله سبحانه وتعالى بتنزيل نصره على عباده الصالحين المخلصين الواعين حتى نرى الهزيمة النكراء لكل من تآمر على هذه الأمة وأراد بها كيداً.
﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن