﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾
الخبر:
قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الأربعاء 13 كانون الثاني/ يناير إنه لا مكان لمنظمتي “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” في قائمة المعارضة السورية، واصفا إياهما بالإرهابيتين.
ونوه إلى أن وجهة النظر الروسية تعتقد أن “وفود المعارضة يجب ألا يمثلها إرهابيون بل القوى التي تنادي حقيقة لصالح تسوية سياسية، هاتان المنظمتان من دعاة الحل العسكري للأزمة”.
التعليق:
لا تزال روسيا التي تقوم بمساندة طاغية الشام لمنعه من السقوط بعد فشل الدور الإيراني، تحاول كسب المزيد من التنازلات قبل انطلاق المفاوضات المزمع إجراؤها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في جنيف بين وفد ما سمي بالمعارضة ووفد سفاح الشام، فهي من جهة تكثف من إجرامها بحق أهل الشام فترتكب المجازر اليومية والتي يقع ضحيتها النساء والأطفال والشيوخ للضغط على الحاضنة الشعبية للثورة وكسر إرادتها؛ ومن جهة أخرى تعمل على إسناد قوات طاغية الشام جوياً وبالمستشارين العسكريين لإحراز شيء من التقدم في بعض المناطق؛ لإيجاد مبرر للفصائل أمام الرأي العام بخوض غمار المفاوضات؛ بعد أن تحولت هذه الفصائل من الهجوم إلى الدفاع؛ بحيث لم نعد نرى لها أي عمل سوى الدفاع عن بعض المناطق؛ وخسارة الواحدة تلو الأخرى، فالجبهات شبه مجمدة مع اقتراب موعد المفاوضات إلا الجبهات التي يختارها نظام أسد للسيطرة عليها.
كما تعمل روسيا للضغط على الفصائل مثل جيش الإسلام وحركة أحرار الشام من خلال اعتبارها منظمات إرهابية؛ على الرغم من حضورها لمؤتمر الرياض؛ وموافقتها على التفاوض مع نظام أسد؛ والسير في الحل السياسي الأمريكي؛ الذي يضع مدنية الدولة والحفاظ على المؤسسات الأمنية والعسكرية كإطار عام للتفاوض.
لقد بات واضحا فشل ما يسمى بالسياسة الشرعية التي تنتهجها بعض الفصائل؛ والتي جعلت من المحظورات أمراً مشروعاً؛ متناسين أن السياسة يجب أن تكون على أساس العقيدة الإسلامية لا غير؛ والتي توجب اتباع أوامر الله سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه؛ وهو القائل في محكم تنزيله: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾.
لقد آن الأوان لجميع الفصائل أن تقطع كل الحبائل مع أذناب الغرب وعملائه؛ بعد أن أدركت أنه يعمل لاستخدامها كأدوات في تحقيق مشروعه؛ وأن تعتصم بحبل الله المتين، ولا تبتغي العزة من غير أهلها؛ فطريق العزة معروف، قال تعالى: ﴿أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾. وأن تتوحد حول ما يرضي الله سبحانه وتعالى؛ مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ غير عابئة بغرب أو شرق، فما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، وأن تركز جهودها لإسقاط طاغية الشام في عقر داره في دمشق؛ لتقيم حكم الله في الأرض على أنقاضه. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا