Take a fresh look at your lifestyle.

الشعارات العنصرية لحزب الثورة (مترجم)

 

17 1 2016

 

الشعارات العنصرية لحزب الثورة

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت وسائل الإعلام في تنزانيا أن بعض أنصار حزب الثورة قاموا برفع شعارات ولافتات عنصرية أثناء احتجاج عبر البلاد وسط الاحتفالات بثورة زنجبار التي بدأت في 12 كانون الثاني/يناير عام 2016. وقد حدث هذا في حضور رئيس زنجبار علي محمد شين ونائبة رئيس الاتحاد سميحة سولوحو حسن.

 

التعليق:

 

الكراهية والتمييز العنصري في زنجبار قد يكونان أسوأ إرث تاريخي زرعه الإنجليز لتدمير حياة المسلمين ولاتخاذه وسيلة لاستبدال الوسائل الأخرى بعد أن ضاق الناس ذرعًا من السلطنة. وما زال السياسيون وخاصة الحزب الحاكم ينشرون الكراهية لتحقيق أهدافهم السياسية. وعلى الرغم من امتلاك حزب الثورة لعدد كبير من الأعضاء، إلا أنه يضم مؤيدين وبعض كبار المسؤولين من خلفيات عرقية مختلفة. والشعارات المكتوبة على اللافتات هي: “الناس من أعراق مختلطة في الحزب (الحزب الوطني تأسس قبل الثورة) تجعلك تعلم أن زنجبار تعود إلى السكان السود”.

 

وحتى لو أدان حزب الثورة بشكل عاجل هذه الرسائل، وسارع باعتذار علني ووعد بإجراء تأديبي ضد ما أطلق عليه “الأعمال المشينة”. إلا أن الجميع يعرف على وجه اليقين أن هذا ما هو إلا مجرد شعارات لا تتعدى أفواههم وهو ذر للرماد في العيون. فهل يعلم حزب الثورة نفسه أن أساس ثورة زنجبار قد بني على أفكار عنصرية وبتحريض من بريطانيا، وأنه يتم الحرص على بقائها بشدة وبشكل عنيف، بعد الثورة وحتى الآن؟ فمن خلال استغلال ونشر هذه النعرات القومية الخطرة، فقد تم الزج بزنجبار في دوامة الفوضى، وأدى ذلك إلى مقتل الآلاف من الأبرياء وسرقة ممتلكاتهم وامتهان كرامتهم على يد من يسمون أنفسهم بالثوار ومؤيديهم.

 

إن أسوأ تصور لهذه الأفكار ما زال قائمًا بالفعل ويتم التحريض عليها حتى بعد مضي أكثر من 50 عامًا على الثورة، وحتى بعد انتشار الزواج المختلط والتفاعل الواسع بين أطياف المجتمع. فالأفكار العنصرية يتم تبنيها وتمويلها من قبل بعض مسؤولي حزب الثورة بشكل مباشر أو غير مباشر عندما يتم الترويج لها من قبل أعضاء الحزب ومؤيديه. فمنصة عضو حزب الثورة ميومبي كيسونكي الشهيرة في زنجبار معروفة بالتحريض على التعصب العنصري وبث التوتر في صفوف الناس وخاصة في جزيرتي بيمبا وأونجوجا. وفي معظم الحالات، فإنه يتم إلقاء بيانات التعصب العنصري هذه ونشرها تحت سمع وبصر بعض مسؤولي حزب الثورة، إلا أنهم ما زالوا يشكلون أداة بيد غيرهم كما كانوا دائمًا، وهو ما يدل على موافقتهم عليها.

 

أما على الجانب الآخر تنجانيقا، فإن حزب الثورة يقوم بلعب الدور نفسه ولكن بأسلوب مختلف. وهو ترسيخ السياسة العنصرية داخل هيكله وفي الحكومة. وبطاقة اللعب العرقية الأكثر شيوعًا هي ضد المسلمين. فعلى الرغم من أن المسلمين كانوا ضحايا التهميش العنصري التاريخي منذ عهد الاستعمار البريطاني، إلا أن الأوضاع في فترة ما بعد الاستقلال لم تتغير قط، إن لم تكن أسوأ من ذي قبل. فيجري تهميش مناطق إقامة المسلمين عندما يتعلق الأمر بالتنمية. ويتم اضطهاد المسلمين وإذلالهم واعتقالهم وتعذيبهم، ولا تسلم مؤسساتهم التقليدية من كل ذلك. والآن في ظل حرب الكراهية والتعصب العالمي ضد الإسلام والمسلمين التي تقودها أمريكا، فإن الأمور تزداد سوءًا بالنسبة للمسلمين. فدول العالم الإسلامي تتفق وتتآمر مع أمريكا للتعامل بكل قسوة ووحشية مع شعوبها بالنيابة عنها.

 

فحزب الثورة كأي حزب ديمقراطي يتبنى قاعدة “الغاية تبرر الوسيلة”. وبالتالي فإنه يقوم باستخدام أية وسيلة للوصول إلى هدفه السياسي بغض النظر عن الأضرار الناتجة عن ذلك. وهذا دليل واضح وصريح على فشل السياسة الديمقراطية المنافقة التي تعمل على تدمير وتفكيك المجتمع بدلًا من توحيده. وقد آن الأوان لنبذ السياسة الديمقراطية هذه وأحزابها، وتبني الإسلام كأساس في السياسة وجميع شؤون الحياة.

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

مسعود مسلم

 

نائب الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا