Take a fresh look at your lifestyle.

محاولات الحكومة الإندونيسية إخفاء سيرة النبي عليه الصلاة والسلام الحقيقية

 

 

محاولات الحكومة الإندونيسية إخفاء سيرة النبي e الحقيقية

 

 

 

الخبر:

 

عبر لقمان الحكيم سيف الدين (وزير الشؤون الدينية ووزارة الشؤون الدينية الإندونيسية) عزمه على تحسين صورة النبي محمد e في مناهج التربية الإسلامية، سبب ذلك أن النبي لم يزل يبرز بأنه الشخص الذي يحب القتال بدلا من أنه شخصية متسامحة ناشرة للمودة. وأضاف: “من خلال البحوث التي قامت بها الوزارة تبين أن الطلاب ينظرون إلى النبي e على أنه شخصية تحب القتال أكثر من مزاياه الأخرى” (ربوبليكا، 2016/1/12)

 

التعليق:

 

إن هذا التعديل للمواد الدينية ليس هو أولى المحاولات من قبل الوزارة الدينية فقد أصدرت في شهر آب/أغسطس من العام الماضي وحدات دراسية جديدة لتعليم المواد الدينية للمرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وأسمتها وحدة تعليم “الإسلام السلمي”. وقد تبنى الوزير التغيير في مناهج التعليم طريقة لمنع انتشار الراديكالية، التي قد تنشأ في المؤسسات التعليمية حيث قال الوزير: “هذا من إحدى الأساليب التي تتبناها وزارة الشؤون الدينية لمنع التطرف الذي يناقض الإسلام” (2015/8/11).

 

ففي المخطط الأخير عزمت الوزارة على تغيير المواد التاريخية بشكل خاص بما فيها من سيرة النبي e. وحيث إن سيرة رسول الله e مليئة بأعماله القتالية فهي بحاجة إلى إخفاء هذه الناحية والتقليل من بيانها، مع أنها في واقع التدريس اليوم ليس درسا عن الجهاد وإنما عبارة عن درس تاريخ.

 

لا شك أن جعل هذا المسلك لمنع التطرف ليس بالأمر الوجيه، فإن سبب التطرف في العالم الإسلامي هو الظلم والتعدي والاضطهاد التي مارسها الاستعمار وعملاؤه بشتى وأخبث أنواعها ضد الأمة الإسلامية، فنتج عن ذلك ردود مختلفة. لذلك فإن كل المحاولات لمنع التطرف لا بد من معرفة أسبابها ووضع العلاج الذي تقتضيه. هذا إذا كانت الحكومة عازمة فعلا على القضاء على ما يسمونه “الإرهاب”. أما محاولة التعديل في أحكام الإسلام فما هي إلا تخطئة النفس وغض البصر عما يحدث.

 

لكن السياق وما يجري في العالم الإسلامي اليوم يدلنا بوضوح على أن هذه التغييرات لمناهج تدريس المواد الدينية بشكل عام والمواد التاريخية بشكل خاص، وراءها دول الغرب التي تسعى إلى منع المسلمين من العودة إلى دينهم وشريعة ربهم عبر الترويج للإسلام المعتدل الوسطي ومحاربة الإرهاب على حد زعمهم.. هذا فضلا عن أن الحركات الراديكالية لا تعد خطرا حقيقيا على الغرب بل إنهم يستفيدون من وجودها ويجعلونها ستارا لمحاربة الإسلام وإبعاد المسلمين عن إسلامهم.. فما هذه التغييرات إلا إخفاء لشخصية رسول الله e الكاملة وإبراز الناحية الملائمة لمفاهيم الغرب على سوء نيتهم..

 

لأجل ذلك فإن هذه التعديلات يجب أن ترفض ويجب أن تعاد التربية الإسلامية إلى طريقتها ومناهجها الصحيحة التي تغرس عند التلاميذ والطلاب الإيمان بالإسلام إيمانا قويا لا ارتياب فيه، وتنمي فيهم الفخر بشريعته وأحكامه ونبيه e، وتستعيد فيهم روح التضحية في إسلامهم.. وسيتم ذلك في ظل الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا إن شاء الله..

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أدي سوديانا

2016_01_19_TLK_4_OK.pdf