هاشتاج “نحن لا نخاف” من أجل إرهاب خطير آخر
(مترجم)
الخبر:
سلسلة انفجارات هزت العاصمة الإندونيسية جاكرتا، مع اشتباكات بالأسلحة النارية في الشوارع في 14 من كانون الثاني/يناير الجاري. تركزت هذه الانفجارات حول شارع ثامرين، الذي يعد من أكبر مناطق التسوق والأعمال وهو على مقربة من السفارات الأجنبية ومكاتب الأمم المتحدة. بعد فترة وجيزة، ادعى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المسؤولية عن الهجوم، مؤكدا أن “التحالف الصليبي” قام بتنظيم الغارة القاتلة. قام العديد من أهل إندونيسيا بالرد مع رسالة تحد، وذلك باستخدام الهاشتاج #KamiTidakTakut، والتي يمكن ترجمتها على النحو التالي: “نحن لا نخاف”.
التعليق:
صحيح أن المسلمين في إندونيسيا لا يخافون من مثل هذه الأعمال الإرهابية، لأن هناك إرهاباً أكثر خطورة وهو الرسالة التي تحملها تفجيرات تامرين. هذا هو في الواقع الإرهاب النفسي ضد المسلمين الذي أعد لتجزئة الأمة من أجل إضعاف العقيدة وتقسيم الأمة. في هذه الأيام القليلة الماضية بعد حادث تفجيرات تامرين، فإن أذننا لم تتوقف عن الاستماع إلى السرد القوي المضاد للتطرف ومكافحة الإرهاب الذي أصبح شعاراً فعالاً من قبل العديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية من خلال استغلال قضية تهديد تنظيم الدولة في جنوب شرق آسيا.
أكثر من 200 مليون مسلم في إندونيسيا لا يزالون هدفًا سهلاً لهجوم الهوية هذا، والذي من الواضح أنه قمع للهوية لأولئك الذين يريدون تطبيق حكم الإسلام. في هذه الأيام كونك مسلمًا يجري تصنيفك بحسب الصناعة الغربية حيث إن “المسلم المعتدل” هو المسلم الذي نحبه ونعشقه، بينما “المسلم المتطرف” ينبغي اعتباره عدواً ويجب القضاء عليه. شيطنة الإسلام والخلافة ما زالت تروى لتشويه سمعة المنظمات والجماعات الإسلامية في إندونيسيا التي تصنف ضمن الإسلام المتطرف، على الرغم من أن تعريف التطرف لا يزال مبهماً جدًا ومنحازاً.
من الواضح أن هذا هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية الإمبريالية أي الاحتلال غير المادي، كما يتضح من المستشرق الرمز من جنوب شرق آسيا سنوك هيورجرنج، حيث قال: “لا يوجد لدينا غاية في قتال المسلمين أو جعل المواجهة ضدهم لتدمير الإسلام بقوة الأسلحة. كل ما يمكننا القيام به هو تأليبهم من الداخل من خلال غرس الفتنة الدينية في الأفكار والمدارس، وبعد ذلك نقذف فيهم الشك على نظافة قادتهم”.
ولذلك، على المسلمين في إندونيسيا أن يكونوا أذكياء وشجعان وذلك برفض الربط بين أعمال الإرهاب التي يرتكبها تنظيم الدولة مع الإسلام وواجب إعادة تأسيس الشريعة والخلافة. تحتاج الأمة أيضًا إلى أن تبقى قويةً وصبورةً ومركزة على تعزيز هوية المسلمين الحقيقيين الذين يريدون تطبيق حكم الإسلام، وكذلك في النضال من أجل تحقيق الحياة الإسلامية عن طريق إقامة الخلافة على منهاج النبوة. لا يخافون من أي تحديات أو عقبات أو تهديدات حتى يتحقق هذا المثل الأعلى تماما. يتذكرون قول الله تعالى للمؤمنين في خضم إدانة المشركين: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير