Take a fresh look at your lifestyle.

تداعي الأمم على ليبيا

 

 

تداعي الأمم على ليبيا

 

 

 

الخبر:

 

رحب المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر بتشكيل حكومة الوفاق الوطني في هذا البلد، كما رحب الاتحاد الأوروبي بهذه الخطوة. وطالب كوبلر – في تصريحات للجزيرة – البرلمان في طبرق بضرورة التحرك الفوري لاعتماد هذه الحكومة، وقال إن الليبيين هم من يحددون مصيرهم. وأكد أن الأمم المتحدة طرف محايد، وتسعى للمساعدة ولا مصالح لها.

 

التعليق:

 

ان تصريحات كوبلر وغيره من مسؤولي دول الغرب تحمل في طياتها متناقضات، فقوله “إن الليبيين هم من يحددون مصيرهم” وفي الوقت نفسه يطالبهم بضرورة التحرك الفوري لاعتماد هذه الحكومة يدل على أن الأمر هو فرض أمر ما ووصاية على أهل ليبيا وليس مجرد اقتراح.

 

والأمثلة التي تدل على أن دول الغرب تريد فرض سياساتها في ليبيا كثيرة نذكر منها:

 

  • قال كوبلر “أن الأمم المتحدة طرف محايد، وتسعى للمساعدة ولا مصالح لها” ولكن في وقت سابق طالبت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا بتعديل بعض النقاط الواردة في المسودة الأولى الصادرة عن لجنة العمل بالهيئة التأسيسية لصياغة الدستور ومن بينها مراجعة الملاحظة الأولى في المادة رقم 7 من الفصل الأول حيث ترى البعثة أن شكل الدولة ومقوماتها واعتبار نص الشريعة الإسلامية متشدداً ويجب مراجعته.
  • طالبت منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بتشكيل الحكومة الجديدة، – في بيان صادر عن مكتبها – إنه “يتعين على البرلمان والرئاسة العمل معاً بروح من المسؤولية والتوافق لإقرار هذه التشكيلة”.
  • في الرياض، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس – في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية السعودية عادل الجبير-  إن باريس والرياض ناقشتا المسألة الليبية، ورحبتا بالإعلان عن تشكيلة حكومة وحدة لأن الوضع في ليبيا يتطلب استقراراً”.
  • أما وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني فرأى أن الجميع “أمام فرصة فعلية لإرساء الاستقرار في البلاد ويجب انتهازها”.

إن هذه التصريحات والمواقف دلت بشكل واضح على أن الأمم الغربية تتداعى وتتكالب على ليبيا لتتصارع فيما بينها على ثرواتها الضخمة ولتتوافق فيما بينها على منع أهل ليبيا من تقرير مصيرهم بأنفسهم لأنها تعلم توجههم نحو الإسلام. كما يجب الإشارة أن حال ليبيا كحال بقية دول العالم الإسلامي ولكن تختلف الأشكال والأساليب السياسية التي تعتمدها دول الغرب لبسط نفوذه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أسامة الماجري – تونس

2016_01_21_TLK_3_OK.pdf