Take a fresh look at your lifestyle.

الهجمات الغادرة مستمرة طالما النظام الديمقراطي قائما

 

 

الهجمات الغادرة مستمرة طالما النظام الديمقراطي قائما

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

كشف مكتب ولاية ديار بكر عن مقتل 6 أشخاص من أقرباء عنصري شرطة وجرح 39 آخرين في هجوم بسيارة مفخخة على مديرية أمن جينار. (المصدر: وكالات الأنباء)

 

 

التعليق:

 

قبل يوم واحد من هذا الحدث وقع هجوم انتحاري نسب إلى تنظيم الدولة في ميدان السلطان أحمد في إسطنبول راح ضحيته 10 قتلى من السياح الأجانب وعشرات الجرحى. ووقوع هجوم ديار بكر الذي نسب إلى حزب العمال الكردستاني بعد يومٍ واحدٍ فقط من هجوم السلطان أحمد أثار جملة من الأسئلة في الأذهان: من الذي يقف وراء هذه الهجمات؟ وما هو الهدف منها؟ وهل لهذه الهجمات علاقة بالهجمات التي وقعت في أنقرة وديار بكر في العام الماضي أم لا؟

 

وقوع مثل هذه الأحداث في وقت تستمر فيه أحداث العنف في شرق وجنوب شرق تركيا كما هو معلوم، وفي وقت تستمر فيه عمليات القوات الأمنية لإنهاء أحداث العنف في تلك المناطق؛ يثير الاهتمام ويظهر للعيان من جديد الأهمية الجيوسياسية لتركيا. وليس عسيراً ربط الهجمات الجارية بتطور الأحداث السياسية في سوريا في ظل الثورة السورية المشتعلة منذ سنوات. وقد ذكرنا في تعليق سابق أنه لا يمكن للأحداث في تركيا أن تعرف نهاية ما دامت الأحداث في سوريا جارية، وأن جميل بايك الميال للإنجليز (وهو عضو بارز في قيادة حزب العمال الكردستاني) يعبر عن رغبته في تطوير هذه الأحداث ونشرها في مناطق أخرى. وكنا بالتالي قد وضعنا خطا تحت المحاولات الجارية لتحويل تركيا إلى الوضع السوري. ويعزز تحليلنا هذا عدم تحديد موعد لنهاية العمليات لا من قبل رئيس الوزراء داود أوغلو ولا من قبل رئيس الجمهورية أردوغان.

 

والتنافس القائم بين الدول الاستعمارية الكافرة وفي مقدمتها أمريكا وإنجلترا في المنطقة عبر تركيا مؤشر على هذا التحليل. فالعمل الحثيث جار منذ تموز 2015 على وجه الخصوص لتصاعد العنف وتصعيده من أجل تحويل تركيا إلى بلد بعيد عن الاستقرار وغير آمن. فالدولتان تستثمران الأحداث لمصالحهما كما حدث في اعتداء ساحة السلطان أحمد الأخير. والغريب هنا والذي يجب الوقوف عنده هو قول رئيس الجمهورية أردوغان عقب الحادث مباشرة: “لن نسمح أبداً بقيام عمليات فوق الأراضي التركية”. فإن كنتم فعلاً لا تريدون السماح بمثل هذه العمليات فوق الأراضي التركية فإنه يجب عليكم أن تبادروا إلى إلغاء سفارات الدول الكافرة وسفارتي أمريكا وإنجلترا على وجه الخصوص، والتي تقف وراء مثل هذه العمليات. لأن مثل هذه المؤسسات مصادر لكل أنواع الفتن والفساد والإرهاب. كما ينبغي نقض المعاهدات الأمنية الثنائية مع الدول الاستعمارية الكافرة على الفور. وإلا فإن أقوالكم لن تتجاوز الرغبة والحماس. والأهم من هذا أنكم تتهمون أوروبا وكيان يهود والدول الاستعمارية الأخرى بأنها تقف وراء حزب العمال الكردستاني وغيرها من المنظمات الإرهابية من جانب، وتعقدون اتفاقيات أمنية ثنائية مع هذه الدول من جانب آخر. وهذا في الحقيقة تناقض عجيب!!

 

وبالتالي ما دام هذا النظام الديمقراطي الذي هو مصدر الفتن والإرهاب قائماً فإن هذه الهجمات الغادرة ستستمر بغض النظر عن الدول التي تقف وراءها، حتى تعود إلى الوجود دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة باعتبارها ميناء الإنسانية وأمانها.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يلماز شيلك

2016_01_22_TLK_1_OK.pdf