دار الإفتاء المصرية تُعتبر شريكاً فاعلاً في كل الأحداث العالمية!
الخبر:
قال الدكتور شوقي علام، مفتي مصر خلال جلسة مباحثات عقدها مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يوم الجمعة، على هامش مشاركته في منتدى دافوس الذي يعقد في شرق سويسرا، إن دار الإفتاء المصرية تعتبر شريكاً فاعلاً في كل الأحداث العالمية، ويتمثل دورها في نشر التوعية من خلال المحاضرات والإصدارات، وإيفاد علمائها في بقاع الأرض لبيان صحيح الإسلام، وقادت خلال الفترة الماضية حملات عالمية لتغيير النظرة السلبية عن الإسلام والمسلمين، ولتصحيح الصور النمطية عن الإسلام وتعاليمه السمحة.
وأكد مفتي مصر أن العالم كله ليس بمنأى عن خطر التطرف والإرهاب، مشدداً على ضرورة بذل المزيد من الجهود للقضاء على سرطان الإرهاب.
التعليق:
واضعاً يده بيد جون كيري أوضح مفتي مصر أهمية دوره تجاه توعية المسلمين وحثهم على إظهار سماحة الإسلام من خلال المحاضرات والإصدارات لتصحيح الصور النمطية عن الإسلام وتعاليمه السمحة، في حين إن أعداء الإسلام يجاهرون ليلاً نهاراً برفضهم وعنصريتهم تجاه المسلمين، فيصدرون القرارات الدولية ويسنون القوانين الوضعية التي تحدُّ من حريتهم، فيجعلونهم عرضة للاعتقال في أية لحظة، ويضعونهم في دائرة الشبهات دوماً، ويجبرونهم على التخلي عن ثقافتهم وأفكارهم الإسلامية من أجل تحويلهم عن دينهم وعقيدتهم الإسلامية إلى الرأسمالية بشتى السبل والوسائل.
ألم يسمع مفتي مصر تهديدات كاميرون للنساء المسلمات بالطرد في حالة عدم تعلمهن اللغة الإنجليزية في غضون عامين ونصف حتى لو أدى ذلك إلى انفصال الأمهات عن أبنائهن؟! وعن تجريد اللاجئين من أموالهم في بلاد تدَّعي الحريات وهي التي فتحت أبوابها لهم باسم الإنسانية المزعومة لديهم؟! وما رأيك أيها المفتي بتصريحات ميركل بأنه لا مكان في مجتمعهم لكل من يعادي السامية وكيان يهود؟!
لقد قبِلت أيها المفتي أن يكون الإسلام متهماً وانبريت تطمئن كيري بأنك تقوم بواجبك الموكل لك ولرجال الدين التابعين لدار الإفتاء بإيفادهم في بقاع الأرض لبيان صحيح الإسلام وإظهار سماحة الدين. ألا تدرك حقيقة مزاعم دول الغرب الكافر عندما يقولون أن “الإسلام عظيم، ولكن هناك مسلمون متخلفون (يحتاجون لديمقراطيتنا) وبعضهم إرهابيون (يحتاجون لطائراتنا وقواعدنا العسكرية)”؟ معتمدين على ترويج مزاعمهم على ركائز كثيرة أهمها حكام عملاء ومن حولهم من منافقين وانتهازيين ومن يؤازرهم من المضبوعين بثقافة الغرب الكافر، ومن الذين يتظاهرون بالحرص على الإسلام سواء أكانوا علماء السلاطين، أو من يُقدَّمون للناس على أنهم مفكرون إسلاميون، وهم في نظرتهم للإسلام تلك كاذبون، فلو كان الإسلام عظيماً عندهم لاعتنقوه، ولكنهم يحاولون تضليل السذج من المسلمين محاولين بذلك تخفيف النقمة عليهم بإعلانهم الحرب جهرة على الشعوب الإسلامية.
وما زالوا يستخدمون الشعارات الزائفة والأحاديث المنمَّقة والجمل المضللة كسلاح لتخدير المسلمين وللتلبيس عليهم وتصوير أن النهضة هي اللحاق بهم وأخذ مناهجهم في الفكر والثقافة، فيبتلع بعض المسلمين هذا الطّعم وما زالوا للآن رغم الدماء والدمار بفعل حروبهم الممنهجة، فيستغيثون بمجلسهم الأمني وبمنظماتهم الحقوقية ويطالبون بإصدار قوانينهم الدولية لنهضتهم وتغيير أحوالهم، ولكن الأشد وطأة على الأمة الإسلامية عندما يبتلع علماؤها معهم هذا الطّعم المسموم بأفكار الغرب وثقافته. عندها سيضعون أيديهم بأيدي من يكيد لشباب الأمة ولدينها، ومن تلطخت يداه بدماء أطفال ونساء وشيوخ المسلمين من أجل مصالحهم الاستعمارية.
فيا مفتي مصر، أرض الكنانة وخير أجناد الأرض، كيف لك أن تعتبر دار إفتاء جمهوريتك شريكاً فاعلاً في كل الأحداث العالمية، فترى إرهاب المسلمين وإرعابهم لأمريكا، وبالمقابل لا ترى إرهابها وإرهاب طائراتها وتحالفاتها ضد المسلمين وتآمرها على المخلصين والقضاء عليهم في سوريا والعراق واليمن وليبيا؟!! ألم تر أيضاً إرهاب يهود واحتلالهم للأراضي المقدسة طوال عشرات السنين؟!! أم أن تطبيع جمهوريتك معهم جعلك أعمى فاقد البصر والبصيرة؟
فأين مشاركتك الفعّالة لمصائب أمتك ولمعاناتها؟ وأين مشاركتك للمخلصين من رجال الأمة العاملين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؟ فمن أولى من العلماء في أداء هذا الفرض العظيم؟!
لقد آن الأوان لتوحيد الأمة الإسلامية بتوحيد علمائها وجيوشها على هدف واحد وإقامة أوجب الفروض الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والتي بإقامتها يُقام كل الدين ليعم الأرض ومن عليها فتشرق بعزة المسلمين وقوتهم وعودة أمتهم خير أمة أخرجت للناس وعودة دولتهم الدولة الأولى في العالم.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى