Take a fresh look at your lifestyle.

أمريكا تستنفر العالم لمواجهة الإسلام ومشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة

 

 

أمريكا تستنفر العالم

 

لمواجهة الإسلام ومشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت مصادر إعلامية عدة منها موقع بي بي سي العربي صباح هذا اليوم 25 كانون الثاني/يناير أخباراً تتعلق بمناسبة ثورة 25 يناير. ومما قالته: “الشرطة والجيش يفرضان تدابير أمنية مكثفة بالقاهرة لإجهاض أي عمل تخريبي”. وجاء في الخبر: “وتقول منظمة العفو الدولية ونشطاء حقوقيون إن مصر تحولت إلى دولة بوليسية تعاني أزمة ضخمة تتعلق بحقوق الإنسان… وشهدت مواقع التواصل عشية ذكرى الثورة، نشاطا يتحدث عن النزول للتظاهر”، وقالت أيضاً: “إن مصر تحولت إلى دولة بوليسية اعتقل أو اختفى فيها الكثير من النشطاء، كما يُحظر الاحتجاج” وأصبحت: “غارقة في أزمة حقوق إنسان ذات أبعاد ضخمة” وتقول المنظمة أيضاً: “إنه منذ تولى السيسي، وزير الدفاع السابق، الرئاسة في شهر حزيران/يونيو 2014، تعرض النشطاء المعارضون لحملة قمع غير مسبوقة”… وجاء في الخبر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال: “إن مصر تسير على المسار الصحيح” وأنه “تعهد منذ أيام بالتعامل بحزم مع أي اضطرابات ومواصلة القتال ضد المتشددين الإسلاميين في مصر. وأنه قال: “إن تحقيق الديمقراطية سوف يستغرق وقتا… وإن مصر اليوم ليست مصر الأمس”. وقال: “نحن نبني سويا دولة مدنية حديثة متطورة.”

 

التعليق:

 

مثل هذا الخبر ينبغي أن يُقرأ وينظر إليه بناء على أمرين رئيسين:

 

الأول: أن الذي يجري في مصر يأتي في نفس سياق ما يجري في بلاد المسلمين وبخاصة التي جرت فيها ثورات على الأنظمة، والذي يجري هو حرب لا هوادة فيها على الإسلام والعاملين له. سواء اقتضت هذه الحرب من أعداء الإسلام حرباً عسكرية مدمرة كالذي يجري في سوريا، أو حرباً دون ذلك كالذي يجري في مصر وتونس وغيرهما.

 

الثاني: لا يصح النظر إلى هذه الأخبار وتفسيرها بمعزل عن أصول أو قواعد سياسية تضعها في سياقها السياسي الصحيح، أي ضمن الخطط المندرجة في استراتيجية عامة للدولة ذات الهيمنة والنفوذ.

 

وبناء على ذلك فإن هذه الأخبار هي أمثلة قليلة على أحداث تفوق الحصر، تجري في بلاد العالم الإسلامي، وتدل على حرب على التوجه الإسلامي المتنامي في الأمة المسمى الإسلام السياسي. فالذي يجري يدل على استراتيجية أمريكية سافرة لضرب الإسلام بل للقضاء عليه.

 

لقد رضوا سابقاً بامتطاء ما يسمى الإسلام الوسطي أو المعتدل وتوصيله للحكم، فانحنت لهم في ذلك ظهور حركات ومشايخ أيّما انحناء. وبعد أن امتطوها وجدوا أن هذا المسمى “إسلاماً معتدلاً” مجردُ كلام انتهازي، وجوده الحقيقي في الأمة ضعيف، وهو لا يستطيع مواجهة التوجه الإسلامي نحو الخلافة وإيجاد الدولة الإسلامية الواحدة. لذلك تخلوا عن التوجه الذي رأوه فاشلاً، بعد أن لمسوا الخطر الداهم من الإسلام الحقيقي، واستدركوا أمرهم على عجل، وقرروا محاربة الإسلام بجدية للقضاء على خطره. لذلك قرروا إزاحة مرسي وكل نظامه من رئاسة مصر، ففعلوا بسرعة وجاءوا للحكم بأعداء حاقدين على الإسلام.

 

أما في سوريا، فلما كانت معارضة النظام الحقيقية كلها إسلامية، تخلوا عنها وجاءوا بما استطاعوا من جيوش وقوى لتدمير سوريا وقتل أهلها وتهجيرهم والقضاء على كل أثر للإسلام في المعارضة. هذه هي السياسة الأمريكية الجارية، والتي تسير فيها روسيا أيضاً. 

 

وعلى ذلك فإن ما يجري في مصر هو سياسة أمريكية مقررة لمحاربة كل توجه إسلامي سياسي مهما كان؛ معتدلاً أو غير معتدل. وما يقوم به النظام الحالي برئاسة السيسي هو توجه أمريكي مستمر لإقصاء الإسلام إقصاءً تاماً ولو اقتضى الأمر مجازرَ أضعافَ أضعافِ ما جرى في رابعة والنهضة وغيرهما… وما يجري في مصر وسوريا وتونس وغيرها يندرج كله في هذه الاستراتيجية الأمريكية في الحرب على الإسلام ومشروع الخلافة.

 

وهذا يدفعنا إلى تذكير ونصح أولئك الذين ما زالوا مصرين على انحرافهم، ويلهثون لإقناع أمريكا وأمثالها من شياطين الإنس بأنهم معتدلون ووسطيون أو حداثيون وديمقراطيون وطلاب دولة مدنية، وما شاكل ذلك من محرمات… ويزدادون انحناءً وانبطاحاً بمزيدٍ من التنازل عن أحكام الإسلام، ومن تحريف كلام الله من بعد مواضعه لعل أمريكا ترضى عنهم وتشركهم ببعض الفتات. نُذَكِّرهم أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنهم ما لم يتبعوا مِلَّتَهم، وننصحهم بأن يتَّعظوا بالذي جرى ويجري. ونحذرهم بأن استمراريتهم بهذا النهج لن يجلب لهم إلا غضب الله سبحانه ومزيداً من خزي الدنيا.

 

إن الذي يجري هو حرب معلنةُ على الإسلام والمسلمين من أكبر ومعظم دول الأرض وأقواها، يريدون منها أن يطفئوا نور الله، وأن يقتلعوا الإسلام وحضارته، بل وعمرانه، وأن ينتصر الكفر وينتشر الشرك، فمن العبث والسفاهة بعد ذلك، بل ومن الخيانة، الركونُ إلى هذه الدول نفسها للحصول على بعض عدل أو حق. وهذا فسقٌ لا يعقبه إلا الخسران، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.

 

 وإن التوجه الصحيح لرد هذا الكيد والظلم والاستكبار عنوانه محدد وطريقه واضح، إنه العمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، سلطان الإٍسلام في الأرض، وهو يبدأ بالتوكل على الله واستمداد العون والنصر منه وحده، بطاعته في كل أمره ونهيه، والسير على نهج النبي e، وبالتعاون والتخطيط مع المسلمين الطائعين العاملين وحدهم. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

محمود عبد الكريم حسن

2016_01_27_TLK_4_OK.pdf